الاثنين 22 أيلول 2025 - 21:25
رقم : 5092
إیران تلکس - اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية. ومن المتوقع أن تحذو فرنسا وعدد من الدول الأخرى حذوهم قريبا. من الواضح أن المواجهة بين النخبة اليسارية العولمية (التي تسيطر على بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وعدة دول أخرى) وبين دونالد ترامب هي ما يلعب دورا، إن لم يكن حاسما، فهو أقرب إلى الحاسم في هذه الخطوة.
اعتراف الغرب بالدولة الفلسطينية هو دفن لفلسطين
لا يوجد كثير من القضايا التي يمكن لهذه النخبة فيها كسب دعم غالبية البشرية في معارضة الولايات المتحدة أو التفاوض معها، دون تكبد أي تكاليف أو عواقب.

ومن الواضح أن ترامب سيرفض هذه المبادرة رفضا قاطعا، ما سيمنح معارضيه ورقة تفاوض. يسعى اليساريون العولميون للسيطرة على الدولة الفلسطينية التي يعترفون بها، ليصبحوا بذلك لاعبا مستقلا في الشرق الأوسط. وهذه هي الخطوة المستقلة الثانية للعولميين على الساحة الدولية منذ وصول ترامب إلى السلطة (بعد مواجهتهم مع روسيا). وهذا الاعتراف ليس أكثر من لفتة افتراضية، لا معنى لها.

بالطبع علينا انتظار نشر التفاصيل، لكنني على ثقة من أن اعتراف الدول المذكورة بالدولة الفلسطينية لن يتناول قضية حق العودة للفلسطينيين.

عموما، لا أتوقع تفاصيل كثيرة تسمح بأخذ هذا الإعلان على محمل الجد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الآن؟ تستمر الإبادة الجماعية في غزة منذ عامين، والحديث عن ترحيل الفلسطينيين من هنا مستمر هو الآخر منذ عامين.

مع ذلك، لم تتقدم الدول المذكورة بهذه المبادرة إلا الآن، عندما بدأت إسرائيل بالحديث عن ضم الضفة الغربية. في رأيي المتواضع، أنه من الواضح أن الدول المذكورة لا تكترث بمعاناة الفلسطينيين أو مصير الشعب الفلسطيني.

هي بحاجة إلى ضمانات أنه بعد تفكيك السلطة الفلسطينية في رام الله، لن تقود النضال الفلسطيني من أجل حقوق الشعب الفلسطيني "حماس"، أو أي قوة أخرى غير مقبولة من الغرب، وبالتالي ستصبح ممثلا لهذا الشعب على الساحة الدولية.

هذه الدول ليست مستعدة لعرقلة تفكيك فلسطين على الأرض، لكنها بحاجة إلى السيطرة على حكومة افتراضية في المنفى، ذات شرعية مشكوك فيها، مع ذلك تعتمد كليا على هذه الدول وتمويلها. علاوة على ذلك، فإن لهذه الدول مصلحة راسخة في عدم وجود فلسطين على أرض الواقع، فوصول "حماس"، على سبيل المثال، إلى السلطة في هذه الدولة المعترف بها من قبلهم هو أمر مرفوض قطعا، سيضعها في موقف حرج للغاية.

بمعنى آخر، لو أتيحت لفلسطين فرصة واقعية للوجود وتحقيق سيادة حقيقية، لما اعترفت بريطانيا وفرنسا وكندا وغيرها من الدول الغربية بدولة فلسطينية. في المقابل، فقط إزالة الجيوب الفلسطينية في غزة والضفة الغربية هو ما يفتح الباب أمام العولميين للتلاعب بالاعتراف بفلسطين.

والفترة الفاصلة بين إعلان الاعتراف وضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية تشكل فترة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للحكومات البريطانية والفرنسية وغيرها من الحكومات المشاركة في المبادرة، وأنا على يقين من أنها سوف تنتظر بفارغ الصبر الإعلان الإسرائيلي عن الضم قبل أن تتمكن من تنفس الصعداء.

وفي هذا الصدد، ومن المفارقات، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يدفنها. باختصار، ومهما بدا الأمر مرّا، لا ينبغي للفلسطينيين أن يفرحوا بهذه الخطوة. لأنهم لن يكونوا أقرب قيد أنملة من إقامة دولة حقيقية، لكنهم سيكسبون طرفا آخر يستغلهم لتحقيق مآرب سياسية.
https://www.irantelex.ir/ar/article/5092/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة