وفي مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، أوضح جاسم الحيدري، المدير السابق للتخطيط والبناء في وزارة النقل العراقية، أهمية خط سكة حديد إيران-العراق، قائلاً: "يُعد خط سكة حديد إيران-العراق بالغ الأهمية للعراق حكومةً وشعبًا، لأنه يُشكل أساسًا لتواصل العراق مع الدول الأخرى".
وأضاف: "نظرًا لموقع العراق الجغرافي، يُمكن أن يُمثل خط سكة حديد إيران-العراق منصةً للتواصل مع الدول الأخرى، كما يُمكن لإيران من خلاله الوصول إلى الدول العربية المجاورة للعراق".
في إشارة إلى التشابه الثقافي والديني بين إيران والعراق، والنمو الملحوظ في أعداد السياح الدينيين والسياحيين والعلاجيين في السنوات الأخيرة، قال الحيدري: "إن الحاجة إلى شبكة نقل سكك حديدية فعّالة ومتعددة الجوانب أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى".
وأكد على ضعف هياكل النقل بين إيران والعراق، قائلاً: "إن أهمية النقل البري، وخاصة السكك الحديدية، في القطاعين الاقتصادي والسياحي لا تخفى على أحد، واستخدام القطارات له مزايا عديدة، مثل نقل المزيد من البضائع والركاب وانخفاض التكاليف مقارنة بالنقل الجوي".
وأضاف المدير السابق للتخطيط والتصميم في وزارة النقل العراقية: "مع ذلك، فإن شبكات الطرق والسكك الحديدية الحالية بين البلدين لا تتمتع بطاقة كافية، في ظل النمو الكبير في أعداد السياح وزيادة تجارة السلع، وهي بحاجة إلى تعزيز".
وأكد أنه بالإضافة إلى خط سكة حديد شلمجة-البصرة، المعروف بأنه أكثر مشاريع الربط السككي سهولةً بين البلدين، ينبغي وضع الخطط اللازمة لإنشاء خطوط سكك حديدية أخرى على طول طريقي مهران-بدرة وخانقين-خسروي.
واعتبر الحيدري أن النقل السككي والبري متكاملان، وقال: "إن بناء خطوط السكك الحديدية لا يعني الإضرار بالنقل البري، بل سيتطور هذان المجالان معًا، ولن يكتمل التواصل السككي بدون التواصل البري".
وفي الختام، أشار المهندس جاسم الحيدري إلى إمكانية ربط خط سكة حديد البصرة - شلامجة بمشروع طريق التنمية العراقي،
قائلاً: "من مزايا هذا الخط إمكانية ربطه مستقبلًا بمشروع طريق التنمية العراقي التركي المشترك، ومن خلاله سيتم تشكيل شبكة نقل سكك حديدية واسعة".
وأضاف المدير السابق للتصميم والتخطيط في وزارة النقل العراقية: "بالطبع، إن تشكيل مثل هذه الشبكة مرهون باستكمال مشروع طريق التنمية، الذي سيستغرق تنفيذه عدة سنوات".
وفقًا لوكالة مهر للأنباء، فإن ربط السكك الحديدية بين إيران والعراق عبر حدود شلامجة-البصرة قائم بين البلدين منذ أكثر من عقدين، ولكن بسبب العقبات الفنية والسياسية، وخاصة من الجانب العراقي، بما في ذلك مزاعم التعارض مع تطوير ميناء الفاو، لم يصل المشروع إلى نتيجة نهائية بعد.
كما التزمت إيران، وفقًا لأحدث اتفاقية بين سلطات البلدين، بإزالة الألغام من أول 16 كيلومترًا من الطريق وبناء جسر متحرك بطول 800 متر فوق شط العرب، بينما يتولى الجانب العراقي مسؤولية بناء خط سكة حديد بطول 33 كيلومترًا.