إیران تلکس- لقاء مع نخبة من علماء الدين الشيعة والسنة في باكستان، أشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، إلى استمرار جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة
وخلال زيارته الى جمهورية باكستان الإسلامية، وفي لقاءٍ مساء الاحد مع نخبةٍ من علماء الدين الشيعة والسنة البارزين في هذا البلد، أعرب الرئيس بزشكيان عن ارتياحه للقائه معهم، وقال: "لطالما آمنتُ في جميع المنافسات الانتخابية، سواءً في البرلمان أو الرئاسة، بضرورة اتباع نهج الحق والعدالة".
وأكد : "في هذه الفترة القصيرة، جئنا إلى الساحة بشعارين محددين؛ الأول هو تطبيق الحق والعدالة في المجتمع، والثاني هو تحقيق الوحدة بين المسلمين، أولًا داخل البلاد، ثم مع الدول الإسلامية المجاورة.
والمحور الرئيسي لهذا النهج هو مراعاة العدالة وإرساء العدالة في العلاقات الاجتماعية والسياسية والإقليمية".
وأشار إلی أن جرائم الكيان الصهيوني في المنطقة، قال بزشكيان: "منذ اليوم الأول لولايتي الرئاسية، اغتال الكيان الصهيوني إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، ثم ارتكب فظائع لم يكن رد الفعل الإنساني عليها سوى الكراهية والاشمئزاز.
ما يقوم بفعله الكيان الصهيوني الغاصب في غزة ولبنان وسوريا أمام أعين العالم مثالٌ واضح على الجريمة ضد الإنسانية".
وأشار إلى صمت من يزعمون حقوق الإنسان والديمقراطية والقيم الإنسانية إزاء هذه الجرائم، وقال: "إن ما نواجهه في عالمنا اليوم لا يُظهر فقط انعدام الإنسانية، بل هو أيضًا مليء بالأكاذيب والنفاق. تُذبح النساء والأطفال وكبار السن والمرضى أمام أعين العالم، دون أدنى رحمة".
وأضاف : "كيف يُعقل قطع الماء والغذاء والدواء عن النساء والأطفال، بينما يموت هؤلاء العزل جوعًا، ويقف البعض متفرجًا، بل ويبرر هذه الجرائم؟ هذا الوضع ليس عصيًا على الاستيعاب فحسب، بل يتجاوز قدرة الضمير الإنساني على التحمل".
وأكد قائلا: لا يمكن لأي إنسان حر أن يتسامح مع مشاهد موت الأطفال جوعًا، لكن هذه الجرائم مستمرة ولا يُسمع صوتٌ يُدينها. في عالمٍ تُعتبر فيه الإنسانية هي المبدأ الأساسي، يُبرر المجرمون سلوكهم بلا خجل، وهذا دليلٌ واضح على تراجع القيم الإنسانية.
إن الظلم الذي يُمارس على شعب فلسطين وغزة وغيرهما من المناطق الإسلامية اليوم هو انعكاسٌ لنفس الصورة المنافقة التي كانت لدى جبهة الباطل في عاشوراء؛ منطق الظلم والقسوة وإنكار الإنسانية.
واكد أن مسؤوليتنا ومسؤوليتكم في مواجهة هذه المآسي ليست مجرد إدانة؛ بل يجب علينا الوقوف في وجه هذه الجرائم والقيام بواجبنا الإنساني والديني والأخلاقي. إن الصمت على هذه الفظائع تواطؤٌ مع الظلم.
وانتقد التفرقة بين الدول الإسلامية، قائلاً: لو كانت الدول الإسلامية موحدة، لما تجرأت إسرائيل ولا أمريكا على ارتكاب مثل هذه الجرائم.
ما نشهده اليوم هو نتيجة سياساتٍ حرضت المسلمين في البداية على بعضهم البعض وخلقت انقساماتٍ داخلية، ثم استهدفت كلًّا منهم على حدة. كما استُهدفت غزة ولبنان وسوريا، بل وحتى إيران، لو استطاعوا، لهاجموا تركيا والسعودية وباكستان غدًا.
وأكد بزشكيان: "الهدف الرئيسي للأعداء هو إضعاف كل دولة إسلامية على حدة. هذه الاستراتيجية هي نفس الانقسام والخلاف الذي يُبعد المسلمين عن قوتهم الحقيقية".
وأشار إلى ضرورة دور النخب الدينية، وقال: يجب على علماء المسلمين أن يتولوا زمام المبادرة ويعززوا أسس الوحدة بين الدول الإسلامية من خلال التعاون والحوار.
ولفت إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة مؤامرات العدو هو ترك الخلافات جانبًا والعودة إلى المبادئ الإسلامية المشتركة وقال إن وحدة الأمة الإسلامية لن تضمن أمن المنطقة فحسب، بل ستحفظ أيضًا كرامة المسلمين في وجه طغاة العالم.
وأكد على ضرورة الوحدة بين الدول الإسلامية، قائلاً: يجب على إيران وباكستان وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وجميع الدول الاسلامیة الاخرى التوصل إلى لغة ورؤية مشتركة ضد الاعتداءات التي تحدث بشكل واضح في انتهاك صارخ لجميع القوانين الإنسانية والدولية.
وأضاف: في الوقت الذي يُهاجم فيه أعداء الإسلام القيم الإنسانية بجرائم متتالية، نشهد خلافات داخل العالم الإسلامي تُعيق وحدتنا وتماسكنا. إذا توصلت إيران وباكستان والدول الإسلامية الأخرى إلى لغة ونهج مشترك، فإنها تستطيع الصمود في وجه أي تهديد.
وقال: أعتقد أنه إذا اتحدت الدول الإسلامية، سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو شرق آسيا أو دول مثل إندونيسيا وماليزيا، فلن تستطيع أي قوة الوقوف في وجه الأمة الإسلامية أو تهديد حياة المسلمين.
*علماء باكستان يؤكدون المكانة البارزة لقائد الثورة الاسلامية في وحدة الامة الاسلامية
وقبل كلمة الرئيس بزشكيان ، رحبت الشخصيات الدينية والثقافية البارزة في باكستان الحاضرة في اللقاء بمن فيهم العلامة سيد صادق علي نقوي، ممثل قائد الثورة في باكستان، ومولانا طاهر محمود أشرفي، ومشاهد حسين سيد، وحافظ نعيم الرحمن، والعلامة ضياء الرحمن بخاري، وبير سيف الدين حسين جيلاني، برئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، واعتبروا زيارته لباكستان رمزا للروابط الوثيقة وتعزيز العلاقات الإسلامية بين البلدين.
وهنأ العلماء الحاضرون بنجاحات إيران في الصمود ضد الاستعمار العالمي والصهيونية الدولية، معتبرين هذه النجاحات شرفًا للأمة الإسلامية، وأكدوا أن الدولة الوحيدة التي تقف بجلاء وقوة ضد الإبادة الجماعية والقمع ضد الشعب الفلسطيني المظلوم هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأدان الحاضرون جرائم الكيان الصهيوني، التي تُرتكب بدعم من القوى الاستكبارية، وأكدوا على ضرورة بناء تحالف شامل بين الدول الإسلامية، بما في ذلك إيران وباكستان وتركيا والمملكة العربية السعودية، مشيرين إلى أن باكستان تواجه اليوم جرحين عميقين، فلسطين وكشمير، وأن شفاءهما يعتمد على وحدة الأمة الإسلامية.
واشار العلماء الى المكانة البارزة لقائد الثورة الإسلامية في تعزيز وحدة المسلمين، وطلبوا من الرئيس بزشكيان إيصال رسالتهم الزاخرة بالود والمحبة لسماحته.
وخلال هذا اللقاء، تم التأكيد أيضًا على العلاقات التاريخية والثقافية والحضارية بين إيران وباكستان، والتأكيد على دور اللغة الفارسية والتراث المشترك وشخصيات مثل العلامة محمد إقبال لاهوري في بناء رابطة عميقة بين الشعبين.
ودعا العلماء الحاضرون إلى إحياء اتفاقية إقبال لاهوري الثقافية بين البلدين، واشاروا إلى أمل رفع العقوبات ونجاح المفاوضات، مؤكدين أن رفض اتفاقيات إبراهام هو أحد المطالب الجادة للشعوب الإسلامية. كما ثمنوا جهود إيران في التقارب مع المملكة العربية السعودية وتعزيز الوحدة الإسلامية.
واعتبر المتحدثون، إيران وباكستان روحا واحدة في قلبين، وأن أهل السنة هم عضد وحدة الأمة، وأن باكستان هي وطن الشعب الإيراني.
وأكد العلماء على الروابط التاريخية بين الشعبين الإيراني والباكستاني، وضرورة التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية، وأعربوا عن تقديرهم لجهود سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إسلام آباد.