تحقيق سياسة "التوجه شرقًا" وتنويع الشركاء الاقتصاديين من خلال تعزيز التعاون بين ايران وروسيا
أشار جلالي في الاجتماع الذي عُقد بحضور نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ميثم عابدي، إلى أن زيارة ممثلي كبرى شركات التكنولوجيا إلى موسكو ليست مجرد رحلة عمل، بل هي مهمة وطنية تتماشى مع تحقيق سياسة "التوجه شرقًا" وتنويع الشركاء الاقتصاديين للبلاد.
ولفت جلالي إلى كبرى شركات التكنولوجيا الإيرانية كسفراء حقيقيين لاقتصاد المقاومة والدبلوماسية التكنولوجية، وقال: "إن قدومكم إلى أرض روسيا الشاسعة، بخلفيتها العلمية والتكنولوجية الغنية، يحمل رسالةً جوهريةً مفادها أن إيران القوية والقائمة على المعرفة، حريصة على التعاون الدولي الاستراتيجي والعادل".
وأكد أن التطورات الجيوسياسية قد أتاحت فرصًا لا مثيل لها للدول المستقلة والمبدعة، وأضاف: "العلاقات الإيرانية الروسية تصب في مصلحة كلا البلدين والشعبين، وقد أصبحت اليوم ضرورةً استراتيجيةً وفرصةً اقتصاديةً ملموسة".
وفي إشارةٍ إلى انعقاد الاجتماع الخامس لمجموعة العمل المشتركة للتعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين البلدين في الأيام الأخيرة، قال السفير الإيراني لدى روسيا: "إن التعاون مع الجانب الروسي، باعتباره أحد المراكز المهمة للتكنولوجيا الأوراسية، يمكن أن يُصبح شراكةً موثوقةً وقويةً لنهضة الشركات الإيرانية".
وأكد جلالي أن شركات التكنولوجيا الإيرانية تتمتع بقدرات كبيرة بفضل خبراتها الواسعة في مجالات مثل برمجيات الأمن، والحلول المالية، والمنصات المصرفية، والشركات الناشئة سريعة التطور، وحثّ ممثلي هذه الشركات على النظر في تطوير التعاون بما يتجاوز نطاق التصدير والاستيراد.
وتطرق جلالي إلى الإنتاج والاستثمار المشتركين، ونقل التكنولوجيا ثنائي الاتجاه، وتأسيس اتحادات بحثية، كاستراتيجيات لبناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع روسيا.
وفي إشارة إلى المعاهدة الاستراتيجية الشاملة والاتفاقيات الأخرى بين إيران وروسيا، قال: "تتوافر اليوم بيئة مواتية للتعاون بين البلدين في مجال الأمن السيبراني والدفاع، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا، وتطوير حلول مشتركة لمواجهة التهديدات المعقدة".
وقال السفير الإيراني لدى روسيا: "إن الإمكانات والقدرات في مجال الاقتصاد الرقمي، بفضل وصول إيران إلى ممرات الترانزيت، بما في ذلك بين الشمال والجنوب، يمكن أن تكون جاذبة للشركاء الروس، كما أن إمكانية بناء تعاون مثمر في مجالات الصحة والزراعة الذكية والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إنتاج المحتوى الرقمي وألعاب الكمبيوتر، متاحة أكثر من أي وقت مضى".
من جانبه ، قدم ميثم عابدي، نائب وزير التكنولوجيا والابتكار بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الايرانية، تقريرًا في الاجتماع حول تفاعلات وزيارات ممثلي أكثر من 16 شركة تكنولوجية ايرانية رائدة خلال زيارتهم إلى موسكو.
وأشار عابدي إلى أن ممثلي مجموعة من كبرى شركات التكنولوجيا الإيرانية زاروا أربعة مراكز تكنولوجية روسية يوم الأربعاء خلال هذه الرحلة، مما مهد الطريق، من جهة، لتعزيز ثقة شركات البلاد بنفسها لدخول السوق الروسية، ومن جهة أخرى، حفزها على وضع أهداف جديدة وتحقيق مستوى تكنولوجي أعلى.
وفي إشارة إلى اللقاءات المباشرة بين ممثلي الشركات الإيرانية والروسية في موسكو يومي الخميس والجمعة، قال نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: إن هذه الشركات توصلت إلى اتفاقيات جيدة لتعزيز حضورها في السوق الروسية.
وفي معرض إشارته إلى فرص السوق الروسية لشركات التكنولوجيا الإيرانية، أضاف عابدي: تمتلك حوالي 60 شركة إيرانية المؤهلات اللازمة لدخول هذا السوق.
وفي جانب آخر من الاجتماع، قدم ممثلو 12 شركة إيرانية رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وجهات نظرهم وأحدث إنجازاتهم.