إيران تلكس - التمثال، الذي يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار وصممه الفنان بيام قانع، يُعد تجسيداً بصرياً لصمود الإيرانيين عبر التاريخ، وقد أُقيم الحدث تحت شعار «ستنحنون مرّة أخرى أمام إيران».
في مشهد جمع بين الرمزية التاريخية والاحتفاء الثقافي، شهدت ساحة إنقلاب وسط العاصمة الإيرانية طهران فعالية وطنية ضخمة بعنوان «ليلة إيران»، تزامناً مع إزاحة الستار عن تمثال الإمبراطور الروماني فاليريان، الذي يجسد لحظة ركوعه أمام الملك الساساني شابور الثاني بعد هزيمته في معركة إدسا. التمثال، الذي يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار وصممه الفنان بيام قانع، يُعد تجسيداً بصرياً لصمود الإيرانيين عبر التاريخ، وقد أُقيم الحدث تحت شعار «ستنحنون مرّة أخرى أمام إيران».
«ليلة إيران»
أُقيمت مراسم إزاحة الستار عن تمثال الإمبراطور الروماني فاليريان ضمن فعالية «شب إيران» أي «ليلة إيران» تحت شعار «در مقابل إيران دوباره زانو مي زنيد» أي «ستنحنون مرّة أخرى أمام إيران»، وذلك في ساحة الثورة بطهران.
شهدت هذه المراسم، التي حملت عنوان «الراكعون أمام إيران»، حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم مجيد واشقاني كمقدّم للفعالية، وعليرضا زاكاني عمدة العاصمة، داوود غودرزي نائب رئيس بلدية طهران لشؤون الخدمات المدنية والبيئة، ومهدي مذهبي المدير العام لمنظمة تجميل المدينة، إلى جانب عدد من الفنانين وجمع غفير من المواطنين الكرام في ساحة إنقلاب. الحضور الجماهيري الكبير، رغم برودة الطقس، عكس تلاحماً شعبياً حول رموز الهوية الوطنية، ورسالة واضحة في وجه التحديات الداخلية والخارجية.
في بداية المراسم، ردّد الحضور النشيد الوطني الإيراني، فيما غصّت جميع الشوارع المؤدية إلى ساحة «إنقلاب» أي «الثورة» بالحشود، رغم الحملات الإعلامية المعادية، حيث شهد الحدث إقبالاً غير مسبوق. وامتلأت جميع المحاور المرتبطة بساحة إنقلاب، من شارع «آزادي» أي «الحرية» حتى شارع فردوسي، بالمشاركين في فعالية «ليلة طهران»، وقد غصّت الساحة قبل ساعات من بدء البرنامج بالمشاركين، متجاوزة كل التوقعات من حيث عدد الحضور.
لاحقاً، قدّمت الأوركسترا السيمفونية لطهران مقطوعة «أي إيران» في حفل موسيقي مفتوح في الساحة. كما تم إزاحة الستار عن تمثال الإمبراطور الروماني فاليريان، الذي ركع أمام الملك الساساني شابور، في طهران.
تمثال فاليريان.. من ساحة الثورة إلى مدخل العاصمة
التمثال الذي أُزيح عنه الستار يُعرض مؤقتاً في ساحة إنقلاب، على أن يُنقل لاحقاً إلى ساحة آزادي، ثم يُثبت بشكل دائم عند مدخل مطار مهرآباد ليستقبله الضيوف الأجانب كأول مشهد يواجهونه في طهران. ويجسد التمثال لحظة تاريخية لركوع فاليريان أمام شابور، في إشارة إلى انتصار الإيرانيين على الإمبراطورية الرومانية، وهو امتداد لسلسلة من الرموز التي تروي صفحات مشرقة من تاريخ المقاومة، مثل رئيسعلي دلواري، ميرزا كوجك خان، سورنا، وميرمهنا.
الفن في خدمة الوطن؛ صوت واحد من أجل إيران
تخللت الفعالية حفلات موسيقية مجانية في الهواء الطلق، شارك فيها منشدون بارزون مثل برواز هماي، مصطفى راغب، حامد همایون، میثم إبراهیمي، إلى جانب الأوركسترا السيمفونية لطهران بقيادة نصیر حيدريان. وشهد الحدث تفاعلاً جماهيرياً واسعاً، حيث رفع المواطنون الأعلام الإيرانية ورددوا الأناشيد الوطنية في أجواء منظمة.
في قسم من البرنامج، قدّم المنشدون مقطوعات وطنية عن إيران. وكان مصطفى راغب أول من اعتلى المسرح، وقال: أنا سعيد جداً برؤيتكم هنا، وأتمنى أن تكونوا دائماً بخير وسعادة، وأن يظل علم وطننا مرفوعاً. وأضاف: نحن جميعاً، بغض النظر عن الأفكار والمعتقدات واللباس، نحب وطننا.
ثم أنشد راغب أبياتاً من الشاعر الإيراني فردوسي: «إذا لم تكن إيران، فلا أريد أن أكون، ولا ينبغي أن يعيش أحد في هذا الوطن ،كلّنا نضحي بأجسامنا خير من أن نعطي الوطن للعدو»، كما أنشد مقطوعة «هواي عشق»، وتفاعل معها الحاضرون.
الأوركسترا السيمفونية؛ إنشاد جماعي رغم التحديات التقنية
في الجزء التالي، اعتلت الأوركسترا السيمفونية بقيادة نصير حيدريان المسرح، وقدمت مقطوعتي «رقص الدائرة» لحشمت سنجري، و«أي إيران» لروح الله خالقي، بشكل موسيقي دون غناء. وشارك بعض الحضور بالإنشاد مع مقطوعة أي إيران، التي تُعد من أشهر الأناشيد الوطنية الإيرانية، وقد كتبها حسين كُلكُلاب، ولحنها روحالله خالقي، وأنشدها غلامحسین بنان، وسُجلت رسمياً كتراث وطني.