إيران تلكس - وحذر رئيس قسم الوقاية من الإدمان والحد من الأضرار في مكتب الصحة العقلية والاجتماعية والإدمان بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي، بشكل جدي الجيل Z من الرسائل المضللة في الفضاء الإلكتروني، مؤكداً: "إن تعاطي المخدرات القهري والسلوكيات الجنسية الخطرة هي العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية"
أعلن وزير الصحة السيد إبراهيم قدوسي، في معرض شرحه لإنجازات التدخلات الصحية وإشارة إلى النمط المتغير لحدوث الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والعدوى به، عن انخفاض كبير في حصة إدمان المخدرات بالحقن في حدوث حالات الإصابة الجديدة من حوالي 70 في المائة إلى 7 في المائة.
وفي إشارته إلى النمط المتغير لحالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في البلاد، قال: "قبل التدخلات الصحية الواسعة النطاق، كان أكثر من 70 في المائة من حالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بسبب إدمان المخدرات بالحقن".
وقال قدوسي: "بفضل سلسلة من الإجراءات التي تم تنفيذها في البلاد خلال السنوات الماضية، بما في ذلك التدريب المكثف، والمعلومات المستهدفة، وإنشاء مراكز الحد من الأضرار، حققنا السيطرة الفعالة على إدمان المخدرات عن طريق الحقن والمخاطر الناجمة عنه".
وأضاف: "من خلال توفير منتجات النظافة التي تستخدم لمرة واحدة وتوفير التدريب المناسب، تمكنا من إدارة السلوكيات عالية الخطورة وبالتالي تقليل حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل كبير في هذه المجموعة".
وأوضح أن أحدث الإحصائيات للأشهر الستة الأولى من العام تظهر أن نحو 7% فقط من حالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية مرتبطة بإدمان المخدرات بالحقن.
كما أوضح رئيس قسم الوقاية من الإدمان والحد من الأضرار بمكتب الصحة النفسية والاجتماعية والإدمان بوزارة الصحة وضع معسكرات علاج الإدمان: يتم إدارة مراكز الإقامة متوسطة المدى (المخيمات) بشكل أساسي من قبل منظمة الرعاية الاجتماعية والبلديات.
وأضاف قدوسي: "ومع ذلك، تقوم فرق من مجموعة إدارة الأمراض المعدية في الجامعات الطبية بزيارة هذه المراكز؛ حيث يقومون بتدريب المديرين والأشخاص الموجودين، وتوفير مستلزمات النظافة واختبارات فيروس نقص المناعة البشرية، وإذا تطوع الأفراد، يتم إجراء الاختبارات".
وتابع مسلطًا الضوء على دور الفضاء الإلكتروني في مجال الإدمان، قائلاً: "للفضاء الإلكتروني دور مزدوج. فمن جهة، يُتيح إمكانية توفير معلومات علمية دقيقة ومُحدثة من منظومتي الصحة والتعليم في البلاد، ومن جهة أخرى، يُسهم في تعزيز السلوكيات الوقائية".
من ناحية أخرى، يرى أن تجار المخدرات يستغلون هذه المساحة لإنتاج محتوى قد يدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات. يكمن حلنا في توعية الشباب وتمكينهم بفعالية من مقاومة هذه الرسائل.
وفي إشارة إلى الرسائل المضللة التي يتم نشرها بشكل خاص بين الجيل Z، بما في ذلك أن "استخدام المخدرات الترفيهية ليس ضارًا"، أكد رئيس إدارة الوقاية من الإدمان والحد من الأضرار بوزارة الصحة: "تشكل الإدمان هو عملية تدريجية بشكل عام، ويبدأ الاستخدام الأول عادة مع الأصدقاء أو تحت ضغط الأقران، ومع مرور الوقت ينتهي بالإدمان".
أكد قدوسي: "إن الاعتقاد بأن الاستخدام لمرة واحدة أو للترفيه آمن هو اعتقاد خاطئ تمامًا. فقد أظهرت الدراسات العلمية أن حتى الاستخدام لمرة واحدة للمخدرات أو الكحول يمكن أن يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة البدنية والعقلية".
وتابع: "عادةً ما يتراجع الاستخدام الترفيهي للمخدرات بمرور الوقت، ويؤدي في النهاية إلى الإدمان. ورغم أن الكثيرين يستطيعون التوقف عن تعاطي المخدرات بمساعدة متخصصين أو بدونهم، إلا أن نسبة كبيرة منهم تُصاب أيضًا بمرض إدمان مزمن يُعيق حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية".
وقال رئيس إدارة الوقاية من الإدمان والحد من الأضرار بوزارة الصحة: "يجب أن ننقل هذه الرسالة إلى الجيل الأصغر سنا بأن الآثار القصيرة الأجل لتعاطي المخدرات خادعة وليس لها قيمة مقارنة بعواقبها الوخيمة وطويلة الأمد وخطر فقدان مستقبل الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله".
وفي إشارة إلى النمط المتغير لانتقال فيروس نقص المناعة البشرية، قال: "إذا كان الفيروس في الماضي ينتقل بشكل رئيسي من خلال مشاركة الأدوات الملوثة، فقد تغير نمط الانتقال اليوم نحو السلوكيات الجنسية المحفوفة بالمخاطر؛ وفي ظل هذه الظروف، تؤثر آثار استهلاك الكحول والمنشطات الناشئة، التي تُعرض أحيانًا في شكل منتجات صيدلانية وتغليف خادع، على عملية صنع القرار والتحكم في السلوك والصحة العقلية للفرد، ويمكن أن تدفع الشباب إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر وتزيد من خطر الإصابة".
وأشار قدوسي إلى أنه "عند إطلاق سراح الشخص من السجن، يُحدد له المدينة ومركز الإرشاد السلوكي الذي سيتوجه إليه، لضمان استمرار عملية علاج فيروس نقص المناعة البشرية دون انقطاع. ويكتسب استمرار العلاج وضمان انخفاض الحمل الفيروسي أهمية خاصة للحد من الحالات المقاومة للعلاج، وتمكين السيطرة على المرض على الصعيد الوطني".
وأكد: "أن تقديم هذه الخدمات التشخيصية والعلاجية في السجون ينبع من المبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان ويستند إلى التعاليم الدينية والدستور، وبالطبع فإن هيئة السجون تتعاون بشكل كامل في هذا المجال".
فيما يتعلق بالتدابير المتخذة في مجال الإدمان والسلوكيات الجنسية الخطرة فيما يتعلق بفيروس الورم الحليمي البشري، أوضح قدوسي: "في جميع الفيروسات التي تنتقل عبر السلوكيات الخطرة، هناك مبدأ واحد، وهو التثقيف والتوعية وتمكين الأفراد من تجنب السلوكيات الجنسية الخطرة وغير المحمية. لذلك، من منظور الصحة النفسية والنهج الوقائية، فإن آليات السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية وفيروس الورم الحليمي البشري مشتركة ومتشابهة".
وأضاف: "رسالتنا واضحة وهي أن على الأفراد أن يعلموا أن السلوك الجنسي الخطير وغير المحمي يرتبط دائماً بالمخاطر، وفي هذا الصدد فإن تنمية الوعي العام بهدف تجنب السلوكيات الخطرة وضرورة المسؤولية بين أفراد المجتمع هو أساس الوقاية".