الثلاثاء 2 يناير 2024 - 09:25
رقم : 1371
إيران تلكس (طهران) - شهد محور المقاومة حتى الآن استشهاد العديد من القادة البارزين والمتميزين، ومما لا شك فيه أن أحد أهم القادة كان الفريق قاسم سليماني.
ما مكانة قضية القدس في فكر الشهيد سليماني؟
وعلى اعتاب الذكرى الرابعة لاستشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه الحاج القائد الشهيد جمال جعفر (أبو مهدي المهندس)، تستمر حرب النظام الصهيوني ضد غزة ولا يوجد حتى الآن أي مؤشر على انتصار الصهاينة في هذه الحرب.

سؤال هذا المقال هو ما هو الدور الذي لعبه الشهيد الحاج قاسم سليماني في قضية القدس وكيف ساهم في تعزيز المقاومة الفلسطينية؟
 
رأي الشهيد سليماني في القضية الفلسطينية
ومن خلال ملاحظة بعض تصريحات  الحاج قاسم سليماني، تبين أن قائد فيلق القدس الراحل كان له وجهة نظر دينية تجاه القضية الفلسطينية. ومن الناحية العقدية، اعتبر سليماني الدفاع عن فلسطين أحد أمثلة الدفاع عن الإسلام وأيضاً عن الثورة الإسلامية الإيرانية.

وفي الواقع، كان الشهيد سليماني يعتقد أن الدفاع عن فلسطين هو من مُثُل الثورة الإسلامية، كما أن فصائل المقاومة الفلسطينية تعمل أيضًا بما يتماشى مع مُثُل الثورة الإسلامية الإيرانية. وأكد الحاج قاسم أن فلسطين هي خط المواجهة لنا وللعالم الإسلامي كله.

ولذلك كتب في عام 2018 في رسالة إلى أبو خالد القائد العام لكتائب عز الدين القسام: "من يسمع نداء الفلسطينيين ولا يساعدهم فليس بمسلم". واعتبر سليماني دعم فلسطين أحد أمثلة الواجب الديني.

وقال الحاج قاسم سليماني، في خطاب حول استراتيجية إيران تجاه فلسطين، في كانون الأول/ديسمبر 2016: "نحن لا نساعد فلسطين بسبب اتجاه، ولكن دعمنا للشعب الفلسطيني هو من باب الوفاء بواجب ديني وثوري ومواجهة النظام الصهيوني".

وكتب الفريق قاسم سليماني في رسالة إلى محمد الضيف، القائد الفلسطيني الذي يقود حاليا عملية طوفان الأقصى: "على الجميع أن يتأكدوا من أن إيران لن تترك فلسطين وحدها مهما زاد الضغط واشتدت العقوبات. إن الدفاع عن فلسطين شرف لنا ولن نتجاهل هذا الواجب أمام العالم. أصدقاء فلسطين هم أصدقاؤنا وأعداء فلسطين هم أعداؤنا، وهذه كانت وستظل سياستنا. إن الدفاع عن فلسطين هو مثال للدفاع عن الإسلام، ومن سمع دعوتكم ولم يلتفت فليس بمسلم".
 
أعمال الشهيد سليماني العلمية تجاه فلسطين
ومن الناحية العملياتية، لعب الفريق سليماني دوراً هاماً وبارزاً في الدفاع عن فلسطين وتعزيز قوة الردع للفصائل الفلسطينية، وكذلك في مكافحة نظام احتلال القدس. ويقول زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: "إن القوة والتسهيلات التي حققتها غزة اليوم هي نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها الشهيد سليماني".

وتعتبر حرب الـ 22 يومًا إحدى الحوادث التي قدم فيها الجنرال سليماني دعمًا عمليًا للفلسطينيين. ويمكن تسمية أهم عمل قام به الجنرال سليماني في الحرب التي استمرت 22 يومًا بتسليم الأسلحة للفلسطينيين وفشل حصار غزة. تحدث أحمد عبد الهادي، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في لبنان، عن رحلات الجنرال سليماني المتكررة إلى غزة وتصميم خطة دفاعية ضد إسرائيل. كما أشار أسامة حمدان العضو البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس، إلى دور الشهيد سليماني في دعم المقاومة الفلسطينية في حرب الـ22 يوما التي شنها النظام الصهيوني على غزة، وقال: "الشهيد سليماني كان مع المقاومة الإسلامية لحظة بلحظة خلال هذه المعركة".

ولعب الشهيد سليماني دوراً بارزاً في انتقال الفلسطينيين من الدفاع بالحجارة إلى عملية طوفان الأقصى لأنه، وفق ما ذكره قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، "ملأ الشهيد سليماني أيدي الفلسطينيين".

وفي هذا الصدد يقول السيد القائد: إن خطة الأميركيين وخطتهم لفلسطين كانت نسيان القضية الفلسطينية؛ إبقاء الفلسطينيين في حالة ضعف حتى لا يجرؤون على القتال. هذا الرجل ملأ أيدي الفلسطينيين؛ لقد فعل شيئًا تقف فيه منطقة صغيرة، مثل قطاع غزة، أمام النظام الصهيوني بكل ادعاءاته، سيسبب لهم مشكلة سيقولون خلال 48 ساعة، يا سيدي، دعونا ننادي بوقف إطلاق النار؛ وقد قام بذلك الحاج قاسم سليماني. وهذا ما قاله لي إخواننا الفلسطينيون مراراً وتكراراً. بالطبع كنت أعرف، لكنهم جاءوا أيضًا وشهدوا أمامنا".
 
حرية القدس؛ الهدف النهائي للشهيد سليماني
وتزامن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية مع إحياء القضية الفلسطينية التي ارتبطت منذ أواخر التسعينيات بتسوية الدول العربية مع النظام الصهيوني، وساد نوع من اليأس من محاربة النظام الصهيوني. بين الدول العربية. ولقد أحيت الثورة الإسلامية الإيرانية القضية الفلسطينية. في واحدة من أولى مبادرات السياسة الخارجية، سمى الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، المؤسس العظيم للثورة الإسلامية، الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بيوم القدس دفاعاً عن القضية الفلسطينية، وأصبح القتال ضد نظام الاحتلال القدس.

وفيما يتعلق بأهمية القدس بالنسبة للشهيد سليماني، تجدر الإشارة إلى أن الحاج قاسم كان يعتقد أن الهدف النهائي لمحور المقاومة هو تحرير القدس الشريف، وقد عم هذا الرأي جميع عناصر هذه الجبهة المقاومة.

ورأى الشهيد الجنرال الحاج قاسم سليماني أن لدينا في إيران يومين وطنيين يخرج الناس فيهما إلى الشوارع بشكل موحد: أحدهما هو يوم انتصار الثورة الإسلامية والآخر هو يوم القدس. أي أن نضال الشهيد سليماني كان له هدف، والهدف هو تحرير القدس من الاحتلال الصهيوني.

وفي هذا الصدد، قال ناصر أبو شريف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: "أينما كان الحاج قاسم سليماني، كان هدفه النهائي هو القدس الشريف. وإذا كان في العراق أو سوريا، كان يفكر في القدس. وكان هدفه النهائي هو تحرير القدس".

 وبناء على نفس وجهة نظر الجنرال الراحل في قضية القدس، فإنه يطلق عليه لقب "شهيد القدس"، كما أطلق على شعار أسبوع المقاومة هذا العام اسم "شهيد القدس". وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال مراسم تشييع الشهيد الجنرال سليماني ورفاقه في طهران: "القائد الشهيد سليماني قدم حياته كلها نصرة لفلسطين، وأنا أعلن أنه القائد العظيم لشهيد القدس".
 
نتيجة
وشهد محور المقاومة حتى الآن استشهاد العديد من القادة البارزين والمتميزين. ومما لا شك فيه أن أحد أهم القادة كان الفريق قاسم سليماني. والسبب في هذه الأهمية ليس فقط الدور الميداني والعملياتي لقائد فيلق القدس الراحل في الحرس الثوري الإيراني، بل أيضا ضخ الإيمان في محور المقاومة بأن القضية الفلسطينية ليست قضية قومية وإثنية بل قضية دينية ونهائية. هدف محور المقاومة يجب أن يكون تحرير القدس. وربما كانت هذه النظرة أحد أسباب اغتياله على يد الحكومة الأمريكية بتواطؤ النظام الصهيوني.
https://www.irantelex.ir/ar/article/1371/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة