الأربعاء 30 تموز 2025 - 12:30
رقم : 4290
إيران تلكس - في المنظومة الفكرية الشيعية، إن ظهور الإمام المهدي (عج) ليس مجرد حدث مفاجئ، بل هو عملية معقدة تتطلب تمهيدات. ولكن في خضم هذا، هناك عقبة خطيرة وواقعية تلقي بظلالها على هذا الأمل: "الخوف من قتل" الإمام (عج) قبل تحقيق مهمته العالمية. هذا الخوف ليس نظرية وهمية، بل هو حقيقة يخطط لها أعداء البشرية، وخاصة الكيان الصهيوني، من خلال برامج سرية وعمليات واسعة النطاق.
التمهيد للظهور ومسؤولية الشيعة في الصراع مع الصهيونية
قد يظن الكثيرون أن هذه مجرد ادعاءات لا أساس لها، لكن الأدلة الميدانية تحكي قصة أخرى. فمن الروايات التي تتحدث عن حفر الأنفاق في حرم سامراء لاستخراج الحمض النووي (DNA) والحصول على معلومات وراثية عن الأئمة، إلى استجواب علماء العراق بهدف العثور على مكان اختباء الإمام المهدي (عج) وتنفيذ مخططات الاغتيال، كل هذا يشكل دليلاً على مشروع منظم لمواجهة الظهور. هذه الإجراءات، لم تقتصر على الجانب النظري فحسب، بل شوهدت مراراً وتكراراً على أرض الواقع، مما يدل على جدية هذا التهديد من جانب العدو.

من اضمحلال الصهيونية إلى إقامة الصلاة في القدس
أحد الأسئلة الجوهرية التي تطرح في هذا السياق يتعلق بمستقبل قوة الصهيونية عند ظهور الإمام. هل عندما يقيم الإمام المهدي (عج) صلاة وحدة الأديان في المسجد الأقصى، سيكون أمثال نتنياهو والصهيونية لا يزالون يمتلكون القوة في فلسطين؟ يجيب المنطق والتعاليم المهدوية بوضوح: كلا.

في ذلك الوقت، لن يكون لليهود المعاندين أي قوة فحسب، بل سيكونون قد وصلوا إلى درجة من الاضمحلال والانهيار بحيث لا يقوون على الصمود في وجه الإمام (عج) وأنصاره المخلصين. هذا الانهيار هو شرط أساسي لإقامة الصلاة في القدس
الشريف من قبل الإمام(عج). ولذلك، من الواضح أن الظهور هو "عملية" وليس مجرد حدث عارض. هذه العملية تتطلب تمهيدات، ومن أهمها رفع هذا "الخوف من القتل" وإزالة بساط القوى العالمية التي تملك القدرة على الوقوف في وجه الإمام.

مسؤولية الشيعة: من السلبية إلى بناء الاقتدار
السؤال الرئيسي الآن هو: كيف يُزال هذا "الخوف من القتل" ومن يجب عليه بناء هذا الاقتدار؟ هل مجرد الجلوس مكتوفي الأيدي والدعاء وحده سيزيل فساد يهود إسرائيل وتهديدات الاغتيال؟ بالتأكيد لا. هذه هي مسؤولية الشيعة أن يوجدوا هذا الاقتدار. الانتظار لا يعني السلبية والتقاعس؛ بل يعني انتظاراً فعالاً وديناميكياً يتطلب الجهد والتخطيط والعمل العملي.

صراع المدارس الفكرية: الإمام الخميني(قده) ومدرسة النجف في ظل الانتظار
في تفسير هذا النهج النشط للانتظار، لا بد من الإشارة إلى الاختلافات الجوهرية بين وجهات النظر. ففي حين أن عقيدة الإمام الخميني (قده) تؤكد على ضرورة التمهيد الفعال للظهور، بما في ذلك المواجهة الحاسمة مع الكيان الصهيوني والتحرك نحو تدمير إسرائيل، فإن تيارات مثل مدرسة النجف (التي تُنسب إلى مقاربات أكثر تقليدية وعادةً ما تكون غير سياسية للانتظار) قد يكون لها نظرة مختلفة.

من منظور الإمام الخميني (قده)، لا تمثل مكافحة إسرائيل مجرد تحليل سياسي أو موقف أيديولوجي، بل هي تقع مباشرة ضمن عملية الظهور وإزالة العقبات الرئيسية التي تعترضها. كان يرى أن تدمير إسرائيل ليس مجرد هدف سياسي، بل هو خطوة ضرورية في تمهيد الطريق لظهور المنقذ. هذا الرأي، المبني على أسس قرآنية وروائية، يؤكد على ضرورة
التدخل الفعال للشيعة في الساحة السياسية والاجتماعية العالمية لتحقيق العدالة وإزالة موانع الظهور.

في المقابل، قد تركز مقاربة مدرسة النجف، في بعض تفسيراتها، بشكل أكبر على عدم التدخل المباشر في الشؤون السياسية الكبرى حتى وقت الظهور. يفسر هذا التيار الانتظار أحياناً على أنه سلبية وعدم اتخاذ إجراءات راديكالية ضد طواغيت العالم، ويعتقد أن أي عمل شامل يجب أن يتم فقط في وقت الظهور نفسه.

يؤدي هذا الاختلاف في الرؤية إلى صراع جدي في مسار تفعيل الأهداف المهدوية. لهذا السبب، يعتبر النص الأصلي أن معارضة الحركة التمهيدية للإمام الخميني (قده) في هذا الشأن، ليست مجرد معارضة لتحليل سياسي، بل هي مواجهة لمسار تحقيق عملية الظهور وأكبر خيانة لعصر الانتظار. لأن هذه السلبية، بشكل غير مقصود، تساهم في بقاء "الخوف من القتل" والعقبات الأخرى التي تعترض الظهور.

في الختام، يمكن القول إن الظهور وعد إلهي، لكن تحقيقه يتطلب مسؤوليتنا وجهدنا العملي. "الخوف من قتل" الإمام (عج) هو ناقوس خطر يدفع الشيعة للتحرك، لكي يمهدوا الطريق لحضور منقذ البشرية من خلال بناء الاقتدار اللازم وإزالة العقبات مثل الكيان الصهيوني.

لم يعد الانتظار مجرد أمل غامض؛ بل هو واجب كفاحي وجهادي يجب ألا نتوقف عن السعي لتحقيقه كاملاً، وفي هذا المسار، سيكون الفكر العملي والتمهيدي للإمام الخميني (قده) هو الدليل الرئيسي.
 
https://www.irantelex.ir/ar/article/4290/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة