إیران تلکس _ كل عمل سياسي لا بد له من قالبٍ روحي، فهو الذي يمثل الفكرة والرؤية وأهداف أي خطة، والخطة هي بدورها الأسلوب المتقوم بالفقه المنبثق من هذا القالب الروحي. عناصر أي خطة لا تنفصل عن سنخية العقيدة التي تنبض بها هذه الروح، ولذلك لا يمكن لمن أراد خوض مق.ا.ومة إسلامية حقيقية أن يُغفل أهمية هذا القالب الروحي الذي يحتضن ويقود العمل السياسي والعسكري.
من هنا نعيب على كل من يمارس العمل الإعلامي أو السياسي وهو ضعيف فقهيًا وعقائديًا، لأن ضعف البنية الفكرية يؤدي إلى انحراف في القرار والتوجه.
ولذلك نرى أن السواد الأعظم من سياسيي الجمهورية الإسلامية هم من الفقهاء وطلبة العلوم الدينية، وإن لم يرتدِ بعضهم الزي الحوزوي، فإن القالب الروحي حاضر في فكرهم وسلوكهم.
وعلى النقيض، نجد كثيرًا من المحسوبين على الخط المقاوم من غيرنا، يفتتنون بأسخف الأمور، فينجرّون إلى تحالفات مريبة وقرارات عبثية.
كيف لفلان أن يثق بقطر، وقطر تثق بالأميركي، والأميركي يضع قواعده العسكرية على أرضها، بينما تدّعي دعم من يقاوم مشروعه في فلسطين؟
لقد أصبح هذا الواقع مادة للسخرية لدى أصحاب النكتة والمحتوى اللاذع.
و هذا شأنهم لا اتدخل به طالما ان عقيدتي تحمي سياستي دون ان اؤثر على مسار اخي المسلم لو اختار طريق التناقض.
وبعد دراسة معمّقة، يتبين أن خطة هؤلاء ترتكز على واقع عقائدي لا يُفصح عنه، لكنه مبيّت في بطون كتبهم وتاريخهم.
لذلك نحن بحاجة إلى التمسك بعناصر الوحدة الإسلامية، دون أن نتساهل في تسلل من لا يحمل روحية المشروع الإسلامي المقاوم.
ندعم كل مقاوم للصهيونية، وكل مستضعف في العالم، تحت عناوين إسلامية عريضة، نشترك فيها مع الآخرين بصدق ووعي،ان نذوب مقوماتنا الذاتية.
أفديه بروحي، وأرفع عنه الظلم، وأشاركه الأجر والشدة، وأهتم لأمره، وأسهر على ألمه، وأستر عليه، ولا أقطع الحوار معه،و هذا ثبت بدمائنا و جنوبنا و سلاحنا و دماء اميننا و قاداتنا.
كما كان موقف إمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهد الخلفاء: رافضًا علنيًا لأخطائهم، وناصحًا علنيًا في سلمهم وحربهم، بالمقابل حارب و عادى صريحا من خرج عن جادة و صار امويا، فالاموية ليست باسلام و لا تمتّ له بصلة.
إن الوحدة الإسلامية في نهج الإمام الخميني (قده) هي الاستراتيجية الأمثل، التي تحمل الفكر في قالبه الروحي، وتراعي الآخر، وتبني نحو هدف واحد.
لذلك، أدعو إعلاميينا وسياسيينا وكل من يتصدر العمل العام في جبهتنا، أن يلتزموا بالقالب الروحي الذي يُعد أساسًا لأي مشروع إسلامي مقاوم.
فلا يكفي أن نرفع الشعارات أو نخوض المعارك الإعلامية والسياسية، ما لم تكن منطلقة من فهم عقائدي عميق وفقهٍ راسخ يربط العمل بالنية، ويجعل الجهد في سبيل الله لا في سبيل المصالح أو الأهواء. و الخط العريض الذي سيجعل من يتخطاه تحت المساءلة و المتابعة (امريكا الشيطان الاكبر و ربيبتها اسرائيل).
إن الانتصار الحقيقي يبدأ من الانتماء الفكري الصادق، ومن فهمنا لديننا ومشروعنا الإلهي، فحينها فقط نصنع الخطاب الصادق، ونبني التحالفات الصحيحة، ونتفادى الوقوع في الفتن والاختراقات.
فإما أن نكون حماة لروح هذا المشروع، أو سنكون عبئًا عليه دون أن نشعر.
السلام على قاهر الامويين و مذلّ الغرب المستكبرين امامنا الحسين صلوات الله عليه و على آله و ابائه الطاهرين.