الاثنين 25 آب 2025 - 13:51
رقم : 4606
إیران تلکس - دعا وزير الخارجية الايراني السيد عباس عراقجي الدول الاسلامية والعالم أجمع بالوقوف الى جانب شعب غزة أمام جرائم الكيان الصهيوني فعلا، وليس في الكلام فقط.
عراقجي: لنقف الى جانب أهل غزة فعلا ونقطع جميع الصلات بقتلة إخواننا وأخواتنا
وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه القى السيد عباس عراقجي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بجدة كلمته اليوم الاثنين، جاء في نص كلمته:
نجتمع اليوم في لحظةٍ تُجسّد فيها غزة صورةً صادمةً لضميرنا الجماعي. ما يتكشف أمام أعيننا هو التدمير المُنظّم لشعبٍ مُحاصرٍ على يد نظام فصل عنصريٍّ قاسٍ يعمل في ظلّ إفلاتٍ تامّ من العقاب.

يُذبح شعب غزة بشكلٍ مُمنهج، وتُدمّر المناطق السكنية بالكامل، وتُحوّل المستشفيات إلى مقابر، ويُجوّع الأطفال حتى الموت في انتهاكٍ صارخٍ لجميع المعايير الإنسانية. هذه ليست حربًا عادية. إنها عقابٌ جماعي، وسياسةُ هيمنة، وهجومٌ يحمل جميع سمات الإبادة الجماعية.

والآن يتحدث مُرتكبو هذه الجرائم علنًا عن خططهم لفرض سيطرةٍ عسكريةٍ كاملةٍ ودائمةٍ على غزة.

يتحدثون عن حصارٍ جديد، ومناطق عازلةٍ جديدة، وعملياتِ طردٍ جديدة، ويُسمّون ذلك "أمنًا". لكننا نعرف اسمه الحقيقي: "التطهير العرقي". محاولةٌ مُمنهجةٌ لتفتيت شعبٍ إلى أشلاءٍ حتى لا يبقى منه سوى تدميره أو ترحيله.

القانون الدولي واضحٌ وضوح الشمس. يُصنَّف التجويع والقصف العشوائي كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. في الوقت نفسه، تحظر اتفاقية جنيف الرابعة استهداف المدنيين،

وتدمير المنازل، والنقل القسري للسكان. هذا الفرض المتعمد للشروط المصممة لتدمير شعب لا يحمل سوى اسم واحد: الإبادة الجماعية. ما الذي نحتاجه بعد ذلك من أدلة؟
سيسألنا التاريخ: عندما كانت غزة تُخنق، هل توحد العالم الإسلامي؟ هل تحركنا،

أم انتظرنا الآخرين ليتحركوا ويقرروا نيابةً عنا؟ اليوم، لا طائل من الإدانات الفارغة وغير المؤثرة.
أصحاب السعادة،
لإحلال السلام وضمان الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من كل شبر من غزة، يجب أن نعقد العزم على:
• حشد جميع الأدوات السياسية والاقتصادية والقانونية، بما في ذلك العقوبات والمقاطعة أو الضغط الدولي المنسق؛

• السعي إلى المساءلة على جميع المستويات، وفي كل محكمة، ضد كل من تورط في جرائم الحرب والإبادة الجماعية في فلسطين أو ساهم في ارتكابها.

• قطع جميع الصلات فورًا بقتلة إخواننا وأخواتنا في غزة، الذين يحلمون اليوم بـ"إسرائيل الكبرى" عبثًا. لقد ثبت أن سياسة المساومة لم تُجدِ نفعًا في الماضي ولن تُجدي نفعًا في المستقبل.

علينا أيضًا مواجهة تواطؤ الحكومات التي تُسلّح نظام الاحتلال، وتحميه من الإدانة الدولية ونقض العدالة. إنهم بعيدون كل البعد عن الحياد، مع أن الحياد في مواجهة الجريمة ليس حيادًا، بل تواطؤ.
زملائي الأعزاء،
غزة أكثر من مجرد مكان للمعاناة. غزة شاهد ورمز للمقاومة، وتذكير بأن الكرامة الإنسانية لا تُهدر بالقنابل. ينتظر أهل غزة دعمنا الجاد، وصمودهم يدعونا للوقوف معهم بحزم، ليس قولًا فحسب، بل فعلًا أيضًا.

علّمنا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن الأمة الإسلامية كالجسد الواحد. اليوم، هذا الجسد يُعاني وينزف في غزة. الصمت جراحٌ نصنعها بأنفسنا، والعمل الشجاع هو الدواء.

آملُ بصدقٍ أن يُخلّد التاريخُ هذا الاجتماعَ كمجتمعٍ يتجاوزُ الخطاباتِ والوعود. فليكنْ اليومَ الذي يتحوّلُ فيه العالمُ الإسلاميُّ من شاهدٍ سلبيٍّ إلى إرادةٍ حازمة، ومن الصمتِ إلى قائدٍ قويّ. عسى أن نختارَ العدلَ على الخوف، والوحدةَ على الشك، والإنسانيةَ على السياسة.

دعونا نتذكرَ أيضًا أن مأساةَ غزة لا تقتصرُ على المسلمين، بل هي اختبارٌ للضميرِ العالميّ. لذلك، ندعو جميعَ الأمم، بغضِّ النظرِ عن الدينِ أو الجغرافيا، إلى الوقوفِ إلى جانبِ الإنسانيةِ والعدالةِ والكرامة؛ أي إلى الجانبِ الصحيحِ من التاريخ.

التاريخُ لن يتسامحَ مع التأخير. غزةُ لا تحتملُ الانتظار. الآن هو وقتُ العمل.
شكرًا لكم.
https://www.irantelex.ir/ar/news/4606/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة