الأحد 27 تموز 2025 - 19:23
رقم : 4266
إيران تلكس - كلما حاول الصليبيون الجدد احتلال العالم الإسلامي بشكل مباشر وبهويتهم الحقيقية، كان رد فعل الأمة عظيمًا: يتذكر المسلمون هويتهم، يتحدون، يقاومون، فينقلب الاحتلال إلى دولة كبيرة عزيزة كما حدث مع العباسيين، الفاطميين، والعثمانيين. لذلك غيّروا خطّتهم.
فلسطين ليست وحدها... نحن كلنا فلسطين
لم يعودوا يأتون بالسيف وحده، بل بالتفكيك. فبدأوا بـ تمزيق الإسلام نفسه قبل تمزيق أراضيه. استهدفوا ما يوحّد الأمة: هويتها،دينها، لغتها، ثقافتها، تاريخها، ومصيرها.

فصنعوا مذاهب مشوهة لينتخبوا منها مذهبا مركزا لكل منطقة في مشروعه التقسيمي(الوهابية ،البهائية، القاديانية،الموارنة،شهود يهوى، .....) قوميات زائفة، دولًا صغيرة، أنظمة وظيفية، وحدودًا وهمية... ثم راحوا يرسمون المنطقة كما يشاؤون.

هكذا نشأت الكيانات الوظيفية:
كيان وهابي في الخليج، يخضع لسلطة ملكية مقيدة ومهمته نشر نوع من "الإسلام المفرغ و المتطرف ".

كيان صهيوني في قلب فلسطين، بوظيفة أمنية لضبط المنطقة من النيل إلى الفرات.

كيان مسيحي-غربي(الموارنة) في لبنان، يُشرف ويوازن ويؤمّن الغطاء الحضاري، ويكون بباب الرضا الى اوروبا.

لكننا، وبدلاً من أن نقرأ المشروع الاستعماري كما هو، انشغلنا بفلسطين كاستثناء، بينما الحقيقة أنها ليست سوى النموذج الأول.

إنها مجرد "الوجه الظاهر" لمشروع أكبر هدفه تحويل كل دولة عربية إلى فلسطين جديدة:

هل نظرنا جيدًا حولنا؟
العراق... فلسطين.

سوريا... فلسطين.

اليمن... فلسطين.

السودان... فلسطين.

ليبيا... فلسطين.

حتى تونس ومصر... نُفذت فيها نفس أدوات التمزيق والتجويع والإضعاف.

الا لبنان فمعركته مختلفة لانه الغرفة الادارية للشرق التي تواجه خصما واعيا و عنيدا كالشيعة .

نفس السيناريو:

تفكيك داخلي (طائفي، مذهبي، قبلي).

حرب أهلية أو تدخل خارجي.

فقدان القرار الوطني.

احتلال مباشر أو غير مباشر.

ثم صمت عالمي تمامًا كما في فلسطين.

الفرق الوحيد هو أن أحدهم يُقصف من الجو، والآخر يُخنق بالديون، وآخر ينهار بالفتنة، لكن الهدف واحد:

تفريغ الأمة من ذاتها.

الإمام الخميني أدرك مبكرًا أن:
أمريكا هي الشيطان الأكبر، لا مجرد وسيط.

الكيان الصهيوني والسعودي أدوات في مشروع أكبر، وقال مقولتيه الشهيرتين عنهما.

الصليبية الجديدة لا تأتي بلباس المعبد، بل بلباس الديمقراطية، الإعلام، والتطبيع.

ولهذا واجه المشروع بكامله، لا أفرعه فقط، ودعا الجميع للرجوع الى الاسلام عبر مناداته بولاية الفقيه و حاكمية الاسلام على هذا الصراع.

لذا يا اعزائي اعلموا أن:

فلسطين ليست قضية محلية.

ولا الصهيونية مجرد احتلال أرض.

ما نعيشه اليوم هو مشروع صليبي جديد بثوب حديث، والصهيونية ليست سوى "أداة تنفيذ".

نحن نعيش "نكبة" مستمرة في كل مكان عربي، لكننا نرفض الاعتراف بذلك لأننا لم نقرأ المشروع كما هو.

كل دولة عربية اليوم هي فلسطين... ولكن بنسخة أخرى.

فلا تظن أنك بعيد، أنت في قلب المعركة، وإن تأخرت قليلاً عنك.
https://www.irantelex.ir/ar/article/4266/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة