الخميس 11 كانون الأول 2025 - 19:30
رقم : 6435
"مهارات صناعة المرايا في العمارة الإيرانية" مسجلة عالمياً

ترسيخ مكانة إيران في العالم الثقافي

إيران تلكس - تم إدراج "مهارات صناعة المرايا في العمارة الإيرانية" كتراث غير مادي سابع وعشرين للبلاد في الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي في نيودلهي؛ وهو حدث لا يعزز مكانة إيران بين القوى الثقافية العالمية فحسب، بل يقدم أيضًا القدرات الحضارية والجمالية للعمارة الإيرانية للمجتمع الدولي على مستوى استراتيجي.
ترسيخ مكانة إيران في العالم الثقافي

 

تم تسجيل "مهارات صناعة المرايا في العمارة الإيرانية" رسميًا على قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي خلال الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو والمعنية بصون التراث الثقافي غير المادي، والتي عُقدت في نيودلهي.

ويُعزز هذا التسجيل العالمي، باعتباره التراث الثقافي غير المادي السابع والعشرين لإيران، مكانة البلاد بين أهم عشر دول في العالم في مجال التراث الثقافي؛ فهي تُعتبر اليوم من أهم حماة الذاكرة التاريخية والثقافية العالمية، إذ تضم 29 موقعًا للتراث المادي والطبيعي و27 موقعًا للتراث الثقافي غير المادي.

فن المرايا الإيراني، المتجذر في التقاليد المعمارية الإيرانية، يعكس الذوق الجمالي الإيراني، والهندسة المقدسة، والنظرة الكونية التي تتمحور حول الضوء.

في هذه التقنية الفريدة، تُركّب قطع صغيرة من المرايا بدقة هندسية متناهية على أسطح مثل الأسقف والقباب والجدران والأعمدة والأقواس، لخلق فضاء روحاني ديناميكي مهيب، وذلك من خلال انكسار الضوء على آلاف الأسطح البراقة.

تُعدّ قاعة المرايا في قصر جولستان بطهران، وأجزاء من مسجد الشيخ لطف الله في أصفهان، من أهمّ المعالم التاريخية لهذا الفن على مستوى العالم؛ أعمال تجسّد التفسير الإيراني للضوء والنظام والتناسب والسمو الروحي في فن العمارة.

تُعدّ صناعة المرايا عملية معقدة تتطلب مهاراتٍ متعددة في التصميم والرسم والنحت على المرايا، بالإضافة إلى تقطيع الجص وتجصيصه وتلوينه وتقنيات الفسيفساء؛ وهي عملية دقيقة وشاقة تتطلب سنوات من الخبرة المتقنة، ودقة هندسية متناهية، وفهمًا عميقًا لنسب العمارة الإيرانية.

في هذا الفن، تُجهز المرايا بقطعٍ على شكل ماسات بأحجام وتصاميم متنوعة، ثم تُثبّت على سطح العمل باستخدام مواد لاصقة طبيعية وصديقة للبيئة، مثل مادة "سيريش". وتُضفي الزخارف، كالأشكال الهندسية الإيرانية، والأنماط الزهرية، والزخارف الإسلامية، والطيور، والتصاميم البارزة أو المسطحة، ثراءً وتميزًا على هذا الفن.

لطالما مثّلت المرايا في الثقافة الإيرانية رمزاً للنقاء والنور والصدق وتجسيد الحقيقة؛ وهو مفهوم لم يعد مجرد عنصر جمالي في فن المرايا المعمارية، بل أصبح لغةً دلاليةً في العمارة. يُضفي انعكاس الضوء في المرايا الصغيرة تأثيرات بصرية فريدة، وله وظيفة عملية في إنارة المكان وترشيد استهلاك الطاقة؛ مما يضع هذا الفن في مصاف الفنون المستدامة والذكية للعمارة التقليدية.

تم إعداد ملف تسجيل "مهارات صناعة المرايا في العمارة الإيرانية" واستكماله بمشاركة واسعة من الحرفيين البارزين، والمُرممين، والمهندسين المعماريين، والجامعات، والجمعيات المتخصصة، والمجتمعات المحلية والمهنية من مدن طهران، وأصفهان، ومشهد، وشيراز، وقم.

وبعد إجراء تقييمات ميدانية وخبرات متخصصة، أعلنت اليونسكو أن استمرارية هذه المهارة، وتناقلها الفعال بين الأجيال، ونطاق تطبيقها، ودورها الاجتماعي والثقافي، هي أهم الأسباب التي تؤهلها للتسجيل العالمي.

إن التسجيل العالمي لـ"مهارة صناعة المرايا في العمارة الإيرانية" ليس مجرد تكريم ديني لإحدى أكثر التقنيات المعمارية الإيرانية أصالةً، بل هو أيضاً فرصة استراتيجية لتعزيز الدبلوماسية الثقافية، وتطوير السياحة الفنية، وترسيخ الهوية الوطنية، والتعريف بالقدرات الحضارية الإيرانية على الصعيد العالمي.

ويُقرّب هذا التسجيل إيران خطوةً نحو ترسيخ مكانتها كإحدى أهم مراكز المعنى والجمال والمهارة في العالم؛ مكانةٌ راسخةٌ في تراثٍ عريقٍ قائمٍ على التقاليد، وسيظل في المستقبل منارةً للثقافة العالمية.
https://www.irantelex.ir/ar/news/6435/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة