الجمعة 8 آب 2025 - 16:01
رقم : 4382
إیران تلکس - قال إمام الجمعة المؤقت في طهران يحاول البعض خلق ثنائية القطب بين العيش والمقاومة، والتفاوض والصمود، والوطن والمجتمع، وعلينا أن نواجه هذه المؤامرة ببيان الحق، والتسامح، وتقوى القول والفعل، وتطهير القلوب من الأحقاد.
خطيب صلاة الجمعة في طهران: الوحدة الوطنية هي سر الردع والأمن في وجه الأعداء
وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال خطيب صلاة الجمعة الحاج علي اكبري في تحليله للأحداث الأخيرة في البلاد، في هذه المعركة المشتركة، دخل الأعداء الميدان بهدف تدمير إيران مستغلّين الحرب النفسية والضغط الاقتصادي والعقوبات والعمليات السيبرانية والعدوان الإعلامي. ظنّوا في خيالهم الساذج أنهم يستطيعون إخضاع النظام وتركيع الأمة الإيرانية في غضون أيام قليلة.

وأوضح قائلاً: لقد خُطّط لهذه الحرب الشاملة بدعم من الدول الغربية وبعض الحكومات الإقليمية، وباستخدام أدوات معلوماتية متطورة وتقنيات ذكية، لكنّ الشعب الإيراني ردّ ردّاً ساحقاً على جبهتين.

وقال حجة الإسلام والمسلمين الحاج علي أكبري: كان الخطّ الأول هو زئير الأنظمة الدفاعية والهجومية الوطنية، التي، بجهود شباب البلاد المؤمنين والشهداء، أظلمت أيام العدوّ. وكان الخطّ الثاني هو تجلّي الوحدة الوطنية؛ تشكيل هوية موحدة ومتماسكة وموحدة على مستوى 90 مليون إيراني، مما جسّد تجليًا فريدًا للجمع بين الهوية الوطنية والثورية.

وأكد سماحته أن هذا التماسك والوحدة هما أهم إنجازات هذا الدفاع المقدس الذي استمر 12 يومًا، وقال: "كان هذا الفتح استراتيجيًا أكثر أهمية وفعالية من الرد العسكري. الوحدة الوطنية هي سر الردع والأمن في وجه الأعداء".

وأضاف خطيب الجمعة في طهران: "إن هذا التعاطف والوئام في جميع أنحاء البلاد كان مظهرًا من مظاهر معجزة إلهية، وهو أمر ما كان ليتحقق إلا بفضل الله. لقد أثبت الشعب الإيراني أنه سيصمد في وجه أي هجوم بإيمان وحكمة وشجاعة".

الوحدة الوطنية هي أهم ثروة للبلاد اليوم
واعتبر حجة الإسلام والمسلم الحاج علي أكبري الوحدة الوطنية أعظم ثروة وعامل قوة للأمة الإيرانية، وأكد أن هذه النعمة العظيمة تحققت بفضل الله ودماء الشهداء، ويجب الحفاظ عليها بكل قوة.

وأشار إلى أن العدو يركز اليوم على ضرب الوحدة الوطنية الإيرانية، قائلاً: "لقد توقف العدو في ساحة المعركة العنيفة، لكنه حاضرٌ بقوة في ساحة الحرب الناعمة بكل الوسائل والإمكانات. هدفه الرئيسي هو بث الفرقة والعداء والكراهية في المجتمع الإيراني".

وفي إشارة إلى الرسالة المهمة لسماحة قائد الثورة الإسلامية بمناسبة الذكرى الأربعين لشهداء الاقتدار، أضاف حجة الإسلام والمسلمين الحاج علي أكبري: "حدد حضرته سبعة مهام استراتيجية للوضع الراهن في البلاد، أولها الحفاظ على الوحدة الوطنية. هذه مهمة موجهة إلى كل شعب إيراني، وعلينا جميعاً، أن نسعى جاهدين لحماية هذه النعمة العظيمة".

وأكد قائلاً: "لقد دخلنا مرحلة جديدة وحساسة، ويجب ألا نتعامل معها بسطحية. إن إدراك مكائد العدو بدقة، وتوعية الرأي العام، والحذر من الخلافات العرقية والدينية والسياسية والأجيالية، وتجنب الوقوع في فخّ مروجي الشائعات، من أهم واجباتنا".

وفي حديثه مع مختلف الجماعات السياسية، قال: "على جميع التيارات، سواءً الأصولية أو الإصلاحية أو غيرها، أن تحرص على عزل العناصر اللاأخلاقية والمُثيرة للخلاف، وأن لا تسمح بتشويه المساحات التي خلقتها دماء الشهداء. يجب أن نعود إلى الشهداء ونخلد ذكراهم، لأنها تُنشئ الوحدة والهوية".

وأكد على ضرورة الحوار الداخلي والشعبي في المجتمع، وأضاف: "على المسؤولين أيضًا تقدير هذه الوحدة، والتواصل مع الشعب أكثر من الماضي، واحترامه، وتقديم الخدمة الدؤوبة، ووضع العدالة على رأس أولوياتهم. هذه السمة بحد ذاتها تُسهم في بناء الوحدة".

وفي إشارة إلى دور صلاة الجمعة في تعزيز الوحدة، تابع خطيب الجمعة في طهران: "لطالما كانت صلاة الجمعة نبعًا للهوية الإيمانية ومركزًا للوحدة في قلوب المؤمنين، وعلى أئمة الجمعة والجماعات والمساجد والمؤسسات الدينية بذل المزيد من الجهد للحفاظ على الوحدة وتعزيزها".

وفيما يتعلق بالكارثة الإنسانية في غزة، انتقد حجة الإسلام والمسلم الحاج علي أكبري بشدة صمت بعض الحكومات والعلماء الذين يدّعون الإسلام تجاه جرائم الكيان الصهيوني، قائلاً: ما يحدث في غزة اليوم يُوجع قلب كل حر. وللأسف، هناك صمت مطبق تجاه جرائم هذا الكيان الصارخة، وخاصة من الدول التي تدّعي الإسلام.

وأضاف: لو تحركت الدول الإسلامية في الدول المحيطة بالكيان الصهيوني، كمصر والأردن، لكانت قادرة على إنقاذ الشعب الفلسطيني المظلوم. لكن هذا الصمت مؤسف للغاية، ويجب أن يُسمع صرخة الشعب الفلسطيني المظلوم في العالم من خلال خطب الجمعة والمنابر الإسلامية.
https://www.irantelex.ir/ar/news/4382/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة