الثلاثاء 9 كانون الأول 2025 - 12:51
رقم : 6402
إیران تلکس - في ظل التوترات الإقليمية والعالمية، أكد قائدان عسكريان كبيران في إيران على ضرورة تعزيز قدرات العمل الاستباقي؛ وهو النهج الذي يمثل الانتقال من الدفاع السلبي إلى الردع النشط.
إيران تستعد لحروب مستقبلية، والتكتيكات الاستباقية في صميم خططها

 



الشؤون السياسية: مع استمرار تصاعد التوترات الإقليمية والعالمية، أكد اللواء سيد عبد الرحيم موسوي، رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء محمد باكبور، القائد العام للحرس الثوري، في تصريحاتهما أمس على ضرورة تزويد القوات المسلحة بقدرات استباقية. هذا النهج، المستمد من تجارب الحروب الأخيرة، يشير إلى انتقال من الدفاع السلبي إلى الردع النشط ضد التهديدات الهجينة والمعرفية، وقد يغير معادلات الأمن في المنطقة.

في ظل التطورات السريعة في الساحة الأمنية في غرب آسيا، حيث أصبحت الحروب الهجينة والسيبرانية والمعرفية الأدوات الرئيسية لإبراز القوة، أكد كبار قادة القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة تعزيز القدرات الاستباقية.

وقد ألقى اللواء السيد عبد الرحيم موسوي، رئيس أركان القوات المسلحة، كلمةً أمام مجموعة من طلاب جامعة القيادة والأركان التابعة للحرس الثوري الإيراني (دافوس) أمس، داعيًا إياهم إلى دراسة سيناريوهات دفاعية جديدة وتطبيقها. وأكد على ضرورة امتلاك القوات المسلحة القدرة على اتخاذ إجراءات استباقية ضد أي تهديد لتجنب التخلف عن ركب التقنيات الحديثة.

وشدد في كلمته، التي جاءت في إطار لقاء ودي مع الطلاب، على أهمية الترابط بين العلم والإيمان والجهاد التكنولوجي، ووصف مراكز التدريب بأنها مكانٌ لتدريب قادة المستقبل.

المعرفة الحديثة مع الإيمان بالله، ركيزة أساسية لقوة القوات المسلحة
أشار اللواء موسوي إلى الجاهزية الاستخباراتية والعملياتية الكاملة للقوات المسلحة، واعتبر التطورات الأخيرة ثمرة التقاء الإيمان بالله بالمعرفة الحديثة.

وأضاف: "إن التقاء المعرفة الحديثة مع الإيمان بالله هو ركيزة أساسية لقوة القوات المسلحة"، مؤكدًا على أهمية استخدام التقنيات الحديثة والبحوث الاستراتيجية والذكاء الاصطناعي. كما طرح التماسك الوطني وبناء الأمل كقيم استراتيجية أساسية، واصفًا الطلاب بصانعي الأمن الوطني المستقبليين.
إيران تستعد لحروب مستقبلية، والتكتيكات الاستباقية في صميم خططها
يعكس هذا النهج، في تحليل خبراء الأمن، استراتيجيةً لا تركز فقط على الدفاع، بل تُصرّ أيضًا على درء التهديدات من خلال العمل الاستباقي، وهو مفهومٌ أساسيٌّ في العقائد العسكرية الحديثة، كتلك التي تُطبّق في الجيوش المتقدمة. وفي السياق السياسي، يُمكن أن يُمثّل هذا التركيز رسالةً رادعةً للقوى الإقليمية والعابرة للحدود، لا سيما في ظلّ التوترات المستمرة مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.

من جهةٍ أخرى، استعرض اللواء محمد باكبور، القائد العام للحرس الثوري، تجارب حرب الاثني عشر يومًا الأخيرة في مؤتمر "جنود عصر الظهور"، وشدّد على ضرورة الحفاظ على الجاهزية لردودٍ ساحقة. وقال: "يعلم العدوّ أنّه إذا تحرّك ضدّ الجمهورية الإسلامية، فسيتلقّى ردًّا أشدّ وأكثر وحشية"، وركّز على مسببات الحرب الأخيرة.

الحاجة إلى تجهيز الصواريخ بتقنية التخفي
وصف باكبور الحرب بأنها "حرب تقنية وتقنية ممزوجة بالإيمان"، ودعا المراكز العلمية التابعة للحرس الثوري الإيراني، مثل جامعة الإمام الحسين، إلى تلبية الاحتياجات الميدانية بالابتكارات التكنولوجية كالذكاء الاصطناعي وتقنية التخفي الصاروخي. وأضاف أن تجهيز الصواريخ بتقنية التخفي يمكن أن يزيد من معدل اختراق دروع العدو الدفاعية، وهو إجراء استباقي على المستوى التقني.
إيران تستعد لحروب مستقبلية، والتكتيكات الاستباقية في صميم خططها
من منظور تحليلي، تتكامل تصريحات هذين القائدين البارزين في بلدنا: إذ يركز اللواء موسوي على تثقيف وتدريب الجيل الجديد، بينما يؤكد اللواء باكبور على التطبيق العملي للتكنولوجيا في الميدان.

ويمكن تفسير هذا النهج، في ظل الظروف السياسية الراهنة التي تواجه فيها إيران عقوبات جائرة، على أنه محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الدفاعي.

من ناحية أخرى، يُعدّ التركيز على العمل الاستباقي ردًا على التهديدات غير المتكافئة، مثل الهجمات الإلكترونية أو الحرب المعرفية، والتي لعبت دورًا بارزًا في حرب الأيام الاثني عشر الأخيرة. لا تُعزز هذه الاستراتيجية الردع فحسب، بل قد تُرسّخ أيضًا دور إيران كلاعب فاعل في الأمن الإقليمي، مع أنها تحمل أيضًا خطر تصعيد التوترات.
إيران تستعد لحروب مستقبلية، والتكتيكات الاستباقية في صميم خططها
في ختام لقاء اللواء موسوي بالطلاب، قدّم الطلاب آراءهم، وسُجِّل هذا التفاعل كنموذج لبناء الأمل. كما أكّد سردار باكبور على تضامن الشعب والقيادة الرشيدة كعاملين للنصر. وترسم هذه التصريحات مجتمعةً صورةً لقواتٍ مسلحةٍ ديناميكيةٍ وتطلعيةٍ، مستعدةٍ لمواجهة التحديات الجديدة.

إلا أن تطبيق هذه الاستراتيجيات يتطلب تفاعلاً أكبر مع المجتمع العلمي في البلاد، كما أكّد اللواء موسوي. وفي نهاية المطاف، يُمكن أن يُشكّل هذا التركيز على العمل الاستباقي نقطة تحوّل في العقيدة الدفاعية الإيرانية، شريطة أن يكون مصحوبًا بدبلوماسيةٍ حكيمةٍ لمنعه من أن يصبح عاملًا في التوتر.
https://www.irantelex.ir/ar/news/6402/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة