QR codeQR code

نحن لانثق بوعود الأمریکین

نحن مستعدون للحرب أكثر من أي وقت مضى

إیران تلکس , 3 تشرين الثاني 2025 ساعة 13:08

مراسل : علي-الأحمد

إیران تلکس - قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده أكثر استعدادا للحرب من أي وقت مضى، مؤكدا أن طهران لا تثق بوعود الامريكيين لكنها مستعدة لمفاوضات عادلة تضمن مصالح الأطراف دون المساس بحقوقها النووية.


 جاءت تصريحات عراقجي في حلقة برنامج المقابلة (2025/11/2) تحدث فيها عن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والملف النووي، والعلاقة المعقدة مع الغرب، ومسيرته الدبلوماسية الممتدة لأكثر من 3 عقود.

وأشار الوزير أن الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما كشفت قدرة إيران على خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن تلك الحرب كانت اختبارا حقيقيا للصواريخ الإيرانية وأنظمتها الدفاعية.

وقال أيضا إن "إيران اكتسبت من الحرب خبرة عسكرية وفنية كبيرة، وجربت صواريخها في معركة حقيقية، وأثبتت أن منظومات الدفاع الإسرائيلية يمكن اختراقها".

وأضاف أن الاستعدادات العسكرية الإيرانية بلغت مستوى غير مسبوق، معربا عن قناعته بأن "إسرائيل لن تجرؤ على شن حرب جديدة، لأنها تعلم أن الرد الإيراني سيكون مدمرا" مشيرا في ذات الوقت إلى أن طهران تتعامل مع كل احتمال بجدية، وأنها تتوقع أي سلوك عدواني من إسرائيل.

وأکد عراقجي أن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية لم يحقق أهدافه، مؤكدا أن "المواد النووية ما زالت في مكانها تحت أنقاض المنشآت التي قصفت" رغم إقراره بأن بلاده تكبدت خسائر مادية وتقنية، لكنها "لم تفقد المعرفة والخبرة" وهو ما يجعل البرنامج النووي الإيراني "قائما وقادرا على النهوض من جديد".

وفي إشارة إلى تمسك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم، قال "ما لم يؤخذ بالحرب لا يمكن منحه بالسياسة" واصفا تفعيل الدول الأوروبية آلية الزناد ضد إيران إجراء غير قانوني ولا يحظى بإجماع دولي، مؤكدا أن بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف لأنه حق سيادي لا مساومة عليه.

مستعدون لمفاوضات عادلة

وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية، أكد عراقجي أن إيران مستعدة للحوار لتبديد المخاوف حول برنامجها النووي، شريطة أن تكون المفاوضات عادلة ومتوازنة، وقال إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق منصف، لكنه اتهم الولايات المتحدة بوضع "شروط تعجيزية وغير مقبولة" مشيرا إلى أن واشنطن هي من انسحب من اتفاق 2015 واختلقت الأزمة الحالية.

وأوضح الوزير الإيراني أن بلاده لا ترغب في مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، لكنها لا تمانع في مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء.

وأضاف أن "الكرة ليست في ملعب إيران بل في ملعب واشنطن التي لم تتعلم من أخطائها" معتبرا أن "سياسة الضغط الأقصى فشلت تماما، وأن أي عودة إلى طاولة المفاوضات يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل".

وشدد الوزير الإيراني على أن بلاده لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي، مؤكدا أن "لا دولة عاقلة تقبل بنزع سلاحها الدفاعي" وأن إيران لن تسمح لأي طرف بأن يملي عليها ما يتعلق بأمنها القومي، لأن "السلاح الصاروخي جزء من منظومة الردع التي تحمي سيادة البلاد".

وفي معرض حديثه عن الموقف الأوروبي، انتقد عراقجي ما وصفه بازدواجية المعايير لدى العواصم الغربية، معتبرا أن أوروبا "تسير خلف الولايات المتحدة رغم أنها تدرك أن الضغط على إيران لم يحقق أي نتيجة" وقال إن الأوروبيين أخفقوا في تنفيذ التزاماتهم ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة، وإن الثقة بإمكانية التزامهم مجددا "تراجعت كثيرا".

وتحدث عراقجي عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي انتهت مدته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن انتهاء القرار يعني أن بلاده لم تعد ملزمة بالقيود المفروضة على برنامجها النووي، وأنها باتت تتحرك في إطار القانون الدولي دون وصاية من أحد.

وأضاف أن طهران ترى أن "الكيان الإسرائيلي يعيش أزمة وجودية حقيقية" مشيرا إلى أن الحرب الأخيرة أثبتت هشاشته العسكرية والسياسية، مضيفا أن إيران لا تبحث عن الحرب لكنها مستعدة لها، وأن "الردع هو أفضل وسيلة لتفادي الصدام، لكن إن فُرضت الحرب فلن تكون في صالح إسرائيل أبدا".

ضوء أخضر أميركي

واعتبر وزير خارجية إيران أن إسرائيل "لم تكن لتبدأ الحرب دون ضوء أخضر أميركي" مشيرا إلى أن بعض القوى الغربية "ما زالت تراهن على إضعاف إيران عبر العقوبات والتهديد" لكن طهران أصبحت "أقوى وأكثر تماسكا سياسيا واقتصاديا رغم كل الضغوط".

وتحدث عراقجي خلال الحلقة عن تجربته الطويلة في المفاوضات النووية، قائلا إنه تعلم أن السياسة "ليست معركة كسر عظم بل ساحة لاختبار الصبر والدبلوماسية".

واستعاد عراقجي ذكريات بداياته في العمل الدبلوماسي، مشيرا إلى أنه دخل وزارة الخارجية بعد الثورة بسنوات قليلة، وعمل مساعدا في الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة، ثم سفيرا في طوكيو، قبل أن يتولى رئاسة لجنة المفاوضات النووية في عهد الرئيس حسن روحاني.
وقال إن عمله في الميدان الدبلوماسي خلال العقود الماضية "كشف له الوجه الحقيقي للسياسة الدولية" مضيفا أن القوى الكبرى "لا تبحث عن العدالة بل المصالح" وأن على الدول المستقلة أن تعتمد على قوتها الذاتية لتفرض احترامها على الآخرين.
وأكد عراقجي أن العقوبات لم تُضعف إيران بل دفعتها للاعتماد على قدراتها الذاتية في مجالات الصناعة والطاقة والبحث العلمي، مشيرا إلى أن بلاده تجاوزت مرحلة التبعية الاقتصادية، وأنها باتت تمتلك مقومات صمود طويلة الأمد في مواجهة الضغوط الغربية.
وعبّر وزير الخارجية الإيراني عن قناعته بأن "المستقبل سيكون لصوت الشعوب لا لصوت القوة" مؤكدا أن إيران ستبقى منفتحة على الحوار لكنها "لن تخضع للابتزاز أو التهديد" وأنها اليوم "أكثر استعدادا للحرب، وأكثر ثقة بقدرتها على حماية مصالحها من أي عدوان محتمل".


رقم: 5779

رابط العنوان :
https://www.irantelex.ir/ar/news/5779/نحن-مستعدون-للحرب-أكثر-أي-وقت-مضى

ايران تلکس
  https://www.irantelex.ir