إیران تلکس - الجولاني، الاسم الذي ارتبط لسنوات بالدمار والعنف والإرهاب في سوريا، يظهر اليوم ببدلة أنيقة وخطاب دبلوماسي أمام الكاميرات. إنه الذي كان يُعرف سابقًا كقائد لـ "هيئة تحرير الشام"، وهي واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية التكفيرية رعبًا، يتخذ الآن موقفًا كقائد سياسي ويدعي أن العلاقات مع إيران "ليست أبدية".
هذا التغيير في المظهر، هو خدعة جديدة لإخفاء ماضٍ دموي وحقيقة الأزمة السورية المرة. هذا الادعاء بأن قطع العلاقات مع إيران ليس أبديًا، هو في المقام الأول محاولة لإضفاء الشرعية على نفسه على الساحة الدولية. لكن هذا الادعاء لا يبدو مزيفًا فحسب، بل مثيرًا للسخرية.
فالجميع يعلم أن القرار النهائي بشأن مصير سوريا ليس بيد الإرهابيين العملاء، بل بيد اللاعبين الرئيسيين الذين أوصلوا هؤلاء الأشخاص إلى السلطة.
فقد تحول الجولاني والجماعات التابعة له، مثل تحرير الشام وداعش، إلى أدوات لتفكيك سوريا وتدميرها بتمويل سعودي، ودعم تركي، وضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. لقد كانوا هم الذين انتهكوا حرمة الأضرحة، ودمروا المنازل، وسفكوا دماء الأبرياء.
يحاول الجولاني ومن على شاكلته الآن التشكيك في الوجود الإيراني في سوريا. هذا في حين أنه لولا المقاومة ووجود المستشارين الإيرانيين، لكانت سوريا قد تحولت بالكامل إلى لقمة جاهزة للإرهابيين منذ زمن طويل.
فإيران هي التي دافعت عن حرم أهل البيت (ع) في أصعب الظروف ولم تسمح باستكمال خطة تقسيم سوريا إلى عدة أجزاء. وتشير الأدلة إلى هذه الحقيقة؛ فبعد انخفاض وجود قوات المقاومة، ازدادت هجمات الكيان الصهيوني على الأراضي السورية وأصبحت تهديدات التقسيم أكثر خطورة.
في النهاية، الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن ما دمر سوريا هو الإرهاب التكفيري الذي كان الجولاني جزءًا منه. وما يبقي على أجزاء من هذا البلد صامدة هو وجود إيران وجبهة المقاومة.
هذه الحقيقة، على الرغم من كل المحاولات لتشويهها، واضحة وجلية، وقد فهمها جزء كبير من الشعب السوري جيدًا. فالأوضاع الدبلوماسية، والبدلات البريطانية، وربطات العنق الأمريكية لا يمكنها أن تمحو الماضي الدموي للجولاني أو أن تخفي حقيقة دور إيران في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
هذه مجرد مسرحية جديدة لخداع الرأي العام ونسيان الجرائم التي ارتكبها الجولاني وداعموه بحق الشعب السوري.