QR codeQR code

الاعتراف بفلسطين مناورة دبلوماسية أم خطوة نحو العدالة؟

إیران تلکس , 4 آب 2025 ساعة 14:26

كاتب : السید مهدي-نوراني

إيران تلكس - توالت الأنباء حول احتمال اعتراف الاتحاد الأوروبي وجميع أعضائه بدولة فلسطين، ما أثار موجة من التحليلات والتكهنات. إذا ما تحقق هذا الخبر، فسنكون أمام أحد أهم التحولات الرمزية والمريبة في تاريخ الدبلوماسية الأوروبية. ولكن، ما معنى هذا الادعاء بالاعتراف، وما هي الأهداف الكامنة وراءه؟ وهل هو حقاً في مصلحة الشعب الفلسطيني والمقاومة أم لا؟


الأبعاد الخفية لقرار دبلوماسي وشروط مطروحة
عند تحليل هذا التطور، يجب ألا نغفل النقاط الأساسية التالية:

1. الهروب إلى الأمام للسيطرة على الانفجار الاجتماعي: الکیان الصهيوني غارق في مستنقع الهزائم الميدانية والنفسية والشرعية. لم يعد الرأي العام الغربي، لا سيما في أوروبا، يتحمل جرائم غزة. في مثل هذه الظروف، قد يكون الاعتراف بفلسطين، أكثر من كونه مؤشراً على تغيير حقيقي في نظرة القادة الأوروبيين، هروباً إلى الأمام للسيطرة على الانفجار الاجتماعي داخل أوروبا وتهدئة الغضب الشعبي.

2. ورقة ضغط على أمريكا: قد يكون هذا القرار مجرد وسيلة للضغط على أمريكا في حرب التعريفات الجمركية ونوع من الابتزاز الدبلوماسي لواشنطن. تسعى أوروبا من خلال هذه الورقة إلى تحقيق مصالحها في مواجهة أمريكا.

3. إحياء الدور الأوروبي المفقود في المنطقة: لطالما فقدت أوروبا دورها الفاعل والمؤثر في تحولات المنطقة. والآن، بهذه الخطوة، تسعى إلى فصل نفسها عن أمريكا المعتدية بملصق "حب السلام" واستعادة مكانتها في المعادلات الإقليمية.

4. الاعتراف المشروط والناقص (مع ذكر شروط بعض الدول): النقطة المهمة هنا هي أن هذا البيان ليس مشروطاً فقط بقبول وجود إسرائيل، بل من المحتمل أن يعرّف "الدولة الفلسطينية" في إطار قرار مجلس الأمن 242. هذا يعني الاعتراف بدولة فلسطينية بدون القدس، بدون عودة اللاجئين، وبدون مقاومة.

بعض الدول مثل فرنسا قد طرحت شروطاً لقبول هذا الاعتراف. على سبيل المثال، تؤكد فرنسا على ضرورة المفاوضات بين الطرفين وحل الدولتين، وهو ما يعني عملياً قبول حدود 1967 وتقسيم القدس. هذا التعريف لفلسطين يتعارض بوضوح مع أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني.

5. رمزية بدون دعم عملي: الاعتراف الرمزي، بدون دعم عملي وبدون ممارسة ضغط على إسرائيل، هو مجرد غض الطرف عن الحقيقة. هل سيتوقف النظام الصهيوني عن بناء المستوطنات بهذه الخطوة؟ هل سينهي الحصار على غزة؟ هل سيتوقف تسليح الکیان الصهيوني؟ هل سينسحب من المناطق المحتلة؟ بالتأكيد لا. هذه الخطوة بدون إجراءات عملية هي مجرد خداع للرأي العام.

6. احتواء تيار المقاومة ومصادرة دماء الشهداء: أخيراً، قد يكون الهدف الحقيقي من هذه الخطوة هو احتواء تيار المقاومة ومصادرة دماء شهداء غزة. فكما جرت محاولة الالتفاف على حزب الله في لبنان بعد تشكيل الحكومة وتعزيز دور الحكومة لنزع سلاح حزب الله، يريدون هذه المرة في فلسطين، من خلال شرعنة السلطة الفلسطينية – التي لا تختلف عن حكومة نتنياهو – وإحياء مشروع الدولتين، إخضاع مقاومة غزة وتهميشها.

هذا الاعتراف، وإن بدا ظاهرياً خطوة إيجابية لمصلحة فلسطين، إلا أنه في جوهره قد يكون استمراراً للمشروع القديم الذي يسعى، بإلغاء الكفاح، إلى تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية دبلوماسية، لا قضية احتلال ومقاومة.

الحل الحقيقي: استفتاء شامل
إذا كانت أوروبا صادقة حقاً في ادعاءاتها السلمية، فعليها أن تقبل بأن الحل المنطقي والعادل للقضية الفلسطينية هو ما طُرح مراراً: العودة إلى استفتاء بمشاركة جميع الفلسطينيين من مسلمين ويهود ومسيحيين، وحتى العلمانيين، غیر الیهود المحتلین.

فقط في ظل هذا الاستفتاء الشامل سيتم الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وسيتحقق السلام الدائم في المنطقة. أي حل آخر هو مجرد مسكن مؤقت أو مناورة دبلوماسية لتحقيق أهداف خفية.


رقم: 4338

رابط العنوان :
https://www.irantelex.ir/ar/article/4338/الاعتراف-بفلسطين-مناورة-دبلوماسية-أم-خطوة-نحو-العدالة

ايران تلکس
  https://www.irantelex.ir