وفي جامعة طهران، وبالتعاون مع أساتذة إيرانيين وجامعة السوربون الفرنسية، قامت مهسا کلانتر بتصميم وبناء جهاز كهروکیمیائي للتشخيص السريع والدقيق للمؤشرات الحيوية للإنتان (بروتين سي التفاعلي – CRP).
 
أعلن عن ذلك علي حسين رضايان قيّه باشي، أستاذ قسم التقنية النانوية الحيوية والمحاكاة الحيوية في كلية هندسة العلوم الحيوية، قائلاً: الإنتان حالة طارئة ومهددة للحياة تحدث عندما يُبدي الجسم استجابة شديدة وخارجة عن السيطرة رداً على عدوى، وهذه الاستجابة هي التي تتسبب في إلحاق الضرر بأنسجة وأعضاء الجسم نفسه.
 
ويُعد الإنتان أحد أهم أسباب الوفاة بين المرضى المقيمين في المستشفيات، وبسبب تطوره السريع وأعراضه غير المحددة، يُعتبر تشخيصه في الوقت المناسب تحدياً حيوياً.
 
وتُصيب هذه الحالة أكثر من 48 مليون شخص سنوياً على مستوى العالم وتُلقي بعبء ثقيل على النظم الصحية.
 
وأضاف أستاذ قسم التقنية النانوية الحيوية: في هذا البحث، تم تصميم وبناء وتقييم أداة استشعار حيوي كهروكيميائية دقيقة الحجم (ميكروفلويديك) تعتمد على الأبتامر، والتي تمتلك القدرة على الكشف المبكر عن مؤشر بروتين سي التفاعلي (CRP) في المراحل الأولية للإنتان.
 
وتم إنتاج الأقطاب الكهربائية الرقيقة لهذه المنظومة باستخدام طريقة قناع الظل (Shadow Mask) البسيطة والمنخفضة التكلفة على ركيزة من بولي ميثيل ميثاكريلات (PMMA).
 
وفيما يتعلق بكيفية تنفيذ هذا البحث، أوضح قائلاً: “تم بناء نظام صغير الحجم (2 × 3 سم) يشتمل على ثلاثة أقطاب كهربائية – قطب العمل، والقطب المساعد، والقطب المرجعي – وتم تغطيتها على التوالي بطبقات نانومترية من التيتانيوم/الذهب والتيتانيوم/الفضة.
وتم تأكيد صحة عملية التصنيع وجودة الطبقات من خلال طرق توصيف متنوعة.”
 
وأضاف رضايان: “أظهر تقييم أداء المستشعر الحيوي في عينات مصل بشري أن هذا النظام، مع حذف خطوات التصوير الضوئي المكلفة، يقدم أداءً تنافسيًا من حيث الحساسية وحد الكشف والانتقائية في تحديد المؤشرات الحيوية المرتبطة بالإنتان.”
 
جدير بالذكر أن هذا الإنجاز، المدعوم أيضًا بنتائج تحليلات المحاكاة، يمكن أن يمهد الطريق لتطوير أدوات تشخيص سريعة ومنخفضة التكلفة وقابلة للحمل لإدارة المرضى المصابين بالإنتان سريريًا، ويفتح مسارًا جديدًا لتحسين جودة الرعاية والعلاج في المستشفيات والمراكز التشخيصية.