إیران تلکس - تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، الأخيرة خلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم تكن صادمة فحسب، بل كشفت عن عمق نظرته للقضايا الجيوسياسية ومكانة إيران فيها. فقد شبّه ترامب في هذا التجمع فكرة قصف إيران بالهجمات النووية الأمريكية على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية. هذه المقارنة، التي تذكّر برعب ودمار هيروشيما وناغازاكي، يمكن تحليلها من عدة زوايا وتكشف الأبعاد الخفية لعقلية صانعي القرار الأمريكيين.
الثلاثاء 8 تموز 2025 - 14:45
رقم : 4144
إن تشبيه الهجمات المحتملة على إيران بالقصف النووي لليابان، يكشف قبل كل شيء عن الطبيعة الإجرامية للفكر الخطير الذي يحمله ترامب. تشير هذه التصريحات إلى أنه لا يزال يحلم بإعادة إنتاج ذلك الرعب التاريخي؛ رعب يهدف إلى إخضاع أمة مستقلة وذات كرامة.
في عقلية ترامب، القوة العسكرية المتهورة وخلق الخوف والترهيب، هي وسيلة لإخضاع الشعوب التي تقاوم مطالبه. هذا المنظور لا يتعارض مع المعايير الأخلاقية والدولية فحسب، بل يظهر أيضًا مدى ابتعاده عن فهم حقائق العالم اليوم وقوة إرادة الشعوب.
إيران اليوم: قوة نابعة من المقاومة
لكن هل إيران اليوم هي نفسها اليابان قبل 70 عامًا؟ من الواضح أن الإجابة هي لا. إيران أمة وصلت إلى هذه المرحلة بمفردها من خلال أقسى العقوبات، والاغتيالات، والتهديدات. لقد حققت هذه الدولة، بالاعتماد على الإيمان والصواريخ الدقيقة وإرادة تتجاوز القوى العالمية، مكانة أصبحت تشغل فيها الجزء الأكبر من وقت وحديث عالم الاستكبار وتدفعهم إلى اليأس.
لقد قامت إيران اليوم، بالاعتماد على قدراتها المحلية وقوة المقاومة، ليس فقط بترسيخ وجودها، بل تحولت إلى لاعب إقليمي مهم لا يمكن إيقافه عن مساره بتهديدات فارغة وجوفاء.
أمريكا: ظل من الماضي
علاوة على ذلك، لم تعد أمريكا اليوم هي تلك القوة العظمى التي لا تُنافس في الماضي. فمع التحديات الداخلية والخارجية العديدة، تم تحدي النفوذ الدولي الأمريكي في أجزاء كثيرة من العالم. الحروب المكلفة، الأزمات الاقتصادية، وظهور قوى جديدة، هي من بين العوامل التي قللت من "هيبة" أمريكا السابقة.
لذلك، فإن تهديدات ترامب، هي رسالة إلى الصهيونيين المضطربين وحلفاء أمريكا الإقليميين القلقين، أكثر من كونها رسالة إلى إيران.
رسالة للصهيونيين المضطربين
إن ادعاء ترامب هذا، هو في الواقع رسالة مريرة للكيان الصهيوني الذي يرى في هذه الأيام، تحت ظل الحرب النفسية وصواريخ محور المقاومة من غزة إلى اليمن، ثقته بالمظلة الحمائية الأمريكية تتهاوى.
إن الخراب الذي يشهده تل أبيب وحيفا اليوم وصمت أمريكا إزاء هذه الهجمات، دليل واضح على هذا الادعاء. هذه التصريحات، بدلًا من أن تكون مصدر اطمئنان لحلفاء واشنطن، يمكن أن تُعتبر علامة أخرى على ضعف أمريكا وعجزها عن تقديم دعم كامل لهم. هذا الوضع قد زاد من شعور عدم الأمان وانعدام الثقة بين حلفاء أمريكا، ودفعهم إلى إدراك ضرورة البحث عن حلول أكثر استقلالية.
زمن المقاومة، لا المساومة المكلفة
في هذه المرحلة الحساسة، الحقيقة هي أن السبيل الوحيد للانتصار على الضغوط والتهديدات هو المقاومة، لا المساومة المكلفة. لقد دفعت الأمة الإيرانية أثمانًا باهظة؛ من الشهداء والمضحين إلى تحمل عقود من الحصار والضغط.
الآن، هو وقت "الحصاد"؛ وقت ثمار المقاومة وترسيخ مكانة إيران كقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها أو إخضاعها بالقوة. هذه التصريحات من ترامب لن تغير من إرادة الشعب الإيراني، بل ستعزز من عزيمته على مواصلة طريق المقاومة وتحقيق أهدافه.
في عقلية ترامب، القوة العسكرية المتهورة وخلق الخوف والترهيب، هي وسيلة لإخضاع الشعوب التي تقاوم مطالبه. هذا المنظور لا يتعارض مع المعايير الأخلاقية والدولية فحسب، بل يظهر أيضًا مدى ابتعاده عن فهم حقائق العالم اليوم وقوة إرادة الشعوب.
إيران اليوم: قوة نابعة من المقاومة
لكن هل إيران اليوم هي نفسها اليابان قبل 70 عامًا؟ من الواضح أن الإجابة هي لا. إيران أمة وصلت إلى هذه المرحلة بمفردها من خلال أقسى العقوبات، والاغتيالات، والتهديدات. لقد حققت هذه الدولة، بالاعتماد على الإيمان والصواريخ الدقيقة وإرادة تتجاوز القوى العالمية، مكانة أصبحت تشغل فيها الجزء الأكبر من وقت وحديث عالم الاستكبار وتدفعهم إلى اليأس.
لقد قامت إيران اليوم، بالاعتماد على قدراتها المحلية وقوة المقاومة، ليس فقط بترسيخ وجودها، بل تحولت إلى لاعب إقليمي مهم لا يمكن إيقافه عن مساره بتهديدات فارغة وجوفاء.
أمريكا: ظل من الماضي
علاوة على ذلك، لم تعد أمريكا اليوم هي تلك القوة العظمى التي لا تُنافس في الماضي. فمع التحديات الداخلية والخارجية العديدة، تم تحدي النفوذ الدولي الأمريكي في أجزاء كثيرة من العالم. الحروب المكلفة، الأزمات الاقتصادية، وظهور قوى جديدة، هي من بين العوامل التي قللت من "هيبة" أمريكا السابقة.
لذلك، فإن تهديدات ترامب، هي رسالة إلى الصهيونيين المضطربين وحلفاء أمريكا الإقليميين القلقين، أكثر من كونها رسالة إلى إيران.
رسالة للصهيونيين المضطربين
إن ادعاء ترامب هذا، هو في الواقع رسالة مريرة للكيان الصهيوني الذي يرى في هذه الأيام، تحت ظل الحرب النفسية وصواريخ محور المقاومة من غزة إلى اليمن، ثقته بالمظلة الحمائية الأمريكية تتهاوى.
إن الخراب الذي يشهده تل أبيب وحيفا اليوم وصمت أمريكا إزاء هذه الهجمات، دليل واضح على هذا الادعاء. هذه التصريحات، بدلًا من أن تكون مصدر اطمئنان لحلفاء واشنطن، يمكن أن تُعتبر علامة أخرى على ضعف أمريكا وعجزها عن تقديم دعم كامل لهم. هذا الوضع قد زاد من شعور عدم الأمان وانعدام الثقة بين حلفاء أمريكا، ودفعهم إلى إدراك ضرورة البحث عن حلول أكثر استقلالية.
زمن المقاومة، لا المساومة المكلفة
في هذه المرحلة الحساسة، الحقيقة هي أن السبيل الوحيد للانتصار على الضغوط والتهديدات هو المقاومة، لا المساومة المكلفة. لقد دفعت الأمة الإيرانية أثمانًا باهظة؛ من الشهداء والمضحين إلى تحمل عقود من الحصار والضغط.
الآن، هو وقت "الحصاد"؛ وقت ثمار المقاومة وترسيخ مكانة إيران كقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها أو إخضاعها بالقوة. هذه التصريحات من ترامب لن تغير من إرادة الشعب الإيراني، بل ستعزز من عزيمته على مواصلة طريق المقاومة وتحقيق أهدافه.
مصدر : إیران تلکس
كاتب : السید مهدي نوراني
أحدث العناوين