يُعد النموذج الثاني للقمر الصناعي "كوثر" والمُسمى "كوثر 1.5"، ثالث قمر صناعي تُنشئه الشركة المعرفية "أميد فضاء". حيث دُمجت في تصميمه وإنتاجه قدرات الأقمار الصناعية "كوثر" في النموذج الأول و"هدهد"، مع إدخال تحسينات كبيرة في مجالَي رصد الأرض والاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

ويُعد هذا القمر الصناعي نظامًا متقدمًا قائمًا على معيار الأقمار الصناعية المكعبة (CubeSat). وبدمج حمولة تصوير في الأطياف المرئية (RGB) والأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR) مع وحدة اتصالات لإنترنت الأشياء (IoT)، يتيح "كوثر 1.5" إمكانية تنفيذ عمليات التصوير الفضائي وجمع البيانات من أجهزة الاستشعار الأرضية الموزعة بشكل متزامن.

ويُمكن هذا التصميم ثنائي الغرض القمر الصناعي من لعب دور فعال في كل من مجال الرصد البيئي والبنى التحتية الذكية؛ بما في ذلك الكشف المتقدم عن التغيرات، والمراقبة الذكية للزراعة، وإدارة الموارد الطبيعية.

وتوفر الألواح الشمسية القابلة للفتح في هذا القمر الطاقة الكهربائية اللازمة للتصوير عالي التردد وتنفيذ عمليات اتصال مستقرة. وقد صُمم "كوثر 1.5" بنهج مدني وتجاري بحت، وسيُستخدم في تطبيقات مثل الزراعة الدقيقة، وإدارة موارد المياه، وحماية البيئة، ومراقبة الأراضي.

وسيتم وضع هذا القمر الصناعي في مدار أرضي منخفض (LEO). جوهر التكنولوجيا في "كوثر 1.5" هو كاميرا تصوير بدقة مكانية تبلغ 3.45 متر في الطيف المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة؛ وهي قدرة تستلزم تحكمًا أكثر دقة واستقرارًا متقدمًا في وضعية القمر الصناعي. ولهذا السبب، فإن نظام تحديد ومراقبة الوضعية (ADCS) لهذا القمر الصناعي مجهز عمومًا بعجلات رد فعل عالية الدقة وخوارزميات تحكم متقدمة.

كما صُمم هيكل القمر الصناعي "كوثر" بناءً على تحليلات حرارية دقيقة لمنع انحراف الكاميرا البصري الناجم عن التقلبات الحرارية الشديدة في المدار.في هذا الصدد، يعد استخدام أغلفة حرارية متعددة الطبقات (MLI) والمشعات غير النشطة عنصرين رئيسيين في تصميمه الحراري.

ويتضمن نظام تزويد الطاقة في القمر الصناعي ألواحًا شمسية ذات كفاءة أعلى وبطاريات فضائية مستقرة، مما يوفر إمكانية تصوير أكثر استمرارية وموثوقية.

وفي جانب الاتصالات، يستفيد "كوثر 1.5" من روابط بيانات بمعدل نقل أعلى لإرسال حجم كبير من الصور الاستشعارية إلى المحطات الأرضية. وتدفع هذه الخاصية القمر الصناعي "كوثر" أكثر نحو القابلية للتطبيق الاقتصادي وتقديم خدمات قائمة على البيانات.

ووفقًا للجدول الزمني المُعلن، من المقرر أن يتم إطلاق الأقمار الصناعية الثلاثة "كوثر" و"بایا" و"ظفر 2" إلى المدار الأرضي المنخفض يوم 28 ديسمبر من قاعدة "فوستوتشني" الفضائية في روسيا، باستخدام الصاروخ الحامل "سويوز".

وسيتم تنفيذ هذه المهمة في الساعة 16:48 بالتوقيت الإيراني، حيث يغطي كل قمر صناعي من هذه الأقمار جزءًا من احتياجات البلاد في مجال بيانات الاستشعار عن بُعد بقدرات تصوير مختلفة؛ إذ أُعلن أن الدقة المكانية لـ "كوثر" هي 4 أمتار، و"بایا" 5 أمتار، و"ظفر 2" هي 16 مترًا.

وتُشكل الصور المرسلة من هذه الأقمار الصناعية بنية تحتية مهمة لصنع القرار في مختلف القطاعات. ويمكن استخدام هذه البيانات في مجالات مثل إدارة الزراعة، وحماية الغابات، ومراقبة الموارد الطبيعية، وإدارة المخاطر الطبيعية، ودراسة الاتجاهات المناخية.

وفي القطاع الزراعي، تتيح بيانات الأقمار الصناعية إمكانية المراقبة المستمرة للأراضي الزراعية، وتقييم حالة رطوبة التربة، وصحة المحاصيل، وتساعد المستفيدين على تحسين أنماط الري واستهلاك المدخلات من خلال تحليل أكثر دقة للظروف البيئية.

بالإضافة إلى تقليل الخسائر الناجمة عن ظواهر مثل الجفاف والآفات والتوترات المناخية، يمكن أن يؤدي استخدام هذه الصور إلى زيادة إنتاجية المحاصيل، وخفض التكاليف، ووضع أساس أكثر دقة لتقدير الأداء وتسعير المنتجات الزراعية.