وفي خطب صلاة الجمعة هذا الأسبوع في طهران، قال حجة الإسلام والمسلمين أبوترابي فرد: " لقد صنع الشعب على مدى قرابة نصف قرن مضى أحداثاً وطنية مهمة ومؤثرة ، ومن بين هذه الأحداث، هناك أربعة أحداث تمتلك مكانة ودوراً وتأثيراً خاصاً؛ أربعة أحداث وطنية استثنائية جذبت أنظار شعوب المنطقة والعالم نحو إيران. في حدود الوقت المتاح، سأشير إلى هذه الأحداث الأربعة المهمة، التاريخية، والمفصلية حقاً.

"الثورة الإسلامية وقفت بشموخ في وجه الاستبداد الداخلي والسيطرة الخارجيةوأوضح حجة الإسلام أبوترابي فرد: "الحدث الأول هو الثورة الإسلامية الإيرانية؛ ثورة تشكلت في جغرافيا إيران متأثرة بالثقافة الوطنية والفكر الإسلامي الأصيل ومدرسة عاشوراء.

كانت هذه الثورة ثقافية وسياسية واجتماعية ودينية، وحدثت في فترة من التاريخ السياسي لإيران والمنطقة كان الغرب يستغل فيها كل إمكانياته لتغيير البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والدينية، ويسقط الحكومات الوطنية، ويُخضع عملاءه للعالم الإسلامي وإيران.

ثورة الشعب الإيراني الإسلامية، كحدث وطني تاريخي، مستلهمة من الإمام الخميني الراحل (رض) وقوة الشعب، وقفت بشموخ في وجه الاستبداد الداخلي والسيطرة الخارجية."

وأكد: "مع انتصار الثورة الإسلامية على شرطي الغرب، كُسر العمود الرئيسي للنفوذ والسيطرة الأمريكية في المنطقة".الدفاع المقدس مهد الطريق لتحولات واسعة وعميقة ومستدامةوقال حجة الإسلام أبوترابي فرد: "الحدث الوطني والتاريخي الثاني هو تشكيل مجلس خبراء الدستور ووضع وإقرار واستفتاء الدستور. حول هذا الحدث الوطني والعلمي والسياسي والاجتماعي الثورة الإسلامية إلى شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها متين.

الدستور المتقدم هو نتيجة قرون من الجهد العلمي والفقهي والسياسي لعلماء وفقهاء بارزين وأصحاب رأي في مجال الحكم الديني.

لو أن الدستور لم يتشكل على أصول وقواعد فقهية وعلمية وأسس وحياتية متينة، لما استمرت حركة النظام الإسلامي على مبادئ الجمهورية والإسلامية والديمقراطية الدينية المولدة للسيادة بهذه السرعة.

"وأضاف: "كان دور الإمام الخميني الراحل (رض) في توضيح المبادئ المحورية للدستور، بما في ذلك الجمهورية والإسلامية، وكذلك نظرية ولاية الفقيه المتقدمة التي هي ركن لا بديل له واستثنائي في الحكم الديني، بارزاً جداً."

وأكد حجة الإسلام أبوترابي فرد: "الحدث الوطني الثالث هو حدث محول ومولد للسيادة: الشعب الإيراني العظيم، تحت قيادة القوات المسلحة وبتوجيه من الإمام الراحل، رداً على الحرب المفروضة التي استمرت ثماني سنوات، صنعوا حرباً كان هدفها تفكيك النظام الإسلامي الناشئ وتقسيم البلاد وقمع كل الحركات الإسلامية في المنطقة، لكن هذا الحدث تحول إلى نقطة أمل وقوة للأمة الإسلامية.

"وقال: "الدفاع المقدس، كحدث وطني وتاريخي، مهد الطريق لتحولات ثقافية واجتماعية وسياسية وعلمية ودفاعية واسعة وعميقة ومستدامة. الشهداء العظام، هؤلاء النجوم المتلألئة في سماء إيران المزدانة بالنجوم،

والجرحى العظماء والأسرى الصبورون والمقاومون، والمضحون الواقفون في وجه جبروت المستكبرين، في كلمة واحدة، الشعب الإيراني العظيم، فسروا الآية الكريمة 'إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ'."الدفاع المقدس لمدة 12 يوماً رفع مستوى أداء إيران ومحور المقاومة

واضاف خطيب جمعة طهران المؤقت: "هذه الآية الكريمة تُرجمت في الحياة السياسية والدفاعية للشعب الإيراني، في ميدان الحرب الصعب. وقف مجاهدو الشعب الإيراني العزيز مثل الجبال؛ القادة الشجعان في الجيش والحرس والتعبويون المضحون، دمروا جبروت الاستكبار. هؤلاء الرجال الشجعان، مستلهمين من مدرسة عاشوراء وكل القيم الإنسانية والإلهية السامية، وقفوا في وجه أميركا وعميلها المجرم صدام، وعرضوا عزة الأمة الإسلامية."

وتابع حجة الإسلام أبوترابي فرد: "بدون شك، دور هذا الحدث الوطني التاريخي في تعزيز التلاحم الوطني والتماسك الإسلامي، وتدريب مدربين جريئين، ونمو وتطوير العلم والتكنولوجيا في البلاد، لا مثيل له واستثنائي.

"كما أكد: "الحدث الوطني التاريخي الرابع هو الدفاع المقدس لمدة 12 يوماً؛ الملحمة الكبرى والاستثنائية التي صنعها الشعب الإيراني المسلح تحت قيادة القوات المسلحة الأعظم . هذه المعركة رفعت مستوى أداء إيران ومحور المقاومة في النظام الدولي وبالقوة العسكرية وتفوق المعرفة والتكنولوجيا والصواريخ والطائرات المسيرة والدفاع الجوي، أجبرت واشنطن وتل أبيب على الاستسلام لإرادة الشعب الإيراني العظيم."العدو يستخدم كل وسيلة للإضرار بالوحدة الوطنية

وقال: "يجب الاقتباس من هذه الأحداث التاريخية. يجب على الرئيس الاميركي والساسة الغربيين الجهلاء ان ينظروا إلى هذا التاريخ المزدهر والمشرف للشعب الإيراني. الشجاعة والعقلانية والحكمة والروحانية والارتباط المتين بين الإمام والأمة والوحدة الوطنية والتماسك الإسلامي خلقت قوة ستشكل مستقبل العالم الإسلامي والشعب الإيراني والأمة الإسلامية والمقاتلون الشجعان في غزة، ورثة العالم الشجاع المؤمن والمضحي الشهيد العظيم والمختار لمحور المقاومة قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، هم صانعو مستقبل العالم الإسلامي."

وقال: "يجب التمسك بهذه المبادئ. الشجاعة هي دائماً سر النصر، والعقلانية والحكمة هما دائماً مولدان للسيادة، والروحانية والإيمان والتوكل على الله سبحانه هما كلمة وسر السعادة في الدنيا والآخرة."وااضف خطيب جمعة طهران المؤقت: "الشعب الإيراني العزيز، أولاً، موحد ومتحد، ومن الضروري أن يتجنب المحللون السياسيون ومن يطلقون أي كلمة أو عبارة تشكل تهديداً لهذه الوحدة والتماسك الوطني هذا العمل.

حسب تعبير قائد الثورة الإسلامية الحكيم، هذه القبضة تصنع درعاً فولاذياً وقوة وعزة وطنية يجب صونها."كما قال حجة الإسلام أبوترابي فرد: "نحن في ميدان صعب ومعركة مواجهة مع العدو؛ عدو تم إذلاله أمام نظر المجتمع الدولي وعاجز عن المواجهة العسكرية مع إيران القوية، لكنه يستخدم كل وسيلة للإضرار بالوحدة الوطنية وتماسك الشعب الإيراني العظيم والأمة الإسلامية."