إیران تلکس - تُعَدّ الشبابيّة واحدة من أهمّ أوامر قائد الثورة إلى الرؤساء والقادة والمسؤولين في إیران؛ وهي مطالبة تكرّرت مرارًا وتكرارًا منذ ما لا يقلّ عن عقدين، لكنّها – مع الأسف – لم تتحقّق بشكل جادّ في ميدان العمل.
وما حال دون تنفيذ هذا الأمر المهمّ ليس إلّا حبّ السلطة، وتكتّل المصالح، والسعي وراء المنافع لدى البعض؛ أولئك الذين لم يفتحوا المجال أمام الجيل الجديد فحسب، بل وقفوا بجرأة في مواجهة هذه المطالبة الصريحة والمكرّرة لقائد الثورة.
لقد حذّر قائد الثورة خلال السنوات الماضية مرارًا المسؤولين من شيخوخة الجهاز الإداري في البلاد.
وقد قال بصراحة بالغة: "إحدى البلايا الكبرى في البلاد هي أنّ الإدارات لا تنتقل من يدٍ إلى يد... إداراتنا تشيخ، ولا يقبل أصحابها أن يسلّموها إلى الشباب."
وهذا الكلام الصريح يبيّن أنّ المسألة ليست مجرّد تنبيه بسيط، بل هي آفة وطنية خطيرة قد تؤثّر في مستقبل النظام.
وفي لقاءات عديدة مع مسؤولي البلاد، طلب قائد الثورة منهم بشكل مباشر أن يفتحوا المجال أمام القوى الشابة، المؤمنة، والفاعلة.
وقد شدّد قائلاً: "لقد قلتُ مرارًا: افسحوا المجال للقوى الشابة، المؤمنة، والفعّالة. فإن لم يُعمَل بهذا، ستقع البلاد في الركود الإداري."
وهذا التحذير الواضح يدلّ على أنّ التراجع عن الشبابيّة ليس خيارًا خاطئًا فحسب، بل هو منافٍ لمنطق الثورة واحتياجات البلاد الحقيقيّة.
ومع ذلك، لم يلتزم جزءٌ كبير من المسؤولين بهذا الأمر، بل إنّهم، بالتشبّث بالكراسي ورفض تداول النخب، سدّوا الطريق أمام نموّ القوى الشابة.
وقد انتقد قائد الثورة هذه الروح أيضًا بعبارة لافتة: "بعض الأشخاص، عندما يصلون إلى المسؤولية، لا يستطيعون الفكاك! وهذه الروح لا تليق بمديري الثورة. فالمسؤول يجب أن يفسح المجال لدخول القوى الجديدة."
وليس المشكلة في عدم رغبة المسؤلين بالتنحّي فحسب؛ بل إنّ الوقوع في شبكات وتكتلات المصالح يلعب دورًا مهمًا في هذا التمسّك.
وقد وصف قائد الثورة هذا الآفة مرارًا بقوله: "التكتّل، وطلب الامتيازات، والارتباطات الفئوية آفة الإدارة. المسؤولون الذين يقعون في هذه الأمور لا يتقدّمون هم أنفسهم، ولا يسمحون للشباب بالدخول إلى الساحة."
هذه العبارات توضّح بجلاء السبب وراء عدم حدوث تحوّل جادّ في البنية الإدارية للبلاد رغم التأكيدات المتكرّرة للقيادة. إنّ حبّ السلطة لدى بعض المسؤولين هو أكبر مانع أمام تنفيذ هذا الأمر المهمّ والاستراتيجي.
وفي المقابل، يؤكّد قائد الثورة دائمًا أنّ تقدّم البلاد مرهون بالثقة بالشباب.
وقد قال مرارًا: "الشبابيّة حاجة أساسية للبلاد. وكلّ موضع تقدّمت فيه البلاد، كان ذلك على يد الشباب."
وهذه الكلمات تبيّن أنّ الشبابيّة ليست شعارًا تجميليًا، بل هي منطق حركة حضارية.
لقد نهضت الثورة الإسلامية من قلب الشباب، وتقدّمت بأيديهم في أصعب الاختبارات. واليوم أيضًا، يتوقّف مستقبل البلاد على أن تُمنح الفرصة للجيل الجديد ليحضر ويؤثر.
إنّ تأكيد قائد الثورة على الشبابيّة مطالبة دينية وثورية واستراتيجية، وليست توصية عابرة.
ومع ذلك، فإنّ التيارات الساعية للسلطة والتكتلات الباحثة عن المنافع حالت – بمقاومة منظّمة – دون تحقيق هذه المطالبة.
إنّ نافذة التحوّل في البلاد ستُفتح عندما:
• يترك المسؤلون الكهول والمتعبون الساحة طوعًا،
• ويدخل الجيل الجديد إلى محور صناعة القرار واتّخاذه،
• وتُطهَّر البنية الإدارية من الرشوة والتكتّل والاحتكار.
لقد حان الوقت لتحويل أمر قائد الثورة من شعارٍ متكرّر إلى خطوة وطنيّة ملحّة وضروريّة.
کذلک الامر بالنسبة الی الحلفاء في جبهة المقاومة فمن هنا ندعو جمیعهم إلى اعتمادِ مبدأ الشبابیّة في المناصب الحسّاسة لضمانِ فاعليةٍ أكبر وتطويرٍ مستمر.
والمقاومة بحاجة إلی روح الشبابية لأن اعتماد سیاسة الشبابیّةِ یساهم في كشفِ المواهبِ الشابة وتمكينها من أداءِ دورٍ حقیقيٍّ في البناء والتنمیة. ویؤدي إلى ظهورَ الكفاءاتِ الجدیدة.