الخميس 25 أيلول 2025 - 20:24
رقم : 5161
إیران تلکس - أكد المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية العميد علي محمد نائيني، أنّ إيران كشفت للعدو جزءًا يسيرًا فقط من قدراتها خلال حرب الـ 12 يومًا، ولفت الى استهداف 26 موقعاً استراتيجياً للكيان في حرب الإثني عشر يوماً، وأنّه تم تدميرها بالكامل، مشددًا على أنّ أي عدوان جديد سيُواجَه برد أوسع وأكثر تدميرًا، وأن لدى طهران طاقات عسكرية لم تُستخدم بعد.
ما كشفناه من قدرات عسكرية خلال حرب الـ 12 يوما جزء يسير مما نملكه

 

في الذكرى السنوية لأسبوع "الدفاع المقدس"، وبعد أشهر قليلة على الحرب الثانية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل كيان الاحتلال الصهيوني، إستضافت قناة العالم الإخبارية المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية العميد علي محمد نائيني، في حوار تحدث فيه باستفاضة عن دلالات التجربتين، وعن قوة إيران العسكرية، وعن أبعاد الحرب الأخيرة التي استمرت اثني عشر يومًا.

وفيما يلي اهم ما جاء في الحوار:

العالم: رئيس البرلمان الإيراني صرّح أن أي هجوم إسرائيلي جديد على إيران سيواجه ردًا مختلفًا بسبب تغيير الوضع العسكري لدى طهران.

ماذا نفهم من عبارة «تغيير الوضع العسكري»؟هناك كثير من الأفكار لدى الثورة الإسلامية تصدت لها هذه القوى؛ وحاولوا التأثير على الحوكمة في الدول المختلفة من خلال التسلل والتنفيذ بطريقة تؤدي إلى التبدد وتفكك الدول، وفرضوا مقاطعاتٍ اقتصادية وسياسية، واستغلوا كل مؤامرة ضد إيران بهدف تدمير هذا النظام. استخدموا كل الطرق والمؤامرات ولكن جميع مؤامراتهم فشلت.

لذا لجأوا إلى فرض الحرب الأولى من خلال نظام "صدام"، الذي توافرت لديه دوافعٌ وأهدافٌ واستعدادٌ لتحمل هذه المسؤولية وشن حرب على إيران الإسلامية. حتى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق كان لهما أهداف ومصالح مشتركة للتصدي للثورة الإسلامية.

العالم: هذه الجهات نفسها، وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة الأساسية للكيان الصهيوني، بعد حوالي 45 عامًا عاودت وكررت تجربة الاعتداء على إيران. ما الذي تغيّر بين التجربتين: تجربة "الدفاع المقدس" قبل 45 عامًا وتجربة الحرب التي امتدت 12 يومًا فقط؟

العميد نائيني: الأمريكيون لم ينسوا إيران ولن يتركوها لحالها، وهم دائمًا يُحيكون هذه الخطط والمؤامرات. ورغم انتهاء الحرب الأولى، قاموا باغتيال العلماء الإيرانيين وشنّوا حربًا ثقافية وسياسية وفرضوا مقاطعات اقتصادية.

العقيدة لدى الأمريكيين كانت أن إيران بما لديها من قوة دفاعية رادعة، قد تكون الخطوة العسكرية عليها غير ناجحة؛ ولذلك فشلت محاولاتهم سابقًا.لذا عملت القوات المسلحة الإيرانية بعد تلك الحرب التي استمرت ثمانٍ سنوات على تقوية طاقتها وقدراتها، إذا كانت لدينا في حرب 8 سنوات منصة واحدة للصواريخ، فنحن الآن أصبحنا قوة صاروخية على مستوى المنطقة، وكذلك في مجال الطائرات المسيّرة، بما في ذلك المسيرات الهجومية.

كما أن حرس الثورة الإسلامية الذي في بداية الحرب الأولى لم تكن لديه أي قدرة عسكرية كبيرة الا انه حاليًا لديه خمس قوات مهنية وحرفية عسكرية ارتقى مستواها.

هذه المجموعات من القوات المسلحة المقتدِرة، إضافةً إلى التعبئة العامة، هي التي ردعت العدو عن شن هجوم آخر.

كما تعلمون، للقوات المسلحة مهمتان: الأولى إنتاج القوة لمنع اندلاع الحرب، والثانية إنتاج القدرة بحيث إذا ما اندلعت الحرب يهزم العدو. العدو لم يصدق أن قدرتنا رادعة إلى هذا الحد، لكن بعد التطورات التي شهدتها المنطقة وفي ميادين المقاومة في لبنان وفلسطين وغزة، تغيّرت حسابات العدو الذي كان يظن أن إيران هي نفسها إيران قبل 45 سنة، فاتخذ قرارًا وشن هذا الهجوم من جديد.

العالم: سيادة العميد، إلى أي مدى تضررت البنية العسكرية الإيرانية خلال الحرب التي امتدت 12 يومًا؟ وإلى أي مدى تم ترميم ما تضرر حتى لحظة حديثنا معكم الآن؟

العميد نائيني: أولًا أقول: علينا أن نعرف أن العدو كان واضحًا في تصريحاته، كان هدفهم تقسيم إيران وإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.

حتى في اليوم الخامس من هذه الحرب الأخيرة كانوا يعتقدون أنهم سيصلون إلى أهدافهم.

كانت مخططات عملياتهم قائمة على شن هجوم واسع خاطف وقصير يمكنهم من القضاء على كل القدرات الإيرانية وضرب المراكز النووية ومراكز الصواريخ وحتى قادة وقيادات الدولة.وفق تقديراتهم، كانوا يتوقعون أن المجتمع الإيراني غير راضٍ عن النظام وأن الشعب سينزل إلى الشارع ويساعد الأعداء، ما يؤدي إلى إنهاء نظام الجمهورية الإسلامية في إيران. هذا الهجوم الغادر أراد إثارة نوع من الزعزعة وفقدان الاستقلال في البلاد.

كل الحروب لها أهداف؛ والهدف من هذه الحرب كان إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية. وبالرغم من أن الحرب الأولى التي استمرت ثماني سنوات كانت تهدف أيضًا إلى إسقاط النظام الإسلامي عبر تحالف صهيوني-أمريكي، فقد أثبتت عشرات الشخصيات في المراكز الفكرية والبحوث العالمية أن الكيان الصهيوني فشل فشلًا ذريعًا في تلك الحرب.إيران كانت وحدها قاومت كل قوى الناتو، والقوة الجوية للكيان الصهيوني، والقوة الجوية الأمريكية والبحرية في المنطقة، وكل القواعد الأمريكية والقوات المنتشرة في المنطقة، وكل تلك المحاولات كانت سدودًا دفاعية عديدة لكنها لم تتمكن من صد الهجمات الصاروخية الإيرانية. وقد أعلنّا أننا دمّرنا حتى الآن 26 مركزًا استراتيجيًا للكيان الصهيوني تدميرًا شاملاً.

العالم: هل ثمة خبايا تتعلق بهذه الحرب؟خاصة فيما يخص لحظة إعلان إيقافها؛ ففي عشية اليوم الثاني عشر قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الحرب قد تتوقف، وفعلاً توقفت الحرب — مع وجود بعض الخروقات. ما الحدث الذي أسّس لإيقاف الحرب أو الذي أجبر العدو على الاستجداء بإيقافها؟

العميد نائيني: بالتأكيد لم يكن سوى استسلام الأعداء. عندما بدأ العدو يتوجع تحت تلك الضربات الصاروخية الشاملة الإيرانية، من اليوم الثامن للحرب تغيرت معادلة الحرب تمامًا. لو استمررنا أسبوعين بهذه الهجمات الصاروخية لما بقي أثر للكيان الصهيوني.الهدف من الحرب كان إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية وتقسيم إيران، والعدو فشل في ذلك.

تنامت مشاعر الانتصار في إيران وفي العالم، واعترف البعض بأن الكيان الصهيوني هُزم وأن العدو فشل في تحقيق أهدافه. نحن منطقيًا كنا سنقبل وقفًا للحرب إذا كان ذلك يحد من أي حرب مستقبلية، ولكن التغيير في مسار الحرب كان نتيجة الضربات والقدرات التي أحدثت الفارق على أرض الواقع.

العالم: العدو كان يزعم خلال 12 يومًا من الحرب أنه سيطر تمامًا على أجواء إيران وأوقف الدفاعات الجوية الإيرانية. كيف تردون؟ وكيف تبدو أوضاع الدفاعات الجوية في إيران الآن؟

العميد نائيني: هذه مزاعم من العدو، ومن الطبيعي أن العدو يصطنع بعض أقوال حول قوته الجوية، لكنه لم يتمكن من الدفاع عن نفسه؛ حتى الأمريكيون لم يتمكنوا من حماية أنفسهم، والقيادة المركزية الأمريكية لم تستطع الدفاع عن قاعدة العديد حين قمنا بقصفها بأربعة عشر صاروخًا و6 منها أصابت إصابات مباشرة، وقد اعترفوا بخسائر مالية قدرتها بملايين الدولارات.

نفذنا في عملية "الوعد الصادق 3" 22 موجة صاروخية، وهم اعترفوا بأن 85 صاروخًا أصابت أهدافها مؤكدًا، وتُظهر الأيام التالية أن نسبة الإصابات والنجاح في العمليات الصاروخية كانت تزداد يومًا بعد يوم.


من الطبيعي أن العدو يحاول اختلاق روايات في إطار الحرب الهجينة وحرب الروايات والمزاعم.الحرب العسكرية انتهت بعد 12 يومًا، لكن الحرب الأساسية لم تنته؛ العدو حاول تغيير موقع المنتصر والمهزوم في السرد الإعلامي، وهذا جزء من محاولاتهم.

العالم: سيادة العميد، في حال قرّر العدو تكرار "حماقة" حربٍ امتدت 12 يومًا، أي في حال باغت إيران باعتداءٍ جديد وضربةٍ جديدة، ما مدى جهوزية القوات المسلحة؟ كيف يمكن أن نتخيّل أو نتوقّع المواجهة المقبلة إن وقعت؟

العميد نائيني: أنا لا أقبل أن تُفاجأ إيران من قبل العدو. الكيان الصهيوني أخطأ عندما أغفل هجماتنا الصاروخية وندم على ذلك. إذا تكرر هذا الخطأ فسيتولى الشعب الإيراني إنهاء القضية؛ فالوحدة الوطنية ستكون هي الرد، ولا يمكن للعدو التصدّي لها.

بلا شك، نحن قد فاجأنا العدو بردودنا، ونحن دائمًا على حذرٍ تام في رصد القدرات الإقليمية. نعمل في مختلف المجالات لتغيير حسابات العدو، والعدو يعلم أن ظروف الحرب الشاملة وتكرار سيناريو 12 يومًا لن تتكرر.

وإذا ما قرّر العدو تكرار مثل هذه الحرب، فسيكون ردُّنا أوسعَ وأكثرَ تدميراً وصرامةً. لدى إيران طاقات وإمكانيات لم نكشف عنها للعالم بعد؛ فقد أدخلنا في الحرب وحدةً عسكرية واحدة فقط من بين قواتٍ عدة، والعديد من تشكيلات حرس الثورة ومنظومات الدفاع لم تُشرك في القتال. كما أن جبهة المقاومة وقواتنا البحرية لم تدخل الحرب. فإذا استمر العدوان، سنردُّ بكل الأبعاد ونقصم ظهر العدو.

العالم: في حال حدثت حرب أخرى، لا سمح الله، هل تتوقّعون أن ثمة جهات ستتحالف مع إيران؟ بمعنى: هل ثمة دول صديقة في المنطقة ستشارك مباشرة في الدفاع أو تمدّ إيران بتقنيات وسلاح وما إلى ذلك؟

العميد نائيني: توجد علامات ودوافع للتضامن في مناطق عديدة، وحتى من بعض الدول. الرواية التي حاولت أن تصوّر إيران ضعيفة وأنها لا تملك قدرةَ ردعٍ حقيقية فقدت مصداقيتها في هذه الحرب؛ إذ لم نطلب المساعدة من كثيرٍ من الإخوة والتيارات المقاومة التي كانت تودّ الدخول في القتال، لأننا لم نرغب في توسيع رقعة الحرب. بحسب حجم التهديد وحجم عمليات العدو قمنا بعمليات رادعة دفاعية، وقد وصلت هذه الرسالة إلى العدو بأن إيران ما زالت قوية.

إيران وقفت وحدها أمام قوى كثيرة، حتى أمام منظومة الناتو والقوات الأمريكية المركزية، وتمكنت من إفشال أهدافها.

العالم: في حال افترضنا حدوث اعتداء جديد، ماذا عن مستوى الرد الإيراني من الناحية الجغرافية؟ أين سيكون الرد؟

العميد نائيني: الرد سيأتي جغرافيًا من حيث تأتي مصادر العدوان وبالوسائل والمنصات التي اعتمدها العدو. كما كنا في الحرب الأخيرة، نحن لا نبدأ الحرب ولا نرغب بتوسيعها إلا بما يتناسب مع الهجمات التي يشنها العدو. الحرب الأخيرة كان ردّنا فيها عينًا بعين؛ عندما ضربوا مراكز استخباراتنا ضربنا مراكزَهم الاستخباراتية، وعندما استهدفوا منصاتنا العسكرية استهدفنا مراكزهم العسكرية، وعندما هاجموا منشآت نفطية أو نووية ردّنا على مرافقهم الحيوية. المبدأ هو الرد المتناسب والموجَّه إلى مصدر ووسائل العدوان.

العميد نائيني: القول صحيح. في الحروب لدينا إبداع وقدرة على التخطيط والتنفيذ. في الحرب الأخيرة أخذنا زمام المبادرة، والعدو لم يكن يتصوّر أن يكون ردُّنا صادمًا وصريحًا بهذا الشكل. في الحرب المقبلة سيكون ردُّنا ومواقعُه الجغرافية وأنواعُ عملياتنا والوحداتُ التي ستشارك فيها مختلفة تمامًا عن السابق. سنردُّ على العدو في مواقعه ونرغمه على الاندحار. ظهر لدينا تفوق في التخطيط والإبداع والقدرة على المفاجأة العسكرية.

العالم: هل تلقّيتم رسائل بصورة مباشرة أو غير مباشرة من دول المنطقة؟ كيف تغيّرت نظرة دول المنطقة إلى إيران كـ«سَدّ دفاعيّ» أمام الكيان الصهيوني؟

العميد نائيني: أنتم تعلمون أن 120 بلدًا في العالم شجبوا الهجمات العدوانية التي شنّها الكيان الصهيوني، كما دانت العديد من الجمعيات الإقليمية والدولية هذه الاعتداءات.

ولم يقف إلى جانب الكيان بشكل علني سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.أما على مستوى الرأي العام العالمي، فإن ما نسبته 60% من شعوب العالم اعتبروا أن إيران حققت الانتصار، وفي المنطقة أكثر من 70%، بينما تعترف 80% من الدول الإسلامية بهذا الانتصار، وحتى بين المستوطنين في الأراضي المحتلة أقرّ نحو 13% بأن النصر كان لإيران.

هذا يعني أن الانتصار لم يكن حكرًا على إيران فحسب، بل شكّل إنجازًا للمنطقة بأسرها وللعالم أيضًا. وقد صدرت عشرات الاعترافات من شخصيات صهيونية وأمريكية، ومن مراكز الفكر والدراسات الاستراتيجية، وكذلك من النخب في العالمين الإسلامي والغربي، إضافةً إلى وسائل الإعلام العالمية، التي أكدت جميعها فشل الكيان الصهيوني الذريع في تحقيق أهدافه.

العالم: في ظل التطورات الأخيرة — بدءًا من الاعتداءات الإسرائيلية على دولٍ أو مناطق، ثم الحديث عن مفهوم «إسرائيل الكبرى» التي تتعدى حدودها — هل تتوقعون أن تنشأ تحالفات عسكرية إسلامية بين دول المنطقة؟ وهل ترحب إيران بالانضمام إلى مثل تلك التحالفات؟

العميد نائيني: معظم دول المنطقة إما لا تملك القدرة العسكرية الكافية لمواجهة الكيان الصهيوني، أو تمتنع عن أي ردّ علني، وللأسف يسود لدى بعض الدول نوعٌ من الخوف.

لكن الهجمات العدوانية تُظهِر أنها قد تشمل الجميع ولن تقتصر على دولة دون أخرى.الكيان الصهيوني يشكل خطرًا على المنطقة كلها، وهو يستغل ضعف بعض الدول ليصنع من نفسه قدرةً زائفة عبر عملياته الجنونية وإدارته للحرب الإعلامية، محاولًا إظهار قوة وهمية. في الواقع، أمام شعوب غزة والمقاومة الفلسطينية ومقاومة اليمن والمجاهدين في لبنان، بدا العدو عاجزًا. لم يتمكن من إنهاء القضية الفلسطينية رغم سنواتٍ من الهجمات الدقيقة والمبرمجة.

بالتالي فإن تآكل قدرة الكيان وتنامي قوة المقاومة قد يدفع نحو مزيد من التقارب بين قوى إقليمية لصياغة مواقف مشتركة، لكن لكل دولة حساباتها وخياراتها. إيران من جانبها ترى أن مقاومة الكيان واجبٌ على الأمة، وستبقى داعمةً للمقاومة وإمكانياتها على هذا الأساس.
https://www.irantelex.ir/ar/interview/5161/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة