عدد سكان إيران سينخفض ​​إلى النصف خلال الستين سنة القادمة

أكد رئيس مركز السكان والشباب وصحة الأسرة والمدارس بوزارة الصحة رضا سعيدي، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد 8 نوفمبر/تشرين الثاني في مقر وزارة الصحة، على ضرورة الاهتمام الوطني والشامل بقضية انخفاض معدلات الخصوبة في البلاد، بحسب وكالة أنباء العمال الإيرانية. وقال سعيدي: "إذا استمر الاتجاه الحالي، ستواجه إيران ظاهرة تعرف باسم الثقب الأسود الديموغرافي في العقود المقبلة؛ أي أن المجتمع سيواجه نقصًا في الشباب النشطين والمنتجين". 

وقال رئيس مركز السكان والشباب وصحة الأسرة والمدارس بوزارة الصحة: ​​«حققنا أسرع ضبط وخفض للسكان في العالم، حيث انتقلنا من 6.5 طفل لكل أسرة إلى 1.5 طفل، لكن استمرار هذا الاتجاه سيؤدي إلى الوقوع في حفرة ديموغرافية سوداء». 

وفي إشارة إلى توقعات دولية موثوقة، أضاف: "تشير التقديرات العالمية إلى أنه إذا استمرينا على هذا المنوال، فقد ينخفض ​​عدد سكان إيران إلى نحو 40 إلى 45 مليون نسمة خلال الستين إلى السبعين عامًا القادمة؛ بينما سيتراوح عدد سكان بعض الدول المجاورة، التي يقل عدد سكانها حاليًا عن عدد سكان إيران، بين 300 و400 مليون نسمة في الوقت نفسه. هذا الاختلاف سيُغير التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، وإذا لم نخطط جيدًا اليوم، فلن تكون هناك فرصة للإصلاح في المستقبل". 

وأكد أن هذه القضية ليست حزبية أو أيديولوجية بأي شكل من الأشكال، وأضاف: "تواجه أكثر من 90 دولة في العالم انخفاضًا في معدلات الخصوبة، والعديد منها يطبق سياسات تحفيزية ودعمًا اقتصاديًا، بل وحتى سياسات الهجرة منذ سنوات. قضيتنا اليوم هي استشراف المستقبل وضمان الأمن الديموغرافي للبلاد، وليس الجدل السياسي". 

حدد سعيدي أربعة ركائز رئيسية تؤثر على الإنجاب، وهي: الأبعاد الثقافية، والاقتصادية، والهيكلية القانونية، والصحية، وأوضح: "في البعد الثقافي، تغير نمط حياة الجيل الجديد وموقفه تجاه الزواج والإنجاب، وتزايدت الفردية، وتأخير الزواج، وتفضيل الحياة بلا أطفال. أما في البعد الاقتصادي، فرغم أن متوسط ​​عدد الأسر المرغوب فيه هو 2.5 طفل، إلا أن ضغوط التكلفة والتضخم لا تسمح بتحقيق هذه الرغبة". 

وأكد قائلاً: "التضخم يُبطل مفعول العديد من الحوافز، لذا يجب أن تكون صناعة السياسات ذكية ومتواصلة. أما فيما يتعلق بالقوانين والبنية التحتية، فما زال الدعم غير كامل وغير كافٍ". 

قال: "الأسرة التي يعمل فيها كلا الوالدين ولديهما أطفال صغار، في العديد من أماكن العمل، لا تتاح لها فرصة توفير رعاية الأطفال أو استخدام حضانة أطفال مناسبة. نحن بحاجة إلى إنشاء هياكل صديقة للأسرة". 

وفيما يتعلق بالصحة، اعتبر أنه من الضروري ضمان الولادة الصحية ونمو الجيل القادم، مؤكدا: "إن السكان ليسوا مجرد رقم؛ فجودة الصحة والتربية ونمو الأطفال لها أهمية أساسية".