وفي إشارة إلى إقرار ميثاق كورش الكبير في المؤتمر العام الثالث والأربعين لليونسكو، وصف وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية هذا الحدث بأنه "دليل على مكانة الحضارة الإيرانية في ترسيخ المفاهيم العالمية للعدالة والكرامة الإنسانية والحوار بين الثقافات"، واعتبره "تجديداً للعهد الحضاري مع الضمير العالمي".
وبحسب وكالة أنباء العمال الإيرانية، وبعد مصادقة منظمة اليونسكو على وثيقة كورش الكبير، وصف السيد رضا صالحي أميري هذا الحدث في رسالة رسمية بأنه "لحظة خالدة في الذاكرة الثقافية لإيران والعالم".
وقال: "إن اليونسكو اعتبرت في وثيقتها الرسمية ميثاق كورش رمزاً للحكمة والحصافة السياسية في التاريخ البشري، وهو نص يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويشكل جسراً بين الأخلاق والسياسة، وبين الماضي والمستقبل، وبين الأمم والضمير العالمي".
وأضاف وزير التراث الثقافي: "إن ميثاق كورش هو تذكير بأن مفهوم الحرية واحترام التنوع الثقافي وإعادة بناء المجتمعات وأماكن العبادة والتعايش بين الأديان له جذور عميقة في إيران، وأن حضارة هذه الأرض كانت، عبر التاريخ، حاملة لواء الحوار والتسامح والعدالة والروح الروحية".
في جزء آخر من رسالته، أشاد صالحي أميري بالمؤسسات العلمية والدبلوماسية التي ساهمت بفعالية في هذه العملية، قائلاً: "أتقدم بجزيل الشكر لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا، واللجنة الوطنية لليونسكو في إيران، وممثلية جمهورية إيران الإسلامية لدى اليونسكو، وجميع المثقفين والدبلوماسيين والمسؤولين الثقافيين الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز العالمي.كما أتقدم بالشكر للشريكين الثقافيين والحضاريين، جمهورية طاجيكستان وجمهورية العراق، على دورهما الفعال في هذا التعاون المشترك".
وأكد قائلاً: "إن التآزر الثقافي بين إيران وطاجيكستان والعراق رمزٌ للروابط الحضارية والالتزام المشترك بين الدول بالسلام والعدالة والتعايش الإنساني. واليوم، لا تُعدّ أسطوانة كورش مجرد أثرٍ من الماضي، بل هي أيضاً رصيدٌ لمستقبل البشرية؛ منارةٌ تُنير درب الحكمة والعدالة والحوار بين الحضارات".
وخلصت الرسالة إلى أن تصديق اليونسكو على ميثاق كورش يعكس الضمير التاريخي لأمة سعت دائمًا إلى السلام والكرامة الإنسانية. ويذكرنا هذا الحدث بأن التراث الثقافي الإيراني أساسٌ حيٌّ لمستقبل البشرية.