إيران تلكس - عُقد اجتماعٌ متخصصٌ حول "شب تشيلي (يلدا)" بحضور ناشطين ثقافيين ومثقفين وعلماء الشاهنامة. وخلال الاجتماع، أكّد الدكتور محمد رسولي، عالم الشاهنامة والمؤرخ، على الجذور العلمية لليلدا، معتبراً هذا الطقس القديم نتاجاً لاكتشاف دقيق لدوران الأرض والشمس، وهو احتفالٌ يعكس، بحسب رأيه، المعرفة المتقدمة للإيرانيين منذ آلاف السنين.
نقلاً عن معهد بزرجمهر حكيم للدراسات الثقافية، عُقد اجتماعٌ متخصصٌ حول "ليلة يلدا" بحضور نخبةٍ من النشطاء الثقافيين والمفكرين والباحثين وعلماء الشاهنامة، حيث جرى خلاله بحثُ النشأة التاريخية لليلدا، وفلسفتها الوجودية، وجوهر هذا الطقس الإيراني القديم من منظورٍ علميٍّ وفلكيٍّ وثقافيٍّ.
وفي هذا الاجتماع، أشار الدكتور محمد رسولي، عالم الشاهنامة والمؤرخ المبتكر، إلى الجذور العلمية لليلدا، قائلاً: "إنّ يلدا، شأنها شأن الأعياد الإيرانية الأربعة الرئيسية الأخرى، متجذّرةٌ في علم الفلك والمعرفة الدقيقة بدوران الأرض حول الشمس، وهي ليست احتفالاً تقليدياً بأي حالٍ من الأحوال، بل هي نتاج اكتشافٍ علميٍّ للإيرانيين. ومن المثير للدهشة أن الإيرانيين قد أدركوا منذ آلاف السنين أنّ هذه الليلة هي أطول ليالي السنة".
وتساءل: كيف كان الإيرانيون في ذلك الزمان على درايةٍ دقيقةٍ بحركة الأرض والشمس؟ وأضاف: لقد اكتشف الإيرانيون اعتدالين ودورتين في السنة بوعي تام؛ الاعتدال الربيعي، وهو عيد النوروز، والاعتدال الخريفي، وهو عيد مهرجان في بداية شهر مهر، والانقلاب الصيفي في عيد تيرجان، والانقلاب الشتوي، وهو عيد يلدا.
هذا النظام الدقيق للتوقيت وتحويله إلى طقوس بهيجة دليل على وجود معرفة متقدمة للغاية في إيران القديمة، معرفة فُقدت أجزاء منها عبر التاريخ.
وفي إشارة إلى مكانة الشاهنامة في حفظ هذه المعرفة القديمة، قال رسولي: الشاهنامة من النصوص القليلة المهمة التي تُظهر لنا دلائل هذه المعرفة المتقدمة. في الآية "جاءت ليلة أورمزد من شهر دي/ز، قائلةً "بيساي وباراد ماي"، ذُكرت يلدا بوضوح، مما يدل على وجود هذا الطقس في النصوص الإيرانية القديمة.
وواصل مؤلف كتاب "يلدا وتشارشنبه سوري" التأكيد على أن يلدا احتفال بهيج، ومجتمعنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى السعادة. تُعدّ يلدا وغيرها من المهرجانات الإيرانية من القدرات الثقافية المهمة لتعزيز الأمل والتضامن الاجتماعي والتواصل بين الأجيال.
وفي سياق هذا اللقاء، أكّد الأستاذ الدكتور محمد علي دادخاه، الباحث في الثقافة الإيرانية، على دورها في بناء الهوية الوطنية من خلال تحليل الوظائف التاريخية والثقافية للطقوس الإيرانية.
كما أبدى الأستاذ داريوش فرهود آراءه حول الوظيفة الاجتماعية ليالدا، معتبرًا هذا الطقس عاملًا فعّالًا في تعزيز العلاقات الإنسانية والتماسك الاجتماعي ونقل القيم الثقافية.
لاقى هذا اللقاء استحسانًا كبيرًا من الحضور، وتمّ التأكيد على ضرورة إعادة تفسير الطقوس الإيرانية علميًا وثقافيًا كجزء من التراث الحضاري الإيراني.