الجمعة 31 تشرين الأول 2025 - 17:23
رقم : 5728
إیران تلکس - مع تصاعد الضغوط الأمريكية الأحادية، أصبحت العلاقات التعاونية بين إيران وروسيا أحد المحاور الرئيسية للسياسات الخارجية للبلدين في السنوات الأخيرة.
إيران وروسيا تتجهان نحو حرب عالمية أحادية القطب

استنادًا إلى المصالح والتحديات العالمية المشتركة، مثل عقوبات الدول الغربية، ارتقت طهران وموسكو بتعاونهما في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية إلى مستوى غير مسبوق.

سياسيًا: مقاومة ومواجهة الأحادية الأمريكية
بصفتهما حليفين استراتيجيين، اعتمدت إيران وروسيا مواقف متقاربة ومشتركة في معظم القضايا الدولية.

في عام 2025، شكّل توقيع الرئيسين فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي في موسكو نقطة تحول في العلاقات الثنائية.

هذه المعاهدة، التي وُقّعت قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تُؤكد على تعزيز التعاون بين إيران وروسيا في مختلف المجالات.

كما ركزت المحادثات الأخيرة بين الرئيسين في مايو من هذا العام على تكثيف التعاون السياسي وتنسيق السياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بقضية المحادثات النووية الإيرانية التي توسطت فيها عُمان، والتي دعمتها روسيا.

العسكرية: التعاون آخذ في الازدياد
نما التعاون العسكري بين إيران وروسيا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. بعد رفع عقوبات الأسلحة عن إيران في عام 2020، بدأت موسكو في بيع الأسلحة لطهران. أصبحت التدريبات العسكرية المشتركة، بما في ذلك في البحار الشمالية والجنوبية لإيران، واحدة من أكثر مجالات التعاون ديناميكية.

كما يتعاون البلدان في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مما قد يؤدي إلى تطوير المنشآت النووية في إيران.

لم يساعد التعاون الدفاعي والعسكري بين إيران وروسيا في تعزيز القدرات الدفاعية للبلدين فحسب، بل كان أيضًا بمثابة رافعة ضد الضغوط الغربية.

الاقتصادية: استمرار التجارة رغم العقوبات الغربية
على الرغم من تأثر العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا بالعقوبات الغربية، إلا أنها نمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

ووفقًا للإحصاءات، في عام 2023، ارتفع حجم التجارة بين إيران وروسيا إلى 2.76 مليار دولار. أيضًا، وفقًا لإحصاءات التصدير والاستيراد، صدّرت إيران أكثر من 1,956,000 طن من البضائع بقيمة 802,578,316 دولارًا أمريكيًا إلى روسيا في الأشهر التسعة الأولى من عام 1403، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 14٪ مقارنة بالفترة نفسها.

خلال هذه الفترة، تم استيراد أكثر من 1,491,000 طن من البضائع بقيمة 1,955,407,000 دولارًا أمريكيًا من روسيا إلى إيران، منها 78.4٪ بالوزن و43.2٪ بالقيمة كانت منتجات غذائية ومدخلات زراعية وحيوانية. في السنوات الأخيرة، وقعت إيران وروسيا اتفاقيات لاستخدام العملات الوطنية (الريال والروبل) في التجارة الثنائية.

لا يقلل هذا الإجراء من الاعتماد على الدولار فحسب، بل يوفر أيضًا حافزًا للدول الأخرى الخاضعة للعقوبات للانضمام إلى هذا النموذج. بالإضافة إلى ذلك، فإن إنشاء رسل مالية بديلة لـ SWIFT، مثل نظام الرسائل المالية الروسي (SPFS)، يسمح للدول الخاضعة للعقوبات بإجراء معاملاتها المالية دون تدخل المؤسسات الغربية. بالإضافة إلى ذلك، خلقت المشاريع المشتركة في مجالات النقل والطاقة والعبور، وخاصة في آسيا الوسطى، فرصًا جديدة لتعميق التعاون بين إيران وروسيا.

الثقافية: جسر للتفاهم المتبادل/ تتوسع العلاقات الثقافية بين إيران وروسيا أيضًا
تتمتع الدراسات الايرانية في روسيا بتاريخ لا يقل عن 200 عام، وقد لعبت شخصيات مثل البروفيسور محمد نوري عثمانوف دورًا مهمًا في هذا المجال من خلال ترجمة أعمال مثل الشاهنامه والقرآن الكريم إلى اللغة الروسية.

لقد وفر وجود مراكز الأبحاث وتعليم اللغتين الفارسية والروسية في كلا البلدين والكنوز الثقافية الإيرانية في المتاحف الروسية منصة مناسبة للتعاون الثقافي. وقد عُقد هذا العام المؤتمر العلمي حول قراءات نوري عثمانوف في داغستان بحضور كبير من الباحثين الإيرانيين والروس، مما يدل على الاهتمام المتبادل للبلدين بفهم ثقافة كل منهما.

الخلاصة وعلى الرغم من التحديات مثل العقوبات والاختلافات الجيوسياسية، فإن العلاقات بين إيران وروسيا تسير على طريق التطور والتقدم. إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة والنظرة الاستراتيجية للبلدين نحو الشرق، دليلان على عزمهما الجاد على مواجهة أحادية الغرب.

هذا التعاون لا يخدم مصالح طهران وموسكو فحسب، بل يُمكنه أيضًا أن يُرسي نظامًا جديدًا في المنطقة والعالم.

يعتقد السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي، أن: "المصالح المشتركة والتاريخ المضطرب يقوداننا إلى مستقبل أكثر إشراقًا".

https://www.irantelex.ir/ar/news/5728/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة