الثلاثاء 21 تشرين الأول 2025 - 15:04
رقم : 5570
إیران تلکس - اعتبر نائب رئيس البرلمان، ازدواجية الترويكا والأميركية أحد أهم العوامل في إضعاف الثقة في النظام الدولي، وقال: "إن الإجراء غير القانوني الأخير الذي اتخذته لندن وباريس وبرلين في تفعيل آلية الزناد ليس له أي أساس قانوني أو شرعي وهو دليل على انهيار الدبلوماسية والتبعية العمياء لواشنطن".
الإجراء الأخير للترويكا الأوروبية مؤشر على انهيار الدبلوماسية والتبعية العمياء لواشنطن

 



 قال حميد رضا حاجي بابايي، في كلمته خلال الدورة 151 لجمعية الاتحاد البرلماني الدولي، التي تستضيفها جنيف حاليًا، سويسرا، في إشارة إلى حرب الكيان الصهيوني التي استمرت 12 يومًا ضد إيران: "يواجه العالم اليوم أزمةً متعددة الجوانب؛ حربًا، واحتلالًا، وإبادة جماعية، وإرهابًا، وعقوبات أحادية الجانب، وظلمًا اقتصاديًا، وتدميرًا بيئيًا، تُهدد أسس التضامن الإنساني.

إن الحديث عن "المبادئ الإنسانية" ليس ضرورةً أخلاقيةً فحسب، بل هو أيضًا مسؤوليةٌ جماعيةٌ مُلزمةٌ تجاه الضمير العالمي الذي لا ينبغي أن يكون رهينةً للقوى العظمى".

وأضاف نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "لقد اجتمعنا في هذه الجلسة لمناقشة القيم التي يقوم عليها أساس النظام الدولي؛ قيمٌ كالكرامة الإنسانية، والديمقراطية، والعدالة، والتضامن، والمسؤولية المشتركة تجاه معاناة البشر".

منذ ما يقرب من ثمانين عامًا، خرج العالم من أنقاض الحرب العالمية الثانية، ومن خلال التصديق على ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، اعتمد التزامًا مشتركًا بحماية الكرامة الإنسانية والحد من العنف في الصراعات.

ما يحدث في غزة والضفة الغربية وفلسطين المحتلة نموذجٌ للإبادة الجماعية المنظمة
وأكد أنه عشية الذكرى الثمانين لتلك الوثائق، يتكرر نفس الإهمال التاريخي مرةً أخرى،

وأوضح قائلاً: هذه المرة، وبشكلٍ أكثر وضوحًا وكارثية، ما يحدث في غزة والضفة الغربية وفلسطين المحتلة ليس مجرد انتهاكٍ لحقوق الإنسان؛ بل هو جريمةٌ واضحةٌ ضد الإنسانية ونموذجٌ للإبادة الجماعية المنظمة التي تستمر بدعمٍ من بعض القوى الغربية وصمتٍ من المؤسسات الدولية.

وذكّر حاجي بابايي قائلاً: بصفتي ممثلًا لدولةٍ كانت هي نفسها هدفًا مباشرًا لعدوان الكيان الصهيوني في يونيو/حزيران، لا يمكنني الصمت أمام استمرار هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي. نواجه اليوم اختبارًا تاريخيًا للضمير العالمي. إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من محاسبة مرتكبي هذه المآسي، فإن نار هذه الجرائم ستمتد كالدومينو إلى حدودٍ أخرى.

وتابع: "أحيانًا، يصل الظلم والعدوان في العالم إلى حدٍّ يُنظر فيه إلى سلوك الرئيس الأمريكي الانتهازي والمتغطرس والمتكبر تجاه وقف إطلاق النار الأخير في غزة، وهو أيضًا شريك في جرائم الكيان الصهيوني، على أنه خطوة إيجابية. إن وقف إطلاق النار الأخير في غزة اعترافٌ مرير وهزيمةٌ مُخزية للكيان المحتل، وبشرى سارة لصمود شعب غزة المُضطهد، مقاومةٌ أيقظت ضمير الإنسانية".

إيران تدعم أي مبادرة لوقف الحرب في غزة
أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي: أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم أي إجراء أو مبادرة تؤدي إلى الوقف الكامل للحرب والإبادة الجماعية، وإنهاء الاحتلال في غزة وطرد قوات الاحتلال، واستعادة الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

وأكد أن شعوب المنطقة لن تنخدع بعد الآن بسلوك الكيان الصهيوني المنافق وأساليبه الخادعة وابتسامات الولايات المتحدة الدبلوماسية، وقال: إن التصور الصحيح لشعوب المنطقة أصبح الآن أقرب إلى الواقع من مصالح حكوماتها، لأن النوايا الحقيقية والمظلمة لهذا الكيان هو مشروع "إسرائيل الكبرى" قد انكشفت للجميع.

أكد حاجي بابائي: إن المسرحية الحالية، المُزيّنة بوسم "السلام في الشرق الأوسط"، هي في الواقع غطاء لإخفاء الوجه الحقيقي لاستخدام القوة والاحتلال والحصار؛ هذا التمثيل والمسرحية ليس خطابًا سلميًا ولا حلاً لإنهاء الإبادة الجماعية المستمرة والاحتلال المستمر، بل هو أداة خادعة ومدروسة لتخفيف ضغط الرأي العام العالمي وإضفاء الشرعية على المجزرة وترسيخ الأهداف التوسعية. وأي تعاون مع هذا الخداع هو تواطؤ في الجريمة، وسيحكم عليه التاريخ بقسوة.

وأكمل حديثه قائلاً: نقف اليوم أمام خيار تاريخي: إما أن ندافع بشجاعة عن المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، أو أن نشهد انهيار النظام القانوني العالمي الذي كان يُفترض أن يكون درعًا للإنسانية في وجه الحرب والاحتلال والإبادة الجماعية.

إن الدفاع عن كرامة الإنسان ليس خيارًا؛ لا يمكننا التحدث عن حقوق الإنسان في ركن من أركان العالم والصمت على أنقاضه وعلى جثث الأطفال الأموات في ركن آخر. هذا الصمت هو تواطؤ في الجريمة.

سيتحقق السلام والأمن المستدامان بتحرر المؤسسات الدولية من عبودية مصالح القوى الظالمة
وأكد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن السلام والأمن المستدامين سيتحققان بتخلي العالم عن ازدواجية المعايير وتحرر المؤسسات الدولية من عبودية مصالح القوى الظالمة.

قائلاً: لن يتسامح العالم مع النفاق بعد الآن. العالم بحاجة إلى إعادة بناء الثقة والتعددية الحقيقية وضمان العدالة والمساءلة.

وأضاف حاجي بابائي: "إن مكافحة الجوع، ودعم حقوق الإنسان، ودعم النساء والأطفال والشباب، ومواجهة تطوير الأسلحة الفتاكة، والحصار والنزوح والهجرة، والإرهاب والجريمة المنظمة، وتدمير البنى التحتية الحيوية والبيئة" كلها جرائم يرتكبها الكيان الصهيوني بلا هوادة وبشكل علني، وتدعمها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

ولكن كيف يمكن لنظام متهم بالإبادة الجماعية في محكمة دولية، والذي ترتكب جرائمه أمام أعينكم كل يوم، أن يظل عضوا في الاتحاد البرلماني الدولي؟

الصمت اليوم على جرائم إسرائيل فشلٌ غدًا
وخاطب رئاسة الجمعية قائلاً: لو ارتكب عضوٌ آخر مثل هذه الفظائع، فهل كانت عضويته ستبقى على حالها؟ هذا الصمت يُثير الالتباس في المصداقية السياسية والأخلاقية والإنسانية، ويُمثل انتهاكًا واضحًا للقيم الأساسية للاتحاد البرلماني الدولي.

هل حان الوقت لتحل الشجاعة محل المصلحة الشخصية؟ على أي حال، العالم يراقب، والتاريخ سيحكم على أدائنا. لا شك أن صمت اليوم فشلٌ غدًا.

واستطرد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي قائلاً إن السلوك المزدوج لبعض الدول، وخاصةً في أوروبا والولايات المتحدة، من أهم عوامل إضعاف المعايير الإنسانية، وإضعاف الدول، ونشر انعدام الثقة في النظام الدولي،

وذكّر قائلًا: إن الإجراء غير القانوني الأخير الذي اتخذته لندن وباريس وبرلين بتفعيل آلية الزناد واستمرار العقوبات ضد الأمة الإيرانية العظيمة، لا أساس له من الصحة القانونية ولا الأخلاقية؛ بل هو دليل على الفوضى العارمة والانهيار الدبلوماسي والطاعة العمياء لواشنطن، التي تتصدر منتهكي القانون في العالم.

وتابع رئيس الوفد البرلماني الإيراني في جنيف: عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي من جانب واحد، كانت هذه الدول الثلاث مجرد مراقبين، واليوم، ظهر نفس "المراقبين الصامتين" كـ"قضاة ومنفذين"! وفي استعراض للنفاق والأحادية والانتهاك الصارخ للالتزامات الدولية، وتحت ستار التعددية والادعاء الكاذب بالقانون، تحدوا حقوق الإنسان والدبلوماسية.

وأكد: في السابق، كانت هذه الدول الأوروبية الثلاث شركاء ضعفاء للولايات المتحدة، لم تكن لديها القدرة على الصمود أمام الضغوط الأمريكية ولا الإرادة والقدرة على الحفاظ على الاتفاق. لكن اليوم، للأسف، وصلت إلى مرحلة "الطاعة المطلقة"؛ وهذا الخضوع لا يتوافق مع كرامة أوروبا التاريخية ولا مع مطالبها بالاستقلال والعقلانية السياسية.

تسييسات أوروبا ضد الشعب الإيراني المستقل لن تُجدي نفعًا
وأضاف حاجي بابائي: إذا أرادت أوروبا أن تبقى طرفًا فاعلًا، فعليها أن تعلم أن هذه التلاعبات السياسية ضد الشعب الإيراني المستقل لن تُجدي نفعًا.

التاريخ لا ينسى التلاعب بالقانون والإنسانية. ستتذكر الأمم الخداع السياسي، والمستقبل لمن يقفون على درب الحق بكرامة لا طاعة. لقد أطلقت الولايات المتحدة العقوبات والتهديدات ضد الشعب الإيراني لمدة 46 عامًا، لكن رصاصها لم يعد يُجدي نفعًا.

وأكد أن كل عقوبات وتهديدات واغتيالات ضد إيران أصبحت درسًا في الاستقلال الوطني والكرامة، وقال: في العدوان الأخير الذي شنته الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقف 90 مليون إيراني صفًا واحدًا، واليوم نحن في قمة التضامن والوحدة.

إيران بلد عظيم، والشعب الإيراني، شعب عريق وصابر ومتحضر، لم يبادر بالحرب ولم يستسلم للضغوط والتهديدات، ولن يفعل ذلك أبدًا. ويشكل هذا المبدأ المحور الدائم لسياساتنا الخارجية ومواقفنا البرلمانية.

إيران تؤمن بالسلام والحوار والتفاعل الدبلوماسي القائم على الاحترام المتبادل
أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي إيمان إيران بالسلام والحوار والتفاعل الدبلوماسي القائم على الاحترام المتبادل، قائلاً: "لكننا لا نستطيع الحديث عن حوار حقيقي مع من يهاجمون بلادنا أثناء التفاوض، ويفرضون في الوقت نفسه التهديدات والعقوبات، ويستبدلون الدبلوماسية بالأكاذيب والضغط بالمنطق. الشعب الإيراني لا يقبل هذا النفاق".

وأضاف أن التضامن والعقلانية والضمير الحي هي ما تحتاجه البشرية اليوم، مذكّراً: "في عالم لا تعرف فيه الأزمات حدوداً، لم يعد التمسك بالمبادئ الإنسانية خياراً أخلاقياً، بل واجب جماعي لإنقاذ البشرية. يجب علينا إعادة بناء المؤسسات الدولية لتكون ملاجئ حقيقية للدول، بدلاً من أدوات ضغط القوى العظمى؛ مؤسسات تسمع صوت المظلومين، لا صدى مصالح الأقوياء".

أشار حاجي بابائي إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على العدل والاحترام المتبادل والتضامن الإنساني، وأن إيران، في جميع الظروف، تدعم وستدعم العمل الإنساني والتعددية الحقيقية والحوار البنّاء بين الأمم. إيماننا راسخ: لا يمكن بناء عالم ينعم بالسلام المستدام وتكون فيه الأرض مأوى آمنًا لجميع البشر إلا بالضمير الإنساني والأخلاق والتعاون الصادق.

وبحسب التقارير، فإن الوفد البرلماني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، برئاسة حميد رضا حاجي بابائي، نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، وبرفقته عدد من النواب، موجودون في جنيف للمشاركة في الدورة 151 للجمعية العالمية للاتحاد البرلماني الدولي حول موضوع "الحفاظ على المعايير الإنسانية ودعم الأعمال الإنسانية في أوقات الأزمات". "الأزمة والديمقراطية الشاملة من أجل عالم مستدام."
https://www.irantelex.ir/ar/news/5570/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة