إیران تلکس- قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي "محمد باقر قاليباف": لا ينبغي لأي دولة إسلامية أن تقيم علاقات مع عدو الإسلام والمسلمين مؤکدا أن السلام المفروض والحرب المفروضة سیمنعان دول العالم الإسلامي من أن تصبح قوية ومستقلة.
التقى " محمد باقر قاليباف"، الذي یزور حالیا باكستان تلبية لدعوة من رئيس المجلس الوطني الباكستاني "سردار اياز صادق"، علماء الدين وأساتذة الجامعات والنخب السياسية والثقافية والاجتماعية الباكستانية في السفارة الإيرانية في إسلام آباد مساء أمس الخمیس.
وقال "قاليباف" خلال الاجتماع: عندما وصلت رسالة الشعب والحكومة والبرلمان في باكستان، في خضم حرب الـ12يوما، المُعلنة تضامنها مع الشعب الإيراني، قررتُ تخصيص أول رحلة خارجية لي بعد الحرب لهذا البلد؛ لقد كانت روح باكستان، الساعية إلى الحقيقة والعدالة والشجاعة، هي التي دعمت الشعب الإيراني بشجاعة في وجه العدوان الجبان للکیان الصهيوني، الذي نُفذ بدعم وتدخل مباشر من الولايات المتحدة.
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي : "إذا نظرنا إلى العقيدة العسكرية للکیان الصهيوني، نجد أن هذا الکیان لن يسمح أبدا بتشكيل تهديد ضده.
إما أن يقضي عليه من جذوره، أو لن يترك أي أثر للتهديد، كما ادّعى ذلك من خلال القبة الحديدية ویزعم هذا الکیان إنه من المستحيل المساس بحدودنا، وأي عمل يُتخذ ضد حدودنا، سنتعامل معه.
هذا هو أساس عمل الکیان الصهیوني.
وتابع قاليباف: إن عملية طوفان الأقصى كانت في الحقيقة تجسيدا للصرخة الصامتة والكامنة للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تعرض لأشد وأعنف إجراءات الكيان الصهيوني على مدى قرابة 80 عاما.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى استشهاد العديد من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وأثرت على هوية هذه الأمة الإسلامية.
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "يزعم البعض في العالم أن فلسطين هي من أشعلت الحرب في عملية 7 أكتوبر، وهذا كذب وخيانة عظمى للشعب الفلسطيني.
يعلم الجميع معاناة الشعب الفلسطيني على مدى 80 عاما من التهجير والقتل والتشريد، وقد قرر هذا الشعب يوما ما التحرك ضد جرائم الكيان الصهيوني.
وأضاف أن كل تحرك عسكري قامت به الدول الإسلامية ضد الکیان الصهيوني في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي لم يستمر أكثر من خمسة أو ستة أيام، وقد هزم الکیان الصهيوني هذه الدول.
وتابع بالقول: إن عدد سكان حرکة حماس والشعب الفلسطيني في غزة التي تُوصف بأنها أكبر سجن مفتوح في العالم، يقارب مليوني شخص، وقد حاصرهم الکیان الصهيوني بالكامل، وقرر أبناء غزة تنفيذ عملية في السابع من أكتوبر بهدف تعطيل العقيدة العسكرية لهذا الکیان برمتها.
وأضاف قاليباف: هاجمت حماس الكيان الصهيوني في وقتٍ كانت فيه غزة محاطة بحواجز على عمق 20 إلى 30 مترا من مستوى الأرض، وكانت هناك جدران ومنشآت إلكترونية وطائرات تجسس بدون طيار وأقمار صناعية وتمكن الشباب الفلسطيني من اختراق هذه الحواجز وشن الهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وتابع رئيس مجلس الشورى الإسلامي قائلا : جميع القوى الإستکباریة، وعلى رأسها أمريكا، تدعم الکیان الصهيوني، وأعلنتُ للشعب والشباب الإيراني خلال حرب الـ12يوما، أنه لو كان الکیان الصهيوني وحيدا وبدون الدعم الأمريكي، لكان قد مُني بهزيمة نكراء في أقل من سبعة أيام، وقد ثبت ذلك.
حتى وزير الخارجية الأمريكي، الذي زار تل أبيب في الأيام الأولى للحرب وبعد أن اطلع على وضع هذا الکیان، قال لأحد وزراء خارجية دول المنطقة إن كل شيء في تل أبيب قد دُمّر، حتى القوات العسكرية والمقرات لهذا الکیان قد انهارت.
وأضاف أن أمريكا هي التي ساعدتهم بمستشاريها وقادتها.
وقال الرئيس الأمريكي، خلال زيارته لإسرائيل، إنه لو لم نقم بإنشاء إسرائيل في الماضي، لكنا اليوم قد أنشأنا إسرائيل أخرى في المنطقة. هذه النظرة المتغطرسة لأمريكا تثبت للمسلمين أنهم يخططون لضربهم.
وقال قاليباف: على الدول الإسلامية أن تكون مستقلة وقوية ومقتدرة، وأن تصل إلى أعلى مستويات العلم والمعرفة والتقدم، لا سيما في عصرنا الحالي، عصر التقنيات المتقدمة والحديثة، وأن تغتنم الفرص.
وأردف بالقول: بعد انتصار الثورة الإسلامیة، لطالما كانت إيران الإسلامية ضحية المؤامرات والاغتيالات، والحرب المفروضة، والضغوط الداخلية، والمنافقين، والجماعات الإلحادية.
وتسببت هذه الجماعات الإلحادية في استشهاد ما يقرب من 26 ألف شخص باللجوء إلی اغتیال شخصيات سياسية، بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس السلطة القضائية، وأعضاء مجلس الشوری الإسلامي، والشخصيات العلمية والثقافية، وعامة الناس وفرضت القوى الاستكبارية، بدعم من حزب البعث، الحرب على شعبنا، وصمد الشعب الإيراني أمام الظلم، وقاوم العقوبات، ونما علميا.
العقوبات الجائرة لم تُعيق تقدم الشعب الإيراني
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي: من بين التقدمات العلمية التي حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان المجال النووي، ولدينا الكثير من العلماء والنخب في هذا المجال.
ولقد أعلنا منذ البداية أننا لا نتجه نحو صنع قنبلة نووية. حتى بعد عدوان الولايات المتحدة والکیان الصهيوني على إيران، أعلن الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "غروسي"، أنه لا توجد أي وثيقة تُشير إلى أن إيران تتجه نحو صنع الأسلحة النووية.
وتابع بالقول: إن بلادنا تعد من أكثر الدول تقدما في المجال النووي، كما توجد فيها أحدث أجهزة الطرد المركزي.
نحن من بين أفضل خمس دول في العالم في مجال تقنية النانو، ومن بين أفضل الدول في مجالي الفضاء والطب، على الرغم من العقوبات الأمريكية الجائرة المفروضة علينا في العشرين عاما الماضية.
لأنهم يُريدون ألا يكون هناك دولة مستقلة في العالم، وألا يتقدم المسلمون.
وقال "قاليباف" إن بلادنا كانت في خضم الجولة السادسة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، عندما شن الكيان الصهيوني عدوانا واسع النطاق على بلادنا قبل 48 ساعة من استئناف المحادثات في عُمان.
وقال: كانوا على يقين من أن إيران لن تصمد لأكثر من يومين؛ بينما رددنا أقوى الردود في أقل من 16 ساعة. لدرجة أننا في اليوم الرابع من الحرب، تمكنا من الرد بصواريخ عديدة من مسافة 2000 كيلومتر.
ودفعت هذه العملية الولايات المتحدة إلى دخول الحرب مباشرة، واستهدفنا مركز قيادة القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في الشرق الأوسط بـ 14 صاروخا، أصاب سبعة منها الهدف.
وتابع قائلا: إن هذه الظروف دفعتهم إلى السعي لوقف إطلاق النار، وأعلنا أنه سيتم تنفيذ وقف إطلاق النار عندما نوجّه الضربة النهائية.
أمريكا تحاول وراء بث الفرقة بين الأمة الإسلامية
وأكد قاليباف: على الدول الإسلامية استخدام القوة ضد الكيان الصهيوني. وقال إن قوتنا هي منطقنا، ولكن عندما يغيب الفهم، يجب أن نستخدم القوة في مواجهة القوة، وهذا الکیان لا يفهم أي لغة أخرى. وأضاف رئیس المجلس الشوری الإسلامي: سعى الكيان الصهيوني لمحو اسم فلسطين لكن الجميع سعی إلى إحقاق حقوق فلسطين منذ عام ١٩٤٨ وإن العالم أجمع يطالب بحقوق الفلسطينيين، وعلينا معالجة هذه القضية في الدول الإسلامية وتوفير الوسائل للقضاء على هذا الكيان من خلال التقارب.
واستطرد قائلا: يسعى الكيان الصهيوني، بدعم من أمريكا، إلى ضرب العالم الإسلامي، ويقصف حاليا لبنان وسوريا ودولا إسلامية أخرى.
وصرح رئيس مجلس الشورى الإسلامي: أمريكا تضع الأمة الإسلامية بين طرفين. طرف يجب مهاجمته واحتلاله، وطرف آخر يجب أن يقبل بإتفاقیات إبراهيم وإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني.
وأکد رئيس مجلس الشورى الإسلامي لا ينبغي لأي دولة إسلامية أن تقيم علاقات مع عدو الإسلام والمسلمين مؤکدا أن السلام المفروض والحرب المفروضة سیمنعان دول العالم الإسلامي من أن تصبح قوية ومستقلة.
وتابع قائلا: إنهم يقاتلون إيران لمنعها من أن تصبح مستقلة وقوية. ويريدون إضعافها لتقسيمها وتفككها. هذا ما نراه في سوريا وليبيا ولبنان وسوريا.
على الدول الإسلامية أن تتحد في وجه الصهاينة
وقال "قالیباف": على الدول الإسلامية أن تتحد وتقف في وجه الکیان الصهيوني.
وأكد أنه إذا تعرضت الدول الإسلامية لعدوان من الکیان الصهيوني، فعلى جميع المسلمين مواجهته.
واختتم رئيس مجلس الشورى الإسلامي كلمته قائلاً: يجب تكامل العلاقات السياسية والثقافية والأكاديمية والعلمية والاجتماعية والبيئية في العالم الإسلامي. وإذا أردنا الاستقلال وبناء نظام جديد في العالم، فلا بد من الوحدة والتماسك. ونسعى إلى السلام والأمن للجميع.