قالت فاطمة ويجشفر، عضو هيئة التدريس في قسم التمريض بجامعة شيراز للعلوم الطبية: إن التطعيم هو خط الوقاية الأول ضد العديد من أمراض الطفولة القاتلة، ويجب على الآباء عدم تأخير هذه الخطوة الحيوية بسبب المخاوف بشأن الآثار الجانبية للقاحات أو المعتقدات التي ليس لها أساس علمي.
وأضاف: "الأعراض الجانبية للقاحات عادة ما تكون خفيفة وقصيرة الأمد، والمضاعفات الخطيرة نادرة جداً، ويتم تطعيم الأطفال من قبل خبراء مدربين في كافة مراكز الخدمة الصحية الشاملة ودور الرعاية الصحية، ويتم اتباع إرشادات ومعايير صارمة لتخزين اللقاح ونقله وإدارته".
أوضح أحد أعضاء هيئة التدريس بقسم التمريض بجامعة شيراز للعلوم الطبية عن بعض اللقاحات: بعض اللقاحات مثل لقاح BCG الذي يتم حقنه عند الولادة قد تسبب طفح جلدي أو قروح في مكان الحقن وقد تسبب حتى إفرازات خفيفة.
أوضح فايزشافر: "هذه التفاعلات طبيعية ولا تتطلب علاجًا خاصًا أو مراهم أو كمادات ساخنة أو باردة. يكفي الغسل المنتظم بالماء والصابون، وسيتحسن موضع حقن اللقاح تدريجيًا".
وقال أيضاً عن اللقاحات الخماسية والثلاثية: "الأعراض الجانبية لهذه اللقاحات تشمل الحمى والتورم في مكان الحقن والألم والأرق عند الطفل، مما قد يؤثر على رضاعته الطبيعية".
وشدد فايزشافر على أنه لا ينبغي إعطاء أي مسكنات للألم للطفل قبل زيارة المركز، وقال: "الطريقة الأكثر أمانا لتقليل الألم هي استخدام قطرات أو شراب الأسيتامينوفين بعد الحقنة، بناء على وزن الطفل، والذي عادة ما يعطى ضعف وزن الطفل؛ إذا لم يكن هناك حمى، يمكن إيقاف الدواء".
وتابع: "خلال أول ٢٤ ساعة بعد الحقن، يُمكن وضع كمادات باردة على موضع الحقن، ولكن لا يُنصح باستخدام الثلج أو كيس الماء الساخن مباشرةً لفترة طويلة. يُفضّل لفّ الكمادة بقطعة قماش نظيفة ليزول الاحمرار والتورم بسرعة أكبر".
وتابع عضو هيئة التدريس بجامعة شيراز للعلوم الطبية: "إذا ظهرت في مكان الحقنة أعراض مثل زيادة التورم والحمى المستمرة والإفرازات القيحية بدلاً من الشفاء، فيجب على الوالدين زيارة أقرب مركز صحي لإجراء الفحوصات اللازمة".
كما أوضح فايشافر تطعيم الأطفال الذين يعانون من حالات خاصة، مثل نقص المناعة، وأمراض القلب، ومتلازمة داون، وتاريخ النوبات، أو الحاجة إلى تلقي الدم أو منتجات الدم: في هذه الحالات، يجب على الآباء استشارة أخصائي أو مقدم رعاية صحية لتلقي التوجيه بناءً على الحالة الدقيقة للطفل.
وبحسب قوله، على سبيل المثال، إذا تلقى طفل قطرات شلل الأطفال عن طريق الفم، فيجب على الأم الحامل تجنب الاتصال المباشر مع الطفل.
وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة شيراز للعلوم الطبية: "ومع ذلك، حتى في حالة وجود مرض معين أو علاج، لا يتم تأجيل التطعيم إلا في ظروف محددة وبعد التشاور مع الطبيب والخبراء، وعادة لا يكون هناك عائق أمام الحقن في الوقت المناسب".
رعاية الوالدين بعد التطعيم شرحت الدكتورة فايسشافر عن رعاية الوالدين بعد تطعيم الأطفال والرضع: إحدى أكثر الطرق فعالية لتقليل المضاعفات بعد التطعيم هي رعاية الطفل وتهدئته.
وذكر أن أفضل الاستراتيجيات التي يمكن للوالدين اتباعها لرعاية طفلهم بعد التطعيم تشمل إقامة اتصال جلدي بين الأم والطفل أو حمل الطفل بين ذراعي الوالدين أثناء الحقن، ومداعبة الطفل والتحدث إليه، والرضاعة الطبيعية أو شرب السوائل بعد التأكد من أن الطفل توقف عن البكاء وأصبح قادراً على البلع.
واعتبر عضو هيئة التدريس بجامعة شيراز للعلوم الطبية أن من الحلول الأخرى تشتيت انتباه الطفل ومداعبته والتحدث معه، وأضاف: "بكاء الطفل واضطرابه بعد التطعيم هو رد فعل طبيعي ولا داعي لقلق الوالدين".
وفيما يتعلق بموانع الاستعمال أو التأخير في التطعيم، أوضح فايشافر: "في معظم الحالات، يمكن للطفل الذي أصيب للتو بمرض خفيف أو يتعافى منه، مثل البرد أو الإنفلونزا أو جدري الماء أو الإسهال الخفيف، أن يتلقى لقاحه".
وأوضح أن تناول المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات عادة لا يمنع التطعيم، باستثناء بعض اللقاحات الحية، مثل لقاح جدري الماء ولقاح الإنفلونزا الحية، والتي تتطلب استشارة طبيب مختص قبل التطعيم.
وأكد فايزشافر أنه لا ينبغي إعطاء أي لقاح قبل الموعد المحدد، وقال بشأن التأخير في تطعيم الأطفال والرضع: "في المراكز الصحية، عادة ما يتم كتابة تواريخ اللقاحات بقلم رصاص على بطاقة الطفل، ويتم تذكير الوالدين بالتاريخ للعودة للموعد التالي".
وأضاف: "نسيان موعد التطعيم لا يُسبب أي مشاكل أو ردود فعل سلبية للطفل، ويُحترم الأهل دائمًا. في حال وجود أي حالة خاصة، يُمكن للأهل مراجعة المركز الصحي القريب من مكان إقامتهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة، مع مراعاة عمر الطفل وتأخر التطعيمات، ولا داعي للقلق".
المفاهيم الخاطئة حول التطعيمات شرح الدكتور فايزشافر بعض المفاهيم الخاطئة التي لدى الآباء بعد التطعيمات: يعتقد بعض الآباء أنه لا ينبغي لهم الاستحمام لأطفالهم أو رضيعهم بعد التطعيمات، ولكن يجب القول أن هذه الفرضية ليس لها دليل علمي وأن الاستحمام بعد التطعيمات لا يسبب أي ضرر للطفل.
وبحسب قوله، إذا كان الطفل يعاني من الحمى أو لم يكن يشعر بأنه على ما يرام قبل اللقاح، فيمكن للوالدين الانتظار حتى تتحسن حالته.
وأضاف هذا العضو من هيئة التدريس بجامعة شيراز للعلوم الطبية: "اللقاحات مثل MMR لا تتطلب عناية خاصة وعادة لا تسبب رد فعل حاد؛ في حالة حدوث نزيف في موقع الحقن، يكون الضغط الطبيعي على الموقع كافياً وليس هناك حاجة للضغط القوي أو التدليك، حيث أن الضغط المفرط قد يطيل بكاء الطفل".