وأفادت وکالة مهر للأنباء بأن محمد إسلامی، نائب الرئیس ورئیس منظمة الطاقة الذریة، قال الیوم الخمیس، خلال مشارکته فی المنتدى الدولی لأسبوع الطاقة الذریة فی موسکو، إنّه شرح مواقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بشأن القضایا النوویة وضرورة تطویر محطات نوویة کبیرة وصغیرة المقیاس (المفاعلات الصغیرة ذات الوحدة النمطیة — SMR).
وفی کلمته انتقد إسلامی مقاربة الولایات المتحدة والترویکا الأوروبیة تجاه البرنامج النووی السلمی لإیران، قائلاً: «أُعلم هذه الدول الثلاث وأمیرکا بأنکم لا تستطیعون إجبار شعب إیران العظیم والمثقّف على الخضوع لإرادتکم النجسة. دعونا من الآن فصاعداً لا تکذبوا وقلوا الحقیقة لشعوب العالم.
کفّوا عن سیاسات الحکم المطلق. لا تسعَوا لنهب موارد شعوب العالم کما فعلتم فی عهد العبودیة والاستعمار».
وفی ما یلی النص الکامل لخطاب محمد إسلامی، رئیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة، فی المنتدى الدولی لأسبوع الطاقة الذریة بموسکو:
السید فلادیمیر بوتین، رئیس الاتحاد الروسی المحترم
السید ألیکسی لیخاتشوف، رئیس مؤسسة "روس آتوم" الحکومیة المحترم
أصحاب السعادة، السیدات والسادة،
فی البدایة، أود أن أهنئکم بمناسبة الذکرى الثمانین للصناعة النوویة الروسیة، وأتمنى للحکومة والشعب الروسی، وکذلک لزمیلی العزیز السید لیخاتشوف وزملائه، دوام الصحة والنجاح.
أصحاب السعادة،
لقد احتفلنا العام الماضی بالذکرى الخمسین لتأسیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة.
على مدى خمسین عاماً من جهود العلماء والمتخصصین الإیرانیین، أصبحت هذه الصناعة الفخریة والمفعمة بالأمل رمزاً للتنمیة العلمیة والتکنولوجیة المتقدمة.
وبرغم العقبات القاسیة التی فرضتها الولایات المتحدة وثلاث دول أوروبیة، نجحت إیران فی بلوغ مراتب علیا فی مجالات التکنولوجیا والصناعة. لکن هذه الإنجازات الوطنیة الکبرى کانت دائماً عرضة للعداء الأمیرکی والأوروبی، الذی تجلّى فی الحرب النفسیة والسیاسیة، العقوبات، التهدیدات، الاغتیالات، التخریب الصناعی، والعملیات العسکریة، وکلها لیست ولیدة الیوم بل لها جذور تاریخیة.
هم یعرفون جیداً، ویقرّون فی مجالسهم الخاصة، أن البرنامج النووی الإیرانی لا یحمل أهدافاً عسکریة. ومع ذلک، یقولون إن إیران یجب ألا تمتلک صناعة نوویة. هذه الضغوط بدأت منذ أکثر من خمسین عاماً.
ففی عهد الرئیس الأمیرکی الأسبق جیرالد فورد، جرت مراسلات ومحادثات مکثفة، وتم استثمار ملیار دولار من أموال إیران فی شرکة أوروبیة لتخصیب الیورانیوم (أورودیف، التی تُعرف حالیاً بـ"أورانو"). کما بدأت شرکات ألمانیة وفرنسیة مشاریع لإنشاء محطات نوویة فی إیران، لکنها تخلّت عنها بخیانة واضحة، وسرقت الأموال الإیرانیة وغادرت. ومنذ ذلک الحین، لم یُسمح لأی شرکة أخرى بالتعاون معنا بسبب تدخلاتهم.
لقد صاغوا ملفاً نوویاً ضد إیران بتحریض من الکیان الصهیونی، وفبرکوا ذرائع ووثائق مزیفة. وفرضوا عقوبات وضغوطاً قصوى على الجمهوریة الإسلامیة أملاً فی إیقافها أو إخضاعها، لکنهم لن ینجحوا أبداً.
وأقول هنا لتلک الدول الثلاث الأوروبیة وللولایات المتحدة: إنکم لن تستطیعوا أن تُخضعوا الشب الإیرانی الکبیر والمثقف لإرادتکم الخبیثة. کفّوا عن الکذب، وأخبروا شعوب العالم بالحقیقة. توقفوا عن السیاسات القائمة على الهیمنة المطلقة، ولا تعودوا لنهب ثروات شعوب العالم کما فعلتم فی عهود العبودیة والاستعمار.
إن البرنامج النووی الإیرانی شفاف تماماً. والوکالة الدولیة للطاقة الذریة، التی تُنفق 80% من میزانیة الضمانات تحت ضغطکم، لا تفعل سوى عرقلة برنامج إیران. کفى: إن مسار وبرنامج إیران واضحان وشفافان، ولن نتراجع عنهما.
أصحاب السعادة،
لقد استطعنا، بعد سنوات طویلة، أن نُکمل مشروع محطة بوشهر النوویة الذی تخلّت عنه الشرکة الألمانیة، وذلک بمساعدة "روس آتوم"، ونحن ممتنون لهم. کان هذا المشروع صعباً ومعقداً وفریداً من نوعه، لکنه اکتمل بنجاح. والیوم ندخل العام الثانی عشر من تشغیله، وقد حصل فی السنوات الثلاث الماضیة على تقییم 100/100 من الجمعیة الدولیة لمشغلی الطاقة النوویة (وانو).
حتى الآن، أنتجت المحطة 72 ملیار کیلوواط/ساعة من الکهرباء. کما یجری العمل على بناء الوحدتین الثانیة والثالثة بالتعاون مع "روس آتوم".
أصحاب السعادة،
نحن الیوم فی موسکو بفضل الإرادة المشترکة لرئیسی بلدینا، السید مسعود بزشکیان والسید فلادیمیر بوتین، ونحن ممتنون لهما. لقد وضعنا برامج مستقبلیة على جدول أعمالنا، واتفقنا على إنشاء محطات نوویة جدیدة کبیرة، بالإضافة إلى محطات صغیرة الحجم (SMR) فی إیران بالتعاون مع "روس آتوم".
وبفضل الخبرات المکتسبة فی الماضی، ومع التوکل على الله تعالى، سنواصل هذا الطریق المشرّف حتى نحقق النصر النهائی.