الأربعاء 23 تموز 2025 - 20:45
رقم : 4245
إیران تلکس _ مع الإطلاق شبه المداري للصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد"، عاد التركيز مجددًا إلى إيران وسعيها لاقتحام الفضاء؛ مسارٌ بدأ بإطلاقات "كاوشكر 1" دون المدارية، ووصل اليوم، من خلال اختبارات تقنية منخفضة التكلفة لكن استراتيجية، إلى نقطة تشكل تمهيدًا لحضور دائم في المدار.
من "كاوشكر 1" إلى الصاروخ الحامل "قاصد": نظرة على بعض الإطلاقات شبه المدارية الإيرانية
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن "الاختبار شبه المداري" أو "الإطلاق دون المداري" يُطلق على نوع من الإطلاقات الفضائية، يتم خلاله إرسال جسم (عادةً صاروخ حامل، أو كبسولة تجريبية، أو ما شابه) إلى ارتفاع شاهق في الغلاف الجوي، لكنه لا يصل إلى السرعة والزوايا اللازمة للدخول في مدار حول الأرض. وبعبارة أبسط، لا يُكمل الجسم في هذا النوع من الإطلاق دورةً كاملةً حول الأرض، بل يعود إلى سطحها بعد مسارٍ قوسي. وعمليًا، فإن هذا النوع من الاختبارات يهدف أكثر إلى اختبار ظروف الإطلاق وأداء المعدات، لا إلى وضع جسم في المدار.
الاختبار دون المداري (Suborbital Test) هو من المراحل المهمة في تطوير التكنولوجيا الفضائية، حيث يُطلق خلاله صاروخ أو حمولة إلى ارتفاع عالٍ دون أن يصل إلى مدار كامل حول الأرض، ثم يعود مجددًا إلى سطح الأرض.
الهدف الرئيسي من هذه الاختبارات هو التحقق العملي من أداء أجزاء من نظام فضائي في ظروف واقعية، لكن بتكاليف ومخاطر أقل مقارنة بالإطلاقات المدارية الكاملة. في هذه الاختبارات يمكن اختبار مكونات متعددة مثل: محركات الوقود السائل أو الصلب، أنظمة التوجيه والتحكم، الهيكل والبنية الخارجية للصاروخ، أنظمة فصل المراحل، الآليات الأمنية، وحتى أنظمة الاتصال واسترجاع البيانات، وذلك في بيئة حقيقية. وتعتبر هذه الاختبارات حاسمة جدًا في مراحل تطوير الصواريخ الحاملة أو المركبات الفضائية، لأنها تكشف الأخطاء الفنية في بيئة تشغيل فعلية وتتيح إمكانية تصحيحها.
ما الفرق بين الاختبار دون المداري والإطلاق المداري؟
في الإطلاق المداري، الهدف هو إيصال الجسم إلى سرعة مناسبة تسمح له بالدخول في مدار "ليو" (المدار القريب من الأرض). أما في الاختبارات دون المدارية، فعادة ما تكون السرعة أقل، وبسبب عدم كفاية السرعة المدارية، يعود الجسم إلى الأرض بعد وصوله إلى النقطة العليا (Apogee). وبالواقع، فإن الهدف من هذه الاختبارات هو تقييم القدرات في مراحل الإطلاق الأولى، لا الوصول إلى المدار.
في ظل العقوبات الدولية وصعوبة وصول إيران إلى البيانات والخبرات الميدانية للدول الأخرى، أصبحت الاختبارات دون المدارية ركيزة أساسية للاعتماد الذاتي في مجال التكنولوجيا الفضائية. فهي تتيح للباحثين الإيرانيين تطوير أنظمة الإطلاق تدريجيًا، وبخطوات متتابعة، ومن دون المخاطرة بفقدان أقمار صناعية باهظة الثمن. كما تسهم هذه الإطلاقات في تفعيل قواعد الإطلاق، وأنظمة الاتصالات الأرضية، وحتى تدريب الفرق الفنية، مما يمهد الطريق لإطلاقات أكثر تعقيدًا في المستقبل.
يُعد الاختبار دون المداري حلقةً حيوية بين مرحلة التصميم المخبري ومرحلة الإطلاق المداري، ويحتل مكانة مهمة جدًا في سلسلة تطوير التكنولوجيا الفضائية. والدول التي تسعى لتثبيت مكانتها الفضائية، كإيران، تعتمد بشكل كبير على نجاح هذه المرحلة لخفض المخاطر وزيادة دقة الإطلاقات المستقبلية. ويُعتبر اختبار يوم 21 يوليو باستخدام الصاروخ الحامل "قاصد"، مثالًا واضحًا على هذه الاختبارات، حيث أظهر الجهوزية الفنية ومهّد الطريق أمام خطوات فضائية أكبر.
https://www.irantelex.ir/ar/news/4245/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة