وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود بزشكيان خلال كلمة له في افتتاحيه مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ39 بطهران اليوم الاثنين: ""عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة تحت ضغط المشركين، كان أول ما فعله هو توحيد القبائل والعشائر التي كانت تتقاتل منذ مئات السنين، وإقامة رابطة الأخوة بينها".
وأضاف: "كان سر نجاح رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جمع القبائل المتخاصمة وجعلها أخوة وبعد عشر سنوات، فتح النبي صل الله عليه وآله وسلم مكة وألقى خطابًا فيها بعد تحطيم الأصنام، قال فيه: "المسلم أخ للمسلم".
وانتفد الرئيس بزشكيان عدم التماسك بين الدول الاسلامية وأضاف: "إذا كنا أتباعًا للنبي، فلماذا أصبحنا متفرقا.. لماذا يُمزق الكيان الصهيوني الوحشي المسلمين ويقتلهم، ويُبقيهم جائعين، ويمنع عنهم الطعام والماء أمام أعيننا؟ بدلًا من أن نتكاتف، نُؤجج خلافاتنا.
لو اتحدت الأمة الإسلامية، لما تجرؤت إسرائيل أو أمريكا أو أي دولة أخرى على احتقار المسلمين وسلب حقوقهم..المشكلة ليست في إسرائيل وأمريكا؛ المشكلة في اختلافاتنا وانقساماتنا وصراعاتنا فيما بيننا".
وأوضح قائلا: "لذا يجب أن نبدأ بأنفسنا. لو استطعنا تطبيق الوحدة والتماسك اللذين أمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما تجرؤ إسرائيل أو أي دولة أخرى على إيذاء المسلمين والتسبب في هذه المآسي دون خجل".

وأكد بزشكيان: "لو كان المجتمع الإسلامي متحدًا، هل كانت إسرائيل أو أمريكا تجرؤ على مهاجمة المسلمين"، مبينا: "ذنبنا أننا اختلفنا فيما بيننا، فتمكنوا من إثارة الفتنة والقول إن هذه الدولة قد تهاجمكم، ليبيعوا أسلحتهم للدول الإسلامية خوفًا".
وأضاف، في إشارة إلى الصهاينة: "يقتلون النساء والأطفال ولا أحد ينتقدهم. ثم يبررون ذلك، وإذا حدث شيء في المجتمعات الإسلامية، يدّعون أنهم انتهكوا حقوق الإنسان. فأي حقوق إنسان نسأل؟ هل هي حقوق الإنسان التي تطبقونها؟ نفس حقوق الإنسان التي لا ترحم الأطفال والنساء والمرضى وترتكب إبادة جماعية؟".
استشهد بزشكيان بقول الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء: "إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارًا"، وقال: "لم تكن في قلوبهم رائحة إنسانية، ولكن الذنب ذنبنا. نحن الذين كنا في صراع فيما بيننا، وقد استطاعوا أن يزيدوا من خلافاتنا ويشعلوا نار الفتن بيننا، ويبيعون الأسلحة للدول الإسلامية خوفًا من بعضها، ثم يستولون على نفطها ومواردها".
وأكد الرئيس الايراني: "لن نختلف أو نتشاجر مع أي دولة إسلامية، ونؤمن بوحدة الدول الإسلامية وقوتها وتماسكها ونتمسك بها. يجب على المسلمين أن يتحدوا".
وأضاف الرئيس: "وصية الامام علي عليه السلام هي خلاصة تجربة حياة الإنسان، والإمام علي (عليه السلام) يقول في وصيته: إن الصيام والصلاة من أجل الوحدة، لا أن نصلي ونصوم ونقاتل بعضنا بعضًا.
الصراط المستقيم عهد ووحدة مع الله. نصوم ونصلي لنكون إخوة لإخواننا المسلمين ولنعمل بالحق".
وأضاف: "إذا استطعنا تطبيق الحق والعدل في العالم، فلن تستطيع أي قوة التغلب علينا. الشعب هو رأس مال النظام والمجتمع والأمة والحكومة، ونحن خدام الشعب، وعلينا واجب الحكم والتصرف على أساس العدل والإنصاف بين الناس، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو الطائفة".
وفي كلمته للمشاركين في المؤتمر الدولي التاسع للوحدة الإسلامية، أكد الرئيس: "أنتم شيوخ الأديان والمذاهب، لذا يجب علينا إيصال رسالة دين الله ورسوله إلى الناس، بأننا جميعًا، نحن المسلمين، إخوة لبعضنا البعض، مهما اختلفت أذواقنا ومعتقداتنا. جميع سلوكياتنا الدينية يجب أن تكون من أجل الحق والعدل، وإن لم تُفضِ إلى الحق والعدل، فهي بحد ذاتها سبب للفرقة والعداء".
قال الرئيس بزشكيان: "نحن إخوة لبعضنا البعض؛ نحن إخوة مع الفلسطينيين والعراقيين والمصريين والقطريين والإماراتيين وجميع المسلمين، ونعقد ميثاق أخوة ونقول إننا إخوة بالإيمان والمعتقد، لا بالشعارات.
إذا استطعنا تطبيق ذلك عمليًا وبين أنصارنا وفي المجتمع، فستخيب آمال أمريكا وإسرائيل في قدرتهما على خلق الفرقة والانقسام في المجتمعات الإسلامية، وهذا كله يعتمد علينا وعليكم".
وأضاف: "إذا لم تتمكن أمريكا وإسرائيل من تنفيذ نواياهما الشريرة، فصحيح أننا امتلكنا الصواريخ، وقد صفعهم مقاتلونا بقوة وتضحيات، لكن شعبنا صفعهم بقوة أكبر. لقد خيبت وحدة شعبنا وتماسكه آمالهم، لأنهم ظنوا أنه ببضعة صواريخ سيسقط الشعب، لكن الشعب خيب آمالهم".
وأشار إلى أن شعبنا ومسلمينا لن يركعوا للظلم والعدوان، وهذه هي الرسالة التي أبلغ لهم إيران والشعب الإيراني.
وأضاف الرئيس: أدانت جميع الدول الإسلامية عدوان إسرائيل وأمريكا على إيران، ونُقدّر جميع الدول ومواقفها، لكن برأيي هذا لا يكفي، إذ يُمكننا أن نكون أقوى وأكثر حزمًا وتماسكًا، وأن نقف صفًا واحدًا في وجه ما يُواجهه المسلمون.
صرح بزشكيان: إذا اتحدنا جميعًا، سنُعيد لأمتنا الكرامة والعزة. لقد أنزل الله كتابه ليُعيد لنا الكرامة، والمسلمون أعزاء، ويجب أن يكونوا كذلك، لكننا الآن نُعاني من مشاكل بسبب اختلافاتنا، وبدلاً من العمل بكتاب الله، نتشاجر مع بعضنا البعض ليُحققوا مآربهم الخبيثة.
وفي الختام، قال الرئيس الإيراني: إن اجتماعكم هذا هو بداية لكسر جدار الفرقة وبناء الوحدة والأخوة، التي أعلنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمر بها في المدينة المنورة ومكة المكرمة".