إيران تلكس - من أهم العوامل المؤثرة على رائحة الجسم هو الطعام الذي نتناوله. ما نأكله لا يؤثر فقط على رائحة أجسامنا العامة، بل يؤثر أيضًا على نظرة الآخرين إلينا، بما في ذلك مدى جاذبيتنا.
على مدى العقود القليلة الماضية، تم اكتشاف أن رائحة أجسامنا تتأثر بالجينات والهرمونات والصحة والنظافة، ولا يهم سواء كنت ذكرا أو أنثى، شابا أو كبيرا، مغاير الجنس أو مثلي الجنس، مهيمن أو خاضع، في فترة التبويض أو حامل، مريض أو سليم، سعيد أو حزين.
كثير من هذه العوامل خارجة عن سيطرتنا، ولكن ليس كلها. من أكبر العوامل المؤثرة على رائحة الجسم الطعام الذي نتناوله. ما نأكله لا يؤثر فقط على رائحة أجسامنا العامة، بل يؤثر أيضًا على نظرة الآخرين إلينا، بما في ذلك مدى جاذبيتنا.
من منظور بيولوجي، يؤثر الطعام على رائحة الجسم من خلال مسارين رئيسيين: الأمعاء والجلد.
أثناء عملية الهضم، تقوم بكتيريا الأمعاء باستقلاب الطعام. بعض التفاعلات الكيميائية بين مركبات الطعام والبكتيريا تُسبب إطلاق الغازات. قد يؤدي هذا إلى رائحة الفم الكريهة، أو ما يُعرف بـ "البخر الفموي"، حسب نوع الطعام المُستهلك. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي ثلث البالغين في العالم يعانون من أحد أشكال رائحة الفم الكريهة، على الرغم من وجود أسباب أخرى.
الطريق الثاني هو الجلد. تدخل المركبات الكيميائية الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي إلى مجرى الدم وأنسجة الجسم المختلفة. يُطرح بعضها عبر التعرق، ويتفاعل مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، مُسببًا رائحة الجسم.
تحتوي الأطعمة المختلفة على مركبات كيميائية تُنتج روائح محددة في مراحل مختلفة. ومع ذلك، فإن جميع الأطعمة ذات الروائح الكريهة تقريبًا تشترك في عامل واحد: الكبريت. ومن المثير للاهتمام أن الأبحاث أظهرت أن بعض هذه المركبات ذات الروائح الكريهة يمكن أن تزيد من جاذبيتنا.
الفواكه والخضروات
البروكلي والملفوف وبراعم بروكسل والقرنبيط، رغم أنها عناصر أساسية في نظام غذائي صحي، غنية بمركبات الكبريت التي تفوح منها رائحة البيض الفاسد. بمجرد دخول هذه المركبات إلى مجرى الدم وتفاعلها مع بكتيريا الجلد، تُنتج رائحة كريهة في العرق.
تُغيّر أطعمة مثل الثوم والبصل رائحة أنفاسك وعرقك لاحتوائها على مركبات الكبريت نفسها. عند استقلابها، تتحلل إلى مواد مثل ثنائي كبريتيد الأليل وكبريتيد ميثيل الأليل، ويُطرح كلٌّ منهما من الجسم في وقت مختلف: مباشرةً بعد تناول الطعام، وبعد حوالي 30 دقيقة.
ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن الثوم على الرغم من أنه يجعل رائحة أنفاسك كريهة، إلا أنه يجعل رائحة العرق تحت الإبط أكثر جاذبية.
للخضراوات الأخرى أيضًا تأثير خاص. على سبيل المثال، يحتوي الهليون على مركب يُسمى حمض السبارازويك، والذي يُطلق عند هضمه مركبات الكبريت مثل ميثيل ميركابتان وثنائي ميثيل كبريتيد، وهي مواد تُسبب رائحة العرق والبول المميزة. هذه المركبات شديدة التطاير، لذا تنتشر رائحتها بسهولة في الهواء، وعادةً ما تدوم لأكثر من خمس ساعات. وبالطبع، لا يُنتج أو يُشعر الجميع بهذه الرائحة.
بشكل عام، تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات يُحسّن رائحة جسمك. وجدت دراسة أُجريت عام ٢٠١٧ في أستراليا أن الرجال الذين تناولوا المزيد من الفاكهة والخضراوات كانت رائحتهم أشبه بالفاكهة والزهور والحلاوة.
وقد وجد أيضًا أن الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون واللحوم والبيض والتوفو تنتج أيضًا رائحة جلدية أكثر متعة، ولكن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات تنتج رائحة أكثر كريهة.
اللحوم والأسماك
كما أن اللحوم والأسماك تغير رائحة الجسم لأن البروتينات الحيوانية تتحلل في الجسم إلى أحماض أمينية ودهون، والتي تفرز بعد ذلك من خلال العرق وتتفاعل مع بكتيريا الجلد.
يمكن للأسماك والفاصوليا أيضًا أن تُصدر رائحة كريهة تشبه رائحة السمك بسبب مركب يُسمى ثلاثي ميثيل أمين.
هناك حالة نادرة تُسمى بيلة ثلاثي ميثيل أمين، أو متلازمة رائحة السمك، حيث يعجز الجسم عن تحويل هذا المركب إلى مادة عديمة الرائحة، مما ينتج عنه رائحة قوية تُشبه رائحة السمك الفاسد.
الكحول والقهوة
الكحول، وخاصةً عند تناوله بكميات كبيرة ومتكررة، قد يُسبب رائحة فم كريهة، سواءً عبر الجهاز الهضمي أو الغدد العرقية. عندما يُحلل الجسم الكحول في الكبد، يُطلق مركبًا سامًا ومتطايرًا يُسمى الأسيتالديهيد، والذي تُشبه رائحته رائحة الكحول الفاسد.
كما أن الكحول يسبب جفاف الجسم ويقلل إفراز اللعاب، مما يوفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا الفموية ويؤدي إلى تفاقم رائحة الفم الكريهة.
من ناحية أخرى، يُحفّز الكافيين الموجود في القهوة والشاي الغدد المفرزة (الغدد الموجودة في الإبطين والفخذ) ويسبب زيادة في التعرق. هذا التعرق الزائد يُهيئ بيئةً مناسبةً لنمو البكتيريا، وقد يُفاقم رائحة الجسم.