قال مينو محرز، عضو هيئة التدريس في جامعة طهران للعلوم الطبية والمتخصص في الأمراض المعدية: "عادةً ما ينتشر فيروس إنفلونزا جديد عالميًا كل عشر سنوات، ويغطي جميع أنحاء العالم. ثم في العام التالي، يُدرج هذا الفيروس ضمن سلسلة اللقاحات، وهكذا تتكرر هذه الدورة كل عشر سنوات. وخلال هذه الفترة، أثر كوفيد-19 أيضًا على الناس لمدة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات."

وأضاف: "هناك الآن سلالة جديدة من الفيروس، تُعرف بالنوع E، وهي أشدّ خطورة. كذلك، في الدول الغنية كأستراليا، حيث نشأ الفيروس، ورغم ارتفاع معدلات التطعيم، لا يزال الكثيرون مصابين.

يوفر اللقاح بعض الحماية، لكن ليس كلها، لأن هذه السلالة من الفيروس لا توجد في اللقاح بشكل حي. لحسن الحظ، توجد علاجات فعّالة في كثير من الأحيان إذا بدأ العلاج مبكراً."

وتابع الأستاذ في جامعة طهران للعلوم الطبية: "لكن في بعض الأحيان، كما هو الحال مع كوفيد-19، قد يتسبب نوع جديد من فيروس الإنفلونزا، يتحول إلى وباء، في إصابة الرئتين بالتهاب رئوي حاد ووفاة المريض. ويعتمد ذلك على سرعة انتشار الفيروس في المجتمع وإصابة الناس، وعندها تكتمل الدورة.

وتشير تجربتنا إلى أن هذه العملية تستمر عادةً حتى شهر مايو تقريبًا. ورغم أن حالة الطقس غير مستقرة هذا العام، إلا أن هذه الفترة تدوم عادةً."

قال محرز إنه إذا لم يتلقَّ شخص ما التطعيم ويعتقد أن الوقت قد فات، فيجب التنويه إلى أن تجربتنا تُظهر أن هذا النوع من الإنفلونزا قد يستمر أحيانًا حتى شهر مايو.

حينها يُصاب عدد كبير من الناس، ثم ينحسر تفشي المرض. حاليًا، انتشر هذا الفيروس في كل مكان تقريبًا في العالم، وخاصة في أوروبا، مثل ألمانيا، حيث عدد الإصابات مرتفع للغاية. لقد تجاوزنا ذروة الموجة الأولى في بلدنا، لكننا ما زلنا نشهد موجات جديدة، خاصةً وأن هذا المرض أكثر شيوعًا في المدارس وبين الأطفال. 

لفترة من الزمن، كان أي مريض مُعرَّضًا للإصابة بالإنفلونزا لأي سبب. أما الآن فقد تغير الوضع قليلًا.

وفيما يتعلق بانتشار فيروس كوفيد-19 في البلاد، قال أيضاً: "انخفضت حدة الإصابة بفيروس كورونا مقارنةً بالسابق.

هذا العام، يعاني المرضى المصابون بكوفيد-19 عادةً من أعراض خفيفة تشبه أعراض نزلات البرد، ولا يُظهر الفحص إصابتهم بالفيروس إلا بعد الإصابة. ورغم أن هؤلاء الأشخاص يتعافون بشكل أسرع، إلا أن حدة المرض لم تعد موجودة، وأصبح هذا الفيروس فيروساً عادياً لا يدعو للقلق."

 وخلص محرز إلى القول: "مع ذلك، ومع ظهور طفرات حديثة، لا يزال النوع دلتا أكثر خطورة. من الضروري توخي الحذر والالتزام بإجراءات النظافة، كارتداء الكمامات وغسل اليدين. ينبغي اتخاذ هذه الإجراءات قبل ظهور أعراض الأمراض، وخاصة فيروسات الشتاء.

كما أن مراعاة آداب السعال والعطس أمر بالغ الأهمية. لا تتوفر إحصاءات دقيقة عن الإنفلونزا هذا العام، لكن معدل الوفيات الناجمة عنها كان أعلى من السنوات السابقة."