QR codeQR code

الهدف من اغتيال الشهيد سليماني كان تقويض النظام الأمني ​​للمقاومة

وكالة مهر للأنباء , 30 كانون الأول 2025 ساعة 13:53

مراسل : علي-الأحمد

إیران تلکس - قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى العراق: عشية الذكرى السادسة لاستشهاد الفريق الجليل الحاج قاسم سليماني، يُظهر استعراض التطورات في المنطقة أن دماء هذا الشهيد لم تُعزز المقاومة فحسب، بل كانت أيضًا حافزًا لتغيير موازين القوى في غرب آسيا، وأدت إلى ردعٍ فعّال وإبطالٍ للحسابات الصهيونية.


 مرّت ست سنوات منذ صباح الثالث من يناير/كانون الثاني 2019، حين استشهد الفريق قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، إثر هجوم بطائرة مسيرة شنّته القوات الأمريكية قرب مطار بغداد. عمل إرهابي أثار ردود فعل شعبية واسعة، وإدانات رسمية في المنطقة والعالم، وتشییع مهیب في إيران والعراق. لم يؤدِ هذا العمل إلى تصعيد التوترات بين طهران وواشنطن فحسب، بل خلّف أيضًا تداعيات سياسية وأمنية وقانونية خطيرة في المعادلات الإقليمية؛ تداعيات لا تزال آثارها ملموسة في تطورات غرب آسيا بعد ست سنوات.

كان اغتيال الشهيد سليماني يهدف إلى تقويض النظام الأمني للمقاومة
وقال سفیر ایران لدی العراق في مقابلة مع وكالة "ارنا" خلافًا كما تشير الهجمات المتعمدة الأخيرة التي شنّها الكيان الصهيوني في المنطقة إلى محاولة الکیان استغلال غياب هذا القائد القوي.

مع ذلك، يُظهر الواقع على الأرض أن "بنية المقاومة" قد بلغت نضجًا مؤسسيًا. فقد واجه الکیان المحتل أزمات غير مسبوقة في العامين الماضيين، ما يدل على فشله المتعمد في تقدير إرث سليماني؛ إرث غيّر مفهوم أمن المنطقة من الاعتماد على "فرد" إلى الاعتماد على "شبكة محلية متماسكة".

عشية الذكرى السادسة لاستشهاد الفريق الجليل الحاج قاسم سليماني، يُظهر استعراض التطورات في المنطقة أن دماء هذا الشهيد لم تُعزز المقاومة فحسب، بل أصبحت حافزًا لتغيير موازين القوى في غرب آسيا، مما أدى إلى ردع فعّال وإبطال الحسابات الصهيونية.

متابعة قضية اغتيال الشهيد سليماني أولوية في الدبلوماسية الإقليمية الإيرانية

وفي المجالين السياسي والقانوني، أصبحت "قضية الإرهاب في العراق، التي تتجاوز كونها مسألة قضائية"، مقياسًا للسيادة الوطنية للبلاد.

وكان قرار البرلمان العراقي بالموافقة على "انسحاب القوات الأجنبية" بمثابة الضربة الاستراتيجية الأولى لمرتكبي هذه الجريمة.

تشير التفاعلات البناءة بين النظامين القضائيين الإيراني والعراقي والمتابعة المستمرة من قبل حكومة بغداد إلى حقيقة أن هذه القضية ستظل أولوية في الدبلوماسية الإقليمية حتى يتم تحقيق النتيجة النهائية ومعاقبة "الجناة"، وأنه لا يمكن لأي ضغط سياسي أن يطهّر الجانب القانوني لهذا "الإرهاب الذي ترتكبه الدولة"

حوّل الشهيد سليماني المقاومة من "شبكة تعتمد على الأفراد" إلى "جبهة موحدة"

للتصورات الغربية، لم يؤدِ فقدان الجنرال سليماني إلى انهيار فصائل المقاومة فحسب، بل أدى أيضًا إلى "اكتفائها الذاتي العملياتي". فقد حوّل الشهيد سليماني المقاومة من "شبكة تعتمد على الأفراد" إلى "جبهة موحدة".

ورغم أن فقدان الشهيد سليماني كان خسارة فادحة، إلا أنه أدى إلى ظهور جيل جديد من القادة الذين، من خلال نموذجهم في "الإدارة الميدانية"، قادوا فصائل المقاومة إلى قدرات مذهلة في مجال الردع الصاروخي والطائرات المسيّرة.

واليوم، لا تعمل فصائل المقاومة في اليمن ولبنان وفلسطين والعراق كـ"قوات متفرقة"، بل كـ"جبهة موحدة مكتفية ذاتيًا" قادرة على الدفاع عن مصالحها الوطنية والإسلامية بمعزل عن الضغوط الخارجية.

باغتيال الشهيد سليماني، شوهت صورة أمريكا السلمية ظاهريًا في المنطقة تمامًا

ورغم أن هذا الاغتيال كان انتصارًا تكتيكيًا قصير المدى لأمريكا، إلا أنه كان هزيمة استراتيجية طويلة الأمد. فقد شوّه هذا العمل صورة أمريكا السلمية ظاهريًا في المنطقة، وكلف وجودها العسكري ثمنًا باهظًا سياسيًا وأمنيًا.

باغتيال الشهيد سليماني، لم تفشل أمريكا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران فحسب، بل زادت أيضًا من تكلفة وجودها في غرب آسيا بشكل كبير، وذلك بإثارة موجة من الاستياء في الرأي العام.

كشف هذا العمل عن الفشل الاستراتيجي لأمريكا والوجه الحقيقي لسياسات واشنطن التدخلية أمام الرأي العام العالمي، وحوّل الشهيد سليماني إلى رمز دولي لمكافحة الإرهاب والاستبداد؛ رمز يُعاد استخدامه اليوم في المسيرات المناهضة للصهيونية والإمبريالية في جميع أنحاء العالم.

لقد تجلّى إرث الشهيد سليماني في صورة "الأمن الداخلي"

يتجلى إرث الشهيد سليماني اليوم على المستويين: ففي إيران، أصبح اللواء قاسم سليماني رمزًا للوحدة الوطنية ونموذجًا للقيادة الجهادية. وقد عزز إرثه العمق الاستراتيجي لإيران والترابط الوثيق بين الميدان والدبلوماسية. أما في المنطقة، فيتمثل إرثه في "الثقة الوطنية" لدى دولها.

وقد تجلّى إرث الشهيد سليماني في صورة "الأمن الداخلي". فقد توصلت إيران ودول المنطقة إلى تفاهم مشترك مفاده أن الاستقرار لا يتحقق إلا من خلال التعاون الإقليمي ودون تدخل قوى خارجية.

ومن خلال الربط بين "الميدان" و"الدبلوماسية"، أصبحت مدرسة سليماني نموذجًا لحماية المصالح الوطنية، ويتجلى ذلك بوضوح في المقاومة غير المسبوقة التي يبديها شعب المنطقة ضد المشاريع الانفصالية والإرهابية.


رقم: 6707

رابط العنوان :
https://www.irantelex.ir/ar/news/6707/الهدف-اغتيال-الشهيد-سليماني-كان-تقويض-النظام-الأمني-للمقاومة

ايران تلکس
  https://www.irantelex.ir