قال رسول لطفي، نائب وزير الاتصالات ورئيس دائرة تطوير شبكة المعلومات الوطنية، في مقابلة مع مراسلها حول شبكة المعلومات الوطنية وكيف يمكن لهذه الشبكة أن تشكل المسار المستقبلي للاقتصاد الرقمي للبلاد: إن شبكة المعلومات الوطنية هي البنية التحتية الرئيسية للتحول الرقمي في البلاد.
توفر هذه الشبكة منصة آمنة ومستقرة وعالية السعة تمكن من تطوير خدمات وتقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوكشين وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية داخل البلاد. من المهم معرفة أن هذه الشبكة لا تحل محل الإنترنت العالمي، بل تكمله وتعزز في الواقع الاستقلال والمرونة الرقمية للبلاد.
في الوقت الحالي، وفي ضوء التطورات العالمية، فإن نهج هذه الدائرة، بدعم من المستويات الاستراتيجية، ليس مجرد توفير البنية التحتية، ولكن إنشاء منصة لنمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز حوكمة البيانات في البلاد.
ضمان أمن البيانات ببنية متعددة الطبقات
وأقرّ لطفي بأن أمن البيانات يُشكّل مصدر قلق بالغ للمستخدمين، وأضاف: "هدفنا من مراجعة بنية الشبكة الوطنية للمعلومات، وهو أمر لم يُنجز حتى الآن. صُمّم الأمن بناءً على بنية متعددة الطبقات وباستخدام التقنيات الحديثة. ويُعدّ استخدام تقنية البلوك تشين لتسجيل المعلومات والتحقق منها بمثابة تشفير وطني متطور للهوية، وتُشكّل مراكز عمليات الأمن المكونات الرئيسية لهذه البنية."
وأضاف لطفي: "بالإضافة إلى ذلك، يتمثل نهجنا في مراقبة أمن البيانات عن كثب وبمسؤولية أكبر من خلال إنشاء مراكز بيانات داخلية وإدارة شبكات محلية. من ناحية أخرى، لطالما ارتكز نهج وزارة الاتصالات، وخاصةً الوزير نفسه، على الأمن المستدام وثقة المستخدم، وهذا يتجلى بوضوح في تنفيذ المشاريع."
معالجة المخاوف بشأن القيود؛ التركيز على الجودة والأمن الداخلي
ردًا على مخاوف البعض من أن يؤدي تطوير شبكة المعلومات الوطنية إلى فرض قيود على الإنترنت، أكد لطفي: "في الواقع، لا علاقة لهذا بذاك، إنها أداة تعتمد على كيفية استخدام السياسات التي تحكم المحتوى لها. شبكة المعلومات الوطنية ليست مشروعًا لتقييد الإنترنت، بل هدفها توفير بنية تحتية محلية آمنة وسريعة وبأسعار معقولة للخدمات التي ينبغي أن تكون متاحة محليًا وبجودة عالية.
وأضاف لطفي: "سيستمر الناس في استخدام الإنترنت العالمي، ولكن الخدمات الحيوية مثل الصحة والمدفوعات والحكومة الذكية والمصادقة والخدمات القائمة على البيانات لا ينبغي أن تعتمد على دول أجنبية. هذا النهج يعني تحسين الجودة والأمن، وليس فرض قيود".
شبكة المعلومات الوطنية؛ مستقبل الاقتصاد الرقمي الإيراني
وفي الختام، استعرض لطفي الرؤية المستقبلية لشبكة المعلومات الوطنية، قائلاً: "إن مستقبل شبكة المعلومات الوطنية هو في الواقع مستقبل الاقتصاد الرقمي الإيراني ومستقبل الشعب.
توفر هذه الشبكة الأساس اللازم لتطوير الحكومة الذكية، والمدن الذكية، والبنية التحتية لتقنية البلوك تشين والخدمات السحابية، والصحة الرقمية، ومنصات الذكاء الاصطناعي. لذلك، تركز وزارة الاتصالات على التطوير الحقيقي والموثوق، لا على الشعارات. نسعى إلى بناء بنية تحتية للتحول تتميز بالجودة والاستدامة، لا بالسرعة الظاهرية".
وأكد قائلاً: "الطريق واضح، والأدوات المحلية تتعزز، والقدرات التكنولوجية للبلاد في نمو مستمر. وسيكون المستقبل مشرقًا إذا حظي هذا المسار المسؤول، القائم على القوة الداخلية، بدعم جميع المؤسسات المعنية بتطوير شبكة المعلومات الوطنية. وبهذا النهج، ستضمن هذه الشبكة مستقبل اقتصاد البلاد وأمنها".