صرّح حجة الإسلام السيد محمد حسن أبو ترابي فرد، خطيب الجمعة في طهران، في خطبته قبل صلاة الجمعة اليوم في جامعة طهران: ان بمناسبة يوم 16 أكتوبر، يوم إحياء ذكرى أطفال فلسطين ونساءها البطلات والمقاومات، وبالتزامن مع ذكرى استشهاد يحيى السنوار، القائد الشجاع لحركة المقاومة الإسلامية حماس: "إن صورة هذا الرجل العاشورائي في اللحظات الأخيرة من حياته ضد المحتلين أصبحت رمزًا عالميًا لانهيار الأسطورة العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني. يعتبره أطفال غزة رمزًا للمقاومة والحياة".
وقال خطيب صلاة الجمعة في طهران: "لقد حطم يحيى السنوار البنية الاستخباراتية والأمنية للكيان الصهيوني بتخطيطه لعملية طوفان الأقصى". هذه العملية، بتعطيلها أنظمة اتصالات ورادارات العدو، مهدت الطريق لقوات المقاومة للتسلل إلى قلب الأراضي المحتلة، ووجهت ضربة قاصمة للكيان الصهيوني.
وأضاف: بعد عامين من ذلك الحدث التاريخي، يواجه الكيان الصهيوني أزمات هيكلية عميقة يصعب السيطرة عليها. هذا الوضع أجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على التفاوض مع من خططوا لاغتياله في الدوحة، قطر. هذه المفاوضات جارية حاليًا في القاهرة.
وقال أبو ترابي فرد: خلال عامين من الحرب، ارتكبت الولايات المتحدة والمحتلون الصهاينة وحلفاؤهم قائمة طويلة من الجرائم غير المسبوقة بحق شعب غزة المقاوم. تشمل هذه الجرائم القصف الواسع لخان يونس ورفح وجباليا ودير البلح، ومجزرة راح ضحيتها أكثر من 70 ألفًا من النساء والرجال والأطفال الأبرياء، وانتهاك جميع القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وتابع: رغم هذه الجرائم الواسعة، هزمت مقاومة الشعب الفلسطيني الصهاينة، وأوصلتهم في النهاية إلى وقف إطلاق النار. كما دخل الرئيس الأمريكي الميدان لإنقاذ نتنياهو من مستنقع غزة.
الإعلام الصهيوني يعترف بانتصار المقاومة الفلسطينية
وأشار إمام جمعة طهران إلى أن: "اليوم، يقف العالم إجلالاً لمقاومة الشعب الفلسطيني المجيدة وصموده. ويعترف الإعلام الصهيوني بهزيمته الاستراتيجية أمام إرادة حماس الفولاذية والجماعات المسلحة الأخرى. هذه البقعة الشامخة من جغرافية العالم الإسلامي رمزٌ لانتصار الحق على الباطل".
وأضاف: إن الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والعسكرية التي يواجهها الكيان الصهيوني في المنطقة والعالم قد خلقت تحديات عميقة، جعلت مستقبل هذا الكيان في غموض.
وقال حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسن أبو ترابي فرد، في معرض تقييمه لآخر التطورات الإقليمية والمقاومة الفلسطينية: إن قصة غزة تتجاوز صبر الأمم، وهي رمز للإيمان والصبر والثبات، ووصف صورة الشهيد يحيى السنوار بأنها رمز لمقاومة عاشوراء.
ووصف أبو ترابي فرد غزة بأنها ظاهرة تفوق الخيال، مؤكدًا أن شعب غزة الشجاع، بإيمانه وصبره، قدّم مشهدًا من صمود عاشوراء.
واعتبر إمام صلاة الجمعة أن تخطيط وتنفيذ عملية طوفان الأقصى كان نتيجة ذكاء وسلطة قادة المقاومة، وقال: لقد عطلت هذه العملية الهياكل الاستخباراتية والأمنية للكيان الصهيوني ومهدت الطريق لقوات المقاومة للتغلغل في عمق الأراضي المحتلة.
وفي إشارة إلى المطالبات الأولية للولايات المتحدة والغرب بتدمير حماس ونزع سلاحها وطرد الفلسطينيين من غزة، قال أبو ترابي فرد إن هذه الأهداف لم تتحقق ولم يحقق الجانب الآخر أيًا من أهدافه المحددة.
واستذكر أنه في المفاوضات الأخيرة في شرم الشيخ والقاهرة، اضطر الجانب المحتل إلى قبول التراجع والحوار، وتم اقتراح اتفاقيات محدودة لتبادل الأسرى.
إطلاق سراح الأسرى؛ مثال على إرادة المقاومة
وفقًا لأبو ترابي فرد، فقد تحققت أقوال ووعود قادة المقاومة بأن إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لن يتحقق إلا بإرادة المقاومة؛ فرغم كل الجهود العسكرية والإعلامية، لم يتمكن الأعداء من إطلاق سراح ولو سجين واحد بالشكل المطلوب، وهذا الفشل دليل على قوة إيمان وإرادة شعب.
وصف أبو ترابي فرد الأزمة السياسية داخل الكيان الصهيوني بالكارثة الكبرى، وأشار إلى آراء المحللين العبريين الذين وصفوا تراجعات وتنازلات قيادة تل أبيب بالتنازل العميق.
وقال إن انعدام الثقة العامة بالحكومة قد ازداد، وتشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من مواطني الأراضي المحتلة فقدوا ثقتهم بها؛ كما فشلت الحكومة في تحقيق أهداف الحرب، وأدت الاحتجاجات والانقسامات السياسية الداخلية إلى دخول الكيان في مرحلة من عدم الاستقرار الهيكلي.
التكاليف الاقتصادية الباهظة للحرب على الكيان الصهيوني
أشار أبو ترابي فرد إلى التبعات الاقتصادية للحروب متعددة الجبهات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلاً إن إجمالي التكاليف العسكرية والخسائر المباشرة وغير المباشرة للكيان الصهيوني قد بلغت مئات المليارات.
وأضاف أن هذه الضغوط المالية وضعت الحكومة في مأزق، وأن التكاليف المباشرة في الأوقات الحرجة قد فرضت عبئًا ثقيلًا على اقتصاد الاحتلال.
محور المقاومة: رادع وعامل هزيمة للمحتلين
وأشار خطيب الجمعة، في معرض حديثه عن دور محور المقاومة وجبهات المقاومة الإقليمية، بما في ذلك حزب الله واليمن والجماعات العراقية والسورية، والدعم الإقليمي، إلى أن المقاومة صمدت في وجه الاستكبار، وألحقت هزائم متتالية بالكيان الصهيوني وداعميه.
وأكد أبو ترابي فرد: "إن التجارب الأخيرة من المقاومة الشعبية إلى التكاليف السياسية والاقتصادية للجانب المحتل، تشير إلى فشل استراتيجي وتغير في المعادلات الإقليمية، وتبشر بانتصار إرادة الشعوب ومحور المقاومة".