وأشادت مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين الباكستانيين بالنهج الجاد والتوافق بين قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبلادهم في دعم بعضهم البعض وإدارة الوضع الجيوسياسي في المنطقة، ودعوا الغرب إلى التصرف بشكل منطقي لحل الملف النووي الإيراني.
وأكدوا: أن طهران وإسلام آباد تقفان على الجانب الصحيح من التاريخ من أجل السلام الإقليمي ومواجهة التهديدات المشتركة.
وأقيمت في إسلام آباد اليوم الجمعة، ندوة بحثية حول دور باكستان في تهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران التي نظمها معهد الدراسات الإقليمية (IRS).
وكان المتحدثون الرئيسيون في البرنامج هم: رئيس معهد الدراسات الإقليمية "جوهر سليم"، والمعلق الدفاعي والرئيس السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني الجنرال "محمد سالك"، وخبير الشؤون الاستراتيجية المقيم في واشنطن "نادعلي"، ومدير شؤون إيران في هذا المعهد الباكستاني "فراز نقوي".
كما طرح عدد من أساتذة الجامعات والطلاب تساؤلات حول العلاقات الإيرانية الباكستانية، وأهمية الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان"، إلى إسلام آباد، وخطط "إسرائيل" المناهضة لإيران>
وأشاد المتحدثون بالموقف المبدئي والثابت للقيادة السياسية والعسكرية الباكستانية في دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرب التي استمرت 12 يوما مع الكيان الصهيوني، وأكدوا أن الولايات المتحدة تدرك جيدا أن الإيرانيين لا يسعون أبدا إلى امتلاك الأسلحة النووية، لذا فإن هدف العدوان الأخير هو محاولة إضعاف إيران من الداخل وتغيير الأيديولوجية الثورية والمقاومة لنظام وشعب هذا البلد.
وأكد رئيس معهد الدراسات الإقليمية "جوهر سليم"، خلال الندوة، على أن الأنشطة النووية الإيرانية سلمية وفقا لمواقفها والتزاماتها، ولا يحق لأي دولة انتهاك سيادة ووحدة أراضي هذا البلد.
وأضاف: إن رغم الضغوط الغربية وطبيعة علاقات بعض العرب مع "إسرائيل"، اتخذت باكستان القرار الصحيح ووقفت إلى جانب إيران ضد العدوان الصهيوني.
وتابع قائلا: إن باکستان تتمتع بمكانة مهمة للمساعدة في تهدئة التوترات وحتى التوسط بين طهران وواشنطن، وخلص المسؤولون الباكستانيون إلى أن سلوك الغرب تجاه إيران يجب أن يكون سلميا ومتوازنا ويستند إلى الدبلوماسية.
وقال رئيس معهد الدراسات الإقليمية: إن زيارة الرئيس الإيراني إلى باكستان الأسبوع الماضي كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات والتنسيق والتحالف بين البلدين في المنطقة، وعلى هذا الأساس يمكن لإسلام آباد أن تكون لها ما تقوله بشأن الوساطة.
وبدوره، قال خبير الشؤون الاستراتيجية المقيم في واشنطن "نادعلي"، ان الولايات المتحدة تدرك أن إيران لا تسعى أبدًا إلى استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية، بل تسعى واشنطن إلى إضعاف نفوذها في الشرق الأوسط وإثارة الاضطرابات داخله.
وأضاف: إنه يعد إعلان باكستان استعدادها لأي وساطة بين طهران وواشنطن، تزامنا مع زيارة الرئيس الإيراني إلى باكستان، أمرا مهما، حيث شهدنا اتصالا هاتفيا بين وزيري خارجية باكستان والولايات المتحدة بعد انتهاء زيارة الرئيس بزشكيان.
من جانبه، قال الرئيس السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني الجنرال "محمد سالك"، إن الحروب الأخيرة في شبه القارة الهندية وغرب آسيا خلقت بيئة جديدة في الجغرافيا السياسية للمنطقة، ونقطة التحول فيها هي التنسيق غير المسبوق بين طهران وإسلام آباد، وأن البلدين يسيران على الطريق الصحيح تاريخيا لإدارة الوضع.
وأضاف أن إيران وباكستان لديهما رؤية مشتركة لتأمين الحدود، ومواجهة ظاهرة الانفصال، وخاصة الحاجة إلى دعم بعضهما البعض للتغلب على الأزمات الإقليمية.
ولفت إلى أنه يجب على إسلام آباد أن تقف إلى جانب طهران لتهدئة التوترات ومنع انتشار الصراعات، لأن نفوذ "إسرائيل" في المنطقة يضر بالمصالح السياسية والاقتصادية الباكستانية.
تجدر الإشارة إلى، ان الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان"، وصل السبت الماضي (2 آب/اغسطس) إلى باکستان في زيارة استغرقت يومين، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الوزراء الباكستاني "شهباز شريف".