إیران تلکس -قال خطيب جمعة طهران "حجة الإسلام محمد جواد حاج علي أكبري" بأن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، هما الكيانان الأكثر كراهية عند الشعوب والدول على مستوى العالم؛ واصفا النهج الأمريكي بالنرجسية والحماقة.
وخلال خطبة الجمعة اليوم في طهران، اكد حجة الإسلام "حاج علي أكبري" بان أمريكا لا تقتصر في انتهاج سياسات الغطرسة والهيمنة على ايران فحسب، وانما تتبع هذا النهج مع جميع دول العالم، وهو ما يدل على النرجسية والحماقة الملحوظة في تصريحات رئيسها "ترامب" الذي يزعم بانه "سيد العالم".
وأفاد خطيب جمعة طهران، أن "أمريكا وكلبها المسعور الكيان الصهيوني، تحولا اليوم الى الكيانين الأكثر بغضا وكراهية لدى الدول والشعوب في انحاء العالم".
وإلتفت حجة الإسلام "حاجي علي أكبري" إلى، الذكرى السنوية للاستيلاء على وكر التجسس (السفارة الأميركية) في طهران عام 1979م، التي اطلق عليها "يوم مقارعة الاستكبار العالمي".
مؤكدا، أن هذا اليوم يمثل قراءة لتاريخ طويل من العداء الأمريكي للشعب الإيراني الذي يمتد منذ انقلاب آب/أغسطس 1953، مرورا بجريمة نفي الإمام الخميني (رض)، والمجزرة بحق طلاب الحوزة العلمية في قم، وبالتالي استيلاء هذا الشعب على وكر التجسس الأمريكي بعد انتصار الثورة الاسلامية؛ ما يعكس عداء متجذرا عمره 72 عاما.
وأضاف، أن العام الجاري شهد فصلا جديدا من هذا العداء، إذ تعرضت الجمهورية الاسلامية أثناء التفاوض مع واشنطن، لهجوم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وذراعها العدوانية الكيان الصهيوني؛ مشيرا إلى أن الاستكبار العالمي يعارض جوهر "إيران القوية"، و"إيران المستقلة"، و"إيران المزدهرة.
وبیَّن خطيب جمعة طهران، أن الوجه الحقيقي لأمريكا هو ما يمثله "ترامب" اليوم، اي النظام الخاضع لعبادة المال، والمستعد لبيع الشرف والإنسانية والتضحية بأطفال العالم من أجل المال؛ مؤكدا أنه لا خيار أمام الشعوب سوى الاستسلام أو المقاومة، وأن ذنب الشعب الإيراني الوحيد هو تمسكه بمنهج الإمام الحسين (ع) ورفضه الخضوع للظلم والطغيان.
وتابع، أن البعض يظن بأن هناك طريقا ثالثا بين الاستسلام والمقاومة، وهو طريق المساومة؛ مؤكدا بأن هؤلاء وقعوا في فخ التعاطف مع الظالم، وشدد على أن اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي (13 آبان / 4 نوفمبر) والمقاومة خلال العدوان الصهيوني الذي استغرق اثني عشر يوما ضد البلاد، يقدمان درسا واضحا في المقاومة الناعمة والصلبة.
وشدد حاج علي اكبري ضرورة الحفاظ على الوحدة والانسجام والتلاحم الوطني خلال حرب الـ12 يوما الأخيرة، وتعزيز القدرات العسكرية، ولا سيما القوة الصاروخية الايرانية، واكد انها عناصر الردع التي جعلت الكيان الصهيوني وأمريكا يدعوان الجمهورية الاسلامية الى القبول بوقف اطلاق النار.
ونوه خطيب جمعة طهران، الى أن "مواجهة الاستكبار العالمي يجب ان تبدأ من المدارس"؛ مبينا أن "الأعداء يسعون إلى تضليل الشباب، في إطار مخطط تقوده واشنطن وتل أبيب بقيادة ترامب المقامر ونتنياهو المجرم، بهدف إفساد عقول الشباب والطلاب الايرانيين.
ولكن بعون الباري تعالى وبمواصلة السير على نهج شهدائنا الاجلاء سيُبرهن الشباب الإيراني بان المبادئ الانسانية السامية مثل العفة والمروءة هي التي ستنتصر في نهاية المطاف على الانحراف والفساد.
كما القى حجة الاسلام حاج علي أكبرى خطبة باللغة العربية من على منبر الجمعة بطهران اليوم، منوها فيها بتضحيات شهداء جبهة المقاومة الفلسطينية ودورهم في إعادة ضبط معادلات القوى على صعيد منطقة غرب آسيا؛ مستذكرا في السياق اسماء بعض الشهداء البارزين مثل يحيى السنوار وإسماعيل هنيةواخرين، مؤكداً بأن "تضحياتهم قلبت ميزان قوة أعداء المنطقة".
وأضاف، أنه استند في هذه الكلمات إلى كلام قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي (حفظه الله)، مؤكدًا بأن "العدو لا يفهم سوى لغة القوة وأن المقاومة ستستمر بثبات".
كما اشار إلى التطورات الاخيرة في قطاع غزة، قائلا : ان العدو الصهيوني ينتهك الهدنة ويواصل جرائمه التي تعكس طبيعته الشريرة؛ مهنئا في الوقت نفسه المقاومة بغزة والحركات الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي، كما كرم شهداء هذا القطاع الجريح، وعبر عن تحياته للقادة داعمي المقاومة، من بينهم الشهيد السيد حسن نصر الله، والشيخ نعيم قاسم.
وأكد خطيب جمعة طهران، على ضرورة تعزيز التكامل بين قوات محور المقاومة كافة، من حزب الله إلى أنصار الله والشعب الفلسطيني، في ميادين القتال والسياسة والدبلوماسية، وقال : إن النشاط الحقيقي يجب أن يمتد «من البحر إلى النهر».
وختم حاج علي اكبري خطبته بالدعوة للحفاظ على الوحدة ومواصلة الدعم للقضية الفلسطينية، متمنيًا إقامة صلاة الجماعة في المسجد الأقصى المبارك، سائلاً الله عز وجل بأن ينزل السلام والبركات على الاحياء ويتغمد الشهداء برحمته الواسعة.