وقال البروفيسور إبراهيمي، طبيب أمراض القلب للأطفال وحديثي الولادة وعضو هيئة التدريس في جامعة رفسنجان للعلوم الطبية: "فيروس الإنفلونزا عند الأطفال هو أحد أكثر فيروسات الجهاز التنفسي الموسمية شيوعًا والذي ينتشر كل عام من الخريف إلى منتصف الشتاء ويمكن أن يكون خطيرًا على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بما في ذلك الأطفال والرضع".
وفيما يتعلق بانتشار الفيروس وانتقاله، قال: "يبدأ انتشار الفيروس قبل يوم واحد من ظهور الأعراض، ويمكن أن ينتقل إلى الآخرين لمدة تصل إلى 5 إلى 7 أيام بعد ظهور الأعراض.
وقد يظل الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة معديين لفترة أطول. كما يحتفظ الأطفال عادةً بالفيروس في أجسامهم لفترة أطول، وبالتالي قد يكونون حاملين للفيروس لمدة تصل إلى 10 أيام بعد ظهور الأعراض. ولمنع انتقال الفيروس إلى الآخرين، يجب على المصابين بالإنفلونزا البقاء في المنزل وتجنب الاختلاط بالآخرين".
أشار البروفيسور إبراهيمي إلى أنه "لا ينبغي الخلط بين الإنفلونزا ونزلات البرد"، وأضاف: "في الإنفلونزا، من أبرز أعراض هذا المرض الحمى الشديدة، والقشعريرة، وآلام الجسم والعضلات الشديدة، والصداع، والتعب والخمول، والسعال الجاف، والتهاب الحلق وسيلان الأنف، واحتقان الأنف، وفقدان الشهية. بينما عادةً ما يصاحب نزلات البرد أعراض أخف".
وتابع، مشيراً إلى أكثر أعراض المرض شيوعاً لدى الأطفال، وهي الحمى والقشعريرة، قائلاً: "الحمى والقشعريرة من أولى أعراض هذا المرض، وعادةً ما تتجاوز درجة حرارة جسم الطفل 38 إلى 40 درجة. وقد تستمر هذه الحمى ما بين يومين وخمسة أيام، وتصاحبها قشعريرة لدى الأطفال الصغار. وإذا لم تُعالج بسرعة، فإنها تُشكل خطراً للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى والالتهاب الرئوي لدى الأطفال والرضع".
واعتبر طبيب الأطفال أن لقاح الإنفلونزا السنوي هو "أفضل وأكثر الطرق فعالية للوقاية"، وأكد: أن الوقت المناسب لتلقي التطعيم هو من أواخر سبتمبر إلى منتصف نوفمبر حتى يتمكن الجسم من إنتاج أجسام مضادة كافية قبل بدء موسم تفشي المرض.
ما هي الجرعة المناسبة من اللقاح للأطفال؟
وأشار البروفيسور إبراهيمي إلى أنه يمكن للأطفال الحصول على لقاح الإنفلونزا من عمر ستة أشهر، وقال: إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و9 سنوات والذين يحصلون على لقاح الإنفلونزا لأول مرة يحتاجون إلى جرعتين بفاصل 4 أسابيع على الأقل؛ بينما في السنوات القادمة، ستكون جرعة واحدة كافية.
وذكر أنه بسبب التغيرات المستضدية المستمرة لفيروس الأنفلونزا فإن التكرار والتحديث السنوي للقاح أمر ضروري للحفاظ على المناعة.
أشار إبراهيمي إلى أن لقاح الإنفلونزا لا يمنع نزلات البرد، وأضاف: "يُنصح بلقاح الإنفلونزا لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر. يُرجى العلم أن هذا اللقاح يمنع الإنفلونزا فقط، وليس له أي تأثير في الوقاية من نزلات البرد الشائعة".
وحدد أهم التوصيات الوقائية ومنها غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، تغطية الفم والأنف عند العطس والسعال، وتجنب الأماكن المزدحمة، والتهوية الجيدة للأماكن المغلقة، والتغذية الصحية، والنوم الكافي، وتقوية مناعة الجسم، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، وتجنب التقبيل والمصافحة والمعانقة.
أشار عضو هيئة التدريس بجامعة رفسنجان للعلوم الطبية إلى أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل طريقة لتقوية جهاز المناعة لدى الطفل، وقال: "يجب على الأم التي يشتبه في إصابتها بالأنفلونزا أو التي تم التأكد من إصابتها أن تتبع جميع النصائح الصحية والعناية لمنع انتقال الفيروس إلى الطفل".
قال البروفيسور إبراهيمي: أفضل علاج للإنفلونزا هو الراحة وشرب السوائل، بما في ذلك (الماء، عصائر الفاكهة الطازجة كعصير التفاح والجزر، محلول معالجة الجفاف)، واستخدام الطرق التقليدية كالغرغرة بالماء الفاتر (بدون كحول أو ملح أو إضافات) مفيد. مع ذلك، إذا لاحظت أن طفلك لا يشعر بالراحة ويعاني من الألم، فاستشر الطبيب، وإذا لزم الأمر، استخدم مسكنات الألم مثل أسيتامينوفين للأطفال، ولكن لا تعطي طفلك الأسبرين أبدًا دون استشارة الطبيب.
نصح قائلاً: "لا تُصرّوا على أن يصف الطبيب المضادات الحيوية لطفل مصاب بالإنفلونزا. هذا الدواء يقضي على البكتيريا فقط. الإنفلونزا مرض فيروسي ولا تُسبّبه البكتيريا. فقط إذا أدّت العدوى الفيروسية للإنفلونزا إلى عدوى بكتيرية ثانوية، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن، يصف الطبيب المضادات الحيوية".
QR code