وقال مخاطبا الرئيس الأميركي: "إن المتنمر الحقيقي في غرب آسيا هو نفس الممثل الذي كان يتنمر على الولايات المتحدة ويستغلها منذ فترة طويلة بحياته الطفيلية".
ردّ وزير الخارجية الايراني سيد عباس عراقجي على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الكنيست الإسرائيلي وفي شرم الشيخ أمس.
حيث زار دونالد ترامب الأراضي المحتلة أمس وألقى خطابًا في الكنيست الإسرائيلي ثم توجه إلى مصر. ووقع اتفاق السلام في غزة مع قادة مصر وقطر وتركيا في شرم الشيخ بمصر. وهو اتفاق أعرب العديد من المحللين عن شكوكهم في استدامته.
وكما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، فرغم وقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء بين إسرائيل وحماس، هناك شكوك جدية حول استدامة خطة دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
كما أعرب المسؤول الأميركي السابق روبرت مالي في مقابلة عن شكوكه حول إمكانية تنفيذ المراحل التالية من الخطة.وصف دونالد ترامب هذه الخطة بأنها "أعظم إنجاز" وادعى أن السلام قد عاد إلى الشرق الأوسط بعد "ثلاثة آلاف سنة من الحرب والفوضى".
وبعد عودته من زيارته للأراضي المحتلة ومصر، كتب على منصة "تروث سوشال" الاجتماعية أن الوقت قد حان لتوحيد جميع الدول المعنية في المنطقة من أجل تحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط. وأضاف أن غزة هي مجرد جزء من القصة، وأن السلام الحقيقي يجب أن يشمل المنطقة بأكمله.
* المتنمر الحقيقي في غرب آسيافي هذا الصدد، صرّح وزير الخارجية سيد عباس عراقجي اليوم الثلاثاء: بات واضحًا الآن أن الرئيس الأميركي قد تأثر بمعلومات كاذبة تُشير إلى أن البرنامج النووي السلمي الإيراني على وشك التحول إلى سلاح نووي هذا الربيع.
هذا الادعاء محض كذبة كبيرة، وكان ينبغي إبلاغه بأنه لا يوجد دليل على ذلك، كما أكدت أجهزة الاستخبارات الأميركية نفسها.
واضاف عراقجي: دخل الرئيس الأميركي البيت الأبيض بوعد للشعب الأميركي والعالم بأنه سيوقف خداع الكيان الإسرائيلي المتكرر ضد رؤساء الولايات المتحدة؛ كما وعد بأن الجيش الأميركي لن يتورط بعد الآن في حروب لا نهاية لها، حروب دبرها محرضو الحروب الذين فشلوا أيضًا في العملية الدبلوماسية النووية الأميركية مع إيران لسنوات.
وصرح رئيس السلك الدبلوماسي: "سيد الرئيس، المتنمر الحقيقي في غرب آسيا هو نفس الفاعل الذي، بحياته الطفيلية، يتنمر على الولايات المتحدة ويستغلها منذ زمن طويل".
* لطالما كنا مستعدين للتعامل الدبلوماسي المحترم والمتبادلوفي إشارة إلى العدوان العسكري الاميركي والصهيوني على إيران، قال عراقجي: أن السؤال المطروح أيضًا هو كيف يُتوقع من الشعب الإيراني أن يصدق غصن زيتون (سلام) من شخص متورط في قصف منازل ومناطق حضرية في جميع أنحاء إيران قبل أربعة أشهر فقط.
وأشار وزير الخارجية إلى أن تلك الهجمات الإجرامية أودت بحياة أكثر من ألف إيراني، بمن فيهم نساء وأطفال. من الصعب وصف شخص ما بأنه رئيس سلام بينما هو يؤجج حروبًا لا نهاية لها ويقف إلى جانب مجرمي الحرب.
واوضح : أن ترامب يمكن أن يكون إما رئيس سلام أو رئيس حرب، ولا يمكنه أن يكون كليهما في نفس الوقت.
وصرح عراقجي على منصة إكس أن "إيران كانت دائمًا مستعدة للتعامل الدبلوماسي المحترم والمتبادل"، وأن الشعب الإيراني، الوريث الجدير لحضارة عريقة وغنية، يستجيب للنوايا الحسنة بحسن نية.
ولكننا نعرف أيضًا بالضبط كيفية مقاومة ومواجهة الظلم والقهر، وهذه هي نفس التجربة الصعبة التي مر بها محرض الحرب التعيس في تل أبيب.
* لا ينبغي استخدام إيران كذريعة لتطبيع العلاقات مع إسرائيلوأضاف وزير الخارجية: "لكن لا بد من القول إننا نتفق مع الرئيس الأميركي في نقطة واحدة، فهو محق في أنه لا ينبغي استخدام إيران كذريعة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
واردف عراقجي: "إذا أراد أحد التضحية بالفلسطينيين والتحالف مع كيان إبادة جماعية متعطش لالتهام المنطقة بأكملها، فعليه أن يتحلى بالشجاعة لتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك أمام شعبه، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين".