السبت 8 تشرين الثاني 2025 - 13:21
رقم : 5863
إیران تلکس - أحدث التصريح الأخير للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي أعلن فيه صراحة مسؤوليته عن "توجيه الهجوم الإسرائيلي على إيران" صدى واسعاً، لا سيما داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية.
اعتراف ترامب ودحض تحليلات التيار الإصلاحي بشأن الهجوم على إيران
هذا الاعتراف شكل تحدياً مباشراً للتحليلات التي قدمها بعض الإصلاحيين في إيران، والتي سعت إلى تصوير الموقف الأمريكي على أنه غير راغب في الانخراط في حرب إقليمية، بل وأحياناً بكونه يسعى إلى فصل مساره عن مسار حكومة بنيامين نتنياهو المتشددة.

لطالما روج تيار من المحللين الإصلاحيين في إيران لخطاب مفاده أن الولايات المتحدة، لا سيما في ظل الظروف الدولية الراهنة، تفضل الحوار والمفاوضات على التصعيد العسكري المباشر.

وفي سياق الهجمات الأخيرة، حاول هؤلاء التقليل من الدور المباشر لواشنطن، معتبرين أن نتنياهو يسعى بشتى الطرق إلى جرّ أمريكا إلى حرب إقليمية واسعة، بينما واشنطن نفسها تحاول تجنب هذا السيناريو.

كان الهدف الضمني لهذه التحليلات هو تخفيف حدة التوتر الداخلي والضغط على صانعي القرار الإيراني لتجنب ردود فعل قد تخدم الأجندة الإسرائيلية-الأمريكية المشتركة.

وقد وصلت بعض هذه التحليلات إلى حد محاولة إيهام الطرف الآخر بوجود "صدع عميق" بين ترامب (أو الإدارة الأمريكية عموماً) ونتنياهو، بهدف استدراج الأخير أو إضعاف جبهة الخصم.

جاء تصريح ترامب ليكون بمثابة تأكيد قاطع على التنسيق والاشتراك في القرار الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب. عندما يقرّ ترامب بأنه هو من "وجّه" الهجوم، فإن ذلك ينسف الأساس الذي بُنيت عليه تحليلات التقليل من الدور الأمريكي.

هذا الاعتراف يوضح أن السياسات الحربية والعدوانية في المنطقة هي سياسات منسقة ومشتركة، وليست مجرد تحركات إسرائيلية فردية تحاول جرّ شريكها الأكبر. لقد أثبت التصريح أن المناورات التحليلية الداخلية التي سعت لتقديم صورة مغايرة، قد فشلت في قراءة التوافق الاستراتيجي بين الطرفين.

في الفترة التي سبقت تصريح ترامب وبعدها، ظهرت مواقف متباينة بين الإصلاحيين:

الدعم المشروط للقوة العسكرية: بعض الشخصيات الإصلاحية، كـآذر منصوري (رئيسة جبهة الإصلاحات)، أكدت على "الضرورة التي لا يمكن إنكارها" لامتلاك قوة عسكرية متفوقة في منطقة مضطربة مثل الشرق الأوسط، وذلك في سياق الإشادة بالقوات المسلحة بعد الرد الإيراني. هذا الموقف يعكس إدراكاً لخطورة الموقف والتصعيد، وإن لم يتناول مباشرة التحليل حول الدور الأمريكي.

التأكيد على المفاوضات مع أمريكا: في المقابل، يواصل تيار إصلاحي آخر التأكيد على الاستعداد للتفاوض مع الولايات المتحدة، مثل ما صرح به مرشحون إصلاحيون سابقون، لكنهم يصرون على عدم التراجع عن "البرنامج النووي والصاروخي" للبلاد. هذا الموقف، وإن كان يفضل الحل الدبلوماسي، إلا أنه يواجه تحدياً كبيراً من التصريحات الأمريكية المباشرة التي تظهر استعداداً للعمل العسكري المنسق.
 
إن اعتراف ترامب يضع هذا التيار أمام حقيقة أن وراء خطاب "عدم الرغبة في التورط" من الجانب الأمريكي، كانت هناك قرارات إستراتيجية مشتركة للعدوان.
وبالتالي، فإن أي محاولة لإجراء مفاوضات يجب أن تستند إلى إدراك عميق بأن الطرف الآخر لم يكن محايداً أو غير راغب في التصعيد، بل كان شريكاً فعالاً في توجيهه.

أزالت تصريحات ترامب الغطاء عن طبيعة التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة إيران.

بالنسبة للمحللين الإصلاحيين الذين راهنوا على فصل المسارين الأمريكي والإسرائيلي، أو على تغليب واشنطن لخيار المفاوضات، فإن هذا الاعتراف يشكل نقطة تحول هامة تستوجب إعادة تقييم جذرية لتحليلاتهم بشأن ديناميكيات الصراع الإقليمي.

لقد كشف ترامب بوضوح أن السياسات الأمريكية العدوانية كانت تُدار بفاعلية، حتى عندما كانت تُخفى تحت ستار "المفاوضات" أو "عدم الرغبة في التورط".
https://www.irantelex.ir/ar/article/5863/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة